السودان: إنسحاب مراقبين أجانب هددهم البشير وشرخ جنوبي بسبب مقاطعة انتخابات الشمال
الخرطوم – النور أحمد النور
انتخابات السودان: انسحاب مراقبين أجانب والبشير يسعى إلى احتواء تهديداته
سعى الرئيس عمر البشير أمس إلى احتواء تهديداته بطرد مراقبين دوليين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإقليمية المقررة بعد ثلاثة أيام، وقدّم اعتذاراً ضمنياً لهم بعد تهديده بقطع ألسنتهم. لكن مراقبي الاتحاد الأوروبي أعلنوا بعد الظهر انسحابهم من ولايات دارفور الثلاث بسبب مخاوف على سلامتهم وفرض قيود على عملهم.
وقبل ثلاثة أيام من موعد الانتخابات، لا تزال قوى سياسية تقلب مواقفها بين المشاركة والمقاطعة، وأثار قرار «الحركة الشعبية لتحرير السودان» مقاطعة المنافسة في شمال البلاد شرخاً بين قياداتها.
وقال البشير في خطاب أمام أنصاره في مدينة شندي في شمال البلاد أمس الأربعاء إنه يحترم مراقبي مركز كارتر والاتحاد الأوروبي، وقال إن حكومته دعتهم لمراقبة الانتخابات وستحسن ضيافتهم، «وسنسمح لهم بالتجول في ولايات البلاد لأداء مهمتهم».
ورأى البشير أن فوزه في الانتخابات الرئاسية لا يحتاج إلى تزوير أو خداع، ساخراً من اتهام حزبه (المؤتمر الوطني) بالغش، واستشهد بالاستقبالات التي وجدها خلال طوافه في البلاد. واستهجن البشير ما تردده «الحركة الشعبية» عن تزوير حزبه للانتخابات التي تدخل مرحلة الاقتراع بعد ثلاثة أيام.
واتهم جهات لم يسمها، شبّهها بـ «العقارب والثعابين»، بالسعي الى تقويض السلام والعودة إلى مربع الحرب ثانية، وقال: «قفلنا لهم الطريق إلى الجنوب فظهروا مجدداً في دارفور».
إلى ذلك نفى نائب رئيس «الحركة الشعبية» حاكم ولاية النيل الأزرق مالك عقار ما أعلنه الأمين العام للحركة باقان اموم عن مقاطعة الاقتراع في شمال البلاد، معتبراً الحديث عن مقاطعة شاملة شخصياً ومتجاوزاً لقرارات المكتب السياسي لحركته التي أقرت سحب مرشحها للرئاسة ومقاطعة المنافسة في ولايات دارفور الثلاث. وأوضح أن «الحركة الشعبية» ربطت خوض الانتخابات في المستويات الأخرى بظروف الأشخاص، موضحاً أن أي شخص لا يرى في نفسه كفاءة للاستمرار في الانتخابات لأي سبب عليه الانسحاب. وزاد: «سيكون ذلك بصورة فردية وقراراً شخصياً، لا علاقة للمكتب السياسي به».
واعترف عقار للمرة الأولى بوجود صراع داخل «الحركة الشعبية»، لكنه لم يشأ الخوض في تفاصيله، وقال: «هناك صراعات داخل الحركة لكن ما يحدث الآن مجرد تباين في المواقف»، معتبراً أن أجواء التوتر في الحركة طبيعي في ظل قيام عملية مصيرية ومكلفة مثل الانتخابات.