حسن اسحق
انهارت جولة التفاوض في اديس ابابا بين الحركة الشعبية شمال وحكومة المؤتمر الوطني بعد استمرار دام ايام، حول المنطقتين جنوب كردفان والنيل الا زرق، بداية العام الحالي ايضا بدأت جولات اديس التي تستمر لايام وبعدها ينكسر معقد التفاوض، وتعود الاطراف من حيث اتت. مابات واضح ان الحكومة هذه المرة دخلت جولة اديس بعد ان حشدت كل مليشيات قوات الدعم، وهذا ما اتضحت مراميه بالزيارة التي قام بها وزير الدفاع ومدير جهاز الامن الي الفاشر في شهر ابريل الماضي، واحتفالهم بقوات الدعم السريع، كانت النقطة الاولي لتكتيك الحكومة بحشدها وتحريكها الي مناطق جنوب كردفان لتحريرها من الحركة الشعبية شمال، وكان الطيران الحكومي يحلق ويقصف في امبرومبيطة ودلامي ومنطقة عبري، وتقول الحكومة انها حررتها وطردت منها قوات الحركة الشعبية، وقالت الحركة الشعبية في بيانها لها ان القوات الحكومية وقوات الدعم السريع قامت بقصف مناطق دلامي وامبرومبيطة وعبري بالطيران الحربي، ودمرت بعضا المناطق وراح ضحيتها افراد ابرياء، وترفض الحكومة العودة الي اتفاق مالك عقار ونافع علي نافع حول قرار مجلس الامن 2046. الحكومة تريد ان تلعب علي كرتين في ذات الوقت، التفاوض في منبر اديس ابابا وشن هجمات علي الارض، واجبار الحركة الشعبية علي توقيع سلام من طرف واحد، باعتقاده انه الاقوي عسكريا علي الارض. ان مفاوضات السلام اذا اريد لها ان تحقق سلاما علي الارض يجب وقف الاعتداءات العسكرية علي المواطنين وتشريدهم، وماحديث الحكومة عن عودة مواطنين الي المدن الكبيرة في جنوب كردفان، ماهو إلا غطاء لهجماتها علي السكان الابرياء العزل. ان الحكومة العسكرية بعقليتها الامنية تحاول ان تهزم الحركة الشعبية قبل فصل الخريف، في هذا الصيف الذي سمته بالحاسم، ولم تتعلم ان كل خططها القديمة بتحرير كاودا، وهزيمة قوات حميدتي قبل اشهر، وهروبه الي الابيض وبعدها رحل الي دارفور. ان الحكومة لاتريد ان تعي الدرس السابق ان خططها كلها القديمة لم تلقي نجاحا علي الاطلاق. ولو تكررت منابر اديس ابابا عشرات المرات لن تقود الي سلام شامل، لو تمسك النظام بحبليه التفاوضي والعسكري. ان المنظومة القديمة صاحبت الفوائد في الحرب، هي الاعلي صوتا هذه الايام، وتهافت النفعيين من المنطقتين لقيادة التفاوض حول المنطقتين دون إرساء مبادئ الحل الشامل لاشكاليات السودان. مالم يتعظ النظام لهذه النقاط، سيطير الحل العسكري علي كل جولات التفاوض في اديس والدوحة وغيرها، والهروب للحرب.
[email protected]