بسم الله الرحمن الرحيم
السودان يكون او لا يكون
3-5
عددت فى المقالين السابقين الاسباب التى ادت الى وقوع السودان فى هذا المنعطف الخطير , حيث اغلبها نابعة من تركيبة العقد الاجتماعى القديم , المبنى على اساس التمييز الاثنى والدينى .
بني السودان على اساس انه دولة عربية اسلامية , وبهذا ادخلوا السودان فى مغالطة مع ابنائه الذين وجدوا انفسهم خارج اطار هذه اللعبة .
………………………………………………………..ماذا يفعلون ؟………… اين يتجهون ؟……….
ظلت هذه الاسئلة تدور لاكثر من خمسة عقود من الزمان فى رؤوس ابناء السودان الذين تضرروا من توجه هذه الدولة العربية الاسلامية .
ظل المتحالفون يراهنون على ان هوية السودان التى اختاروها يمكن ان تحقق مصالحهم الخاصة والى الابد , لكن فى الحقيقة اصبحت الهوية بلا مكان ومصدر سخرية واستفزاز للسودانيين فى كثير من المحافل الدولية , الامر الذى جعل الكل يتألم ويحتج على اولئك الذين اضاعوا مستقبل السودان ورموه فى مستنقع يصعب الخروج منه .
تعامل المتحالفون مع السودان دون واعز وطنى وكأنه سلعة تباع لمن يدفع اكثر , لانهم فى الحقيقة بعيدين كل البعد عن الواقع السودانى المتعدد اثنيا ودينيا , لذا انهم اجحفوا بحق اخوانهم وظلموهم ظلما كبيرا , لم يحفظوا ادنى حقوق لمجموعة كبيرة من ابناء السودان , الذين لاهم عرب ولا مسلمين .
هل يمكن ان نقول بأنهم نسوهم؟………………………………………………… , اذا سلمنا جدلا بأن الاجابة لهذا السؤال بنعم : هذا يدل على ان هؤلاء المتحالفون قدموا المصلحة الخاصة على العامة , وبذلك يكونوا قد عزلوا مجموعات كبيرة من السودانيين ووضعوهم خارج اطار الوحدة الوطنية الجاذبة منذ استغلال السودان , حتى اصبح من الصعب على الجميع ايجاد توليفة يمكن ان تسهم فى بناء السودان .
هذا التمييز الواضح الذى لا يخافون فيه لومة لائم بانه البوابة الحقيقية لثورات متكررة تحدث بين كل فترة واخرى .
من الصعب ان يعيش الانسان فى وطن لا يحفظ له ادنى حقوق , معدوم فيه العدالة والمساواة , فهو بذلك لا يمكن ان يكون عبدا الى الابد , فبدلا من ذلك انه يبحث عن مكان اخر يكون فيه سيدا ومواطنا من الدرجة الاولى .
هذا الواقع الذى نشهده اليوم هو نتاج طبيعى لممارسات الذين استمرأؤ السلطة واستحوزوا على المال عليهم تقع مسؤلية انفصال الجنوب وبالاخص الانقاذ التى تعنتت فى تنفيذ ما اتفقت عليه ( اتفاقية نيفاشا ) وارادت ان تلعب مع الاخوة الجنوبيين لعبة القط والفار , فلا يمكن ان يكون القط هو المنتصر الابدى , على اقل تقدير هنالك عدالة السماء التى تجعل ( الفار ) ينتصر يوما .
تعاملت الانقاذ مع اتفاقية نيفاشا بنفس الطريقة التى تعامل بها جعفر نميري مع اتفاقية اديس ابابا 1972 م, لانهم جميعا من ابناء مدرسة واحدة , يوقعون على الاتفاقيات بأنفسهم ويتماطلون فى تطبيقها , مستخدمين سياسة التسويف والتعامل بالفتات , باعتبار ان الاخرين مواطنين من الدرجة الثانية , لا يحق لهم مقارعة الاسياد الذين يعيشون فى قصور مبنية من الثلج , تذوب عند شروق الشمس .
على الاخوة المتحالفين ضد ابناء بيتهم عليهم ان يعرفوا جيدا بأن شمس الحرية قد اشرقت وانتهى بذلك دور السادة وتفجرت الثورة ……..
ونواصل
محمد عبدالله عبد الخالق
حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة
والى ولأية جبل مرة