السفاح عمر البشير يخاطب عصابته السودانية

الإيجابية الوحيدة في خطاب السفاح عمر البشير أمس( الخميس) أنه تحاشي هذه المرة” تريقاته” البليدة, ولم يوزع علي الحضور بعض التعليقات الساخرة السامجة كعادته في الخطابات التي ألقاه مع اندلاع الثورة إثبات للثقة في النفس, فاليوم مختلف لأن” اليوم خمر وغدا أمر”, فالثوار يحيطون بالخرطوم إحاطة السوار بالمعصم, والحاميات العسكرية صارت في مرمي الثوار السودانيين, وثورتهم في تنام مطرد وحكمه في انحدار واضح.
السفاح عمر يدرك قبل غيره أن نظامه الديكتاتوري حوي في كينونته كل أسباب السقوط من دموية ووحشية واغتيالات وتعذيب واغتصاب وعنصرية وفساد ونهب لثروات البلاد, هذا قبل اندلاع الثورة, وأما بعدها فالثورة الشعبية( مسلحة او سلمية) الشجاعة أضافت لسيرته الذاتية القبيحة أكثر من مليون شهيد وملايين المهجرين ودمارا هائلا في الأرياف السودانية, بالحسبة الرياضية البحتة أن ينجو من الانهيار, فأي أمل يمكن أن يتشبث به السفاح عمر كي يبقي رئيسا طبيعيا للسودان؟!
لا مجال لتفسير تشبثه بموافقه علي الرغم من المعطيات علي الأرض والتي تعمل ضده وضد نظام حكمه, إلا أنه يقامر علي احتمالين, أحدهما إمكانية ضئيلة جدا علي بقاء حكمه, والثاني دمار البلاد. دعونا نتكلم بكل شفافية. الرئيس عمر ولأسباب عنصرية واثنية وطائفية قذرة لا يهمه فعلا أن يهوي السودان الي الجحيم, هو أشبه بالمحتل الأجنبي الذي يقاوم ثوارا وطنيين ويقاتلهم بكل أنواع الأسلحة التدميرية, فهو كاسب في كل الأحوال, إما أن يدمر الثورة الشعبية المسلحة, وإما أنه سيدمر بلادا لا تعنيه ولا تهمه ولا يكترث لها كثيرا.. ” يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه” هو وزمرته وعصابته ومليشياته, هذا الديكتاتور لو حكم إيران محتلا لرأف بها وبشعبها وبمقدراتها. السفاح عمر وإن نطق بالعربية والافريقية فالسودان لا يراه إلا كما يراه عصابته مكملة لحلقات الإخوان المسلمين, فإما أن يستمر السودان كذلك وإما أن يسلمه لأهله خرابا يبابا.. بل لا أبالغ إذا قلت إن السفاح عمر لا يملك قرار نفسه, فقفل النظام السوداني من النوع الذي له عدة مفاتيح.. مفتاح عند رموز الاسلاميين المقربين منه, ومفتاح عند أركان حكمه المنتفعين بوجوده, ومفتاح عند رموز الأمنية العسكرية, ومفتاح في الدوحة, ومفتاح في طهران, وميدالية المفتاح في انجمينا التشادية وبكين وموسكو وبغداد. السفاح عمر باختصار مثل رئيس العصابة الذي مهما حاول أن يتغير أو يتخذ خطوات تراجعية, فإن أول من يقضي عليه أفراد عصابته لأنه حامل أسرارهم وشريكهم في جرائم القتل والتعذيب والتهريب والاغتصاب, وهذا أحد تفسيرات إصراره علي موقفه علي الرغم من أن أرض حكمه قد انتقصت من أطرافها.
زعيم العصابة عمر قال إن الثورة السودانية فقاعات صابونية وسوف تختفي, والحقيقة أن نظامه أكبر فقاعة, والدليل علي فقاعية نظامه تراخي قبضته علي البلاد, حيث وصل الثوار الي الحلقة المقربة منه في عملية” محكمة الجنائية الدولية”, وتقدم الثوار في كل ناحية وسيطرتهم علي عدد من المنافذ الحدودية للبلاد, حتي إن سهولة حصار النظام من الأطراف, وهو النظام الذي يكاد يحقق مع نحلة عبرت حدوده من بلد مجاور, ولهذا قام وخطب ولم يقدم ويقوم جديدا, لأن الأهم في خطابه أنه طمأن بقية أفراد عصابته في الدوحة وطهران وغزة والجنوب اللبناني بأنه سائر علي ” ميثاق شرف العصابة” حتي النهاية, ويفوز في انتخابات الرئاسية المقبلة.
 
احمد قارديا خميس
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *