الخرطوم (رويترز) – اطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على محتجين في جامعة الخرطوم يوم الاحد بعد يوم من اعتقال السلطات سياسيا معارضا في احدث حملة على الاحتجاجات الشعبية للرئيس عمر حسن البشير.
وتجنب السودان حتى الان انتفاضات مماثلة لتلك التي اطاحت برؤساء مصر وتونس وليبيا العام الماضي لكن مظاهرات محدودة مناهضة للحكومة اندلعت على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب الاستياء المتزايد من إجراءات التقشف وحكم البشير المستمر منذ 23 عاما.
وسارعت الشرطة بإخماد الاحتجاجات مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع.
وقال شهود ان نحو الف من طلاب جامعة الخرطوم هتفوا “الشعب يريد اسقاط النظام” و”يسقط يسقط حكم العسكر” وحاولوا شق طريقهم خارج الحرم الجامعي لكن الشرطة اعادتهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال طالب وناشط لرويترز ان نحو 150 طالبا اخترقوا لفترة وجيزة الطوق الامني بعد رشق الشرطة بالحجارة قبل ان تعيدهم الى الداخل.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الشرطة.
وقال شهود ان قوات الامن اطلقت ايضا الغاز المسيل للدموع على مصلين كانوا يحاولون مغادرة مسجد للتظاهر بعد صلاة الجمعة.
ولجامعة الخرطوم اهمية رمزية في التاريخ السياسي للسودان إذ كانت مركز الانتفاضتين الشعبيتين عامي 1964 و 1985 وكلتاهما اطاحتا بحاكم عسكري.
والبشير واحد من اكثر الحكام الافارقة بقاء في منصبه.
ومن ناحية اخرى قالت زوجة السياسي السوداني المعارض كمال عمر إن قوات الأمن اعتقلته وذلك بعد أيام من دعوة الأحزاب المعارضة الرئيسية للإضراب والاحتجاج من أجل الإطاحة بالحكومة.
واضافت ان قوات الأمن وصلت إلى منزل عمر وهو عضو بارز في حزب المؤتمر الشعبي المعارض الساعة 11.00 ليلا (2000 بتوقيت جرينتش) الليلة الماضية واعتقلته.
وقالت لرويترز “جاءت سيارتان للمنزل ودخل نحو خمسة من ضباط الأمن.”
واكد قيادي آخر بالحزب اعتقال عمر. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من اجهزة الامن.
جاء الاعتقال بعد إعلان يوم الأربعاء وقعت عليه أحزاب المعارضة الرئيسية يؤيد التظاهر حتى رغم أنها لم تدع أعضاءها للخروج الى الشوارع بأعداد كبيرة.
ويرأس الحزب الذي ينتمي له عمر السياسي حسن الترابي الذي كان واحدا من أبرز الساسة في السودان واعتقل عدة مرات.
ومنذ خلاف نشأ بين الترابي والرئيس عمر حسن البشير في التسعينات أصبح الترابي واحدا من أشد منتقدي الحكومة.
ويواجه السودان أزمة اقتصادية بما في ذلك عجز في الميزانية وارتفاع معدل التضخم وتدني قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام مما أدى إلى اقتطاع ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط.
وكان النفط سابقا المصدر الرئيسي لإيرادات السودان ومصدر العملة الأجنبية.
وفي الشهر الماضي أعلنت الحكومة إجراءات تقشف صارمة بهدف سدالعجز في الموازنة في خطوة تسببت في اندلاع مظاهرات محدودة.
ونادرا ما كانت تفلح الاحتجاجات في اجتذاب أكثر من عدة مئات لكنها تمثل تحديا آخر لحكومة تحاول بالفعل إخماد عدد من عمليات التمرد المسلح.
من خالد عبد العزيز
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)