الراديكالية الطائفية وتغولها على ثـورة الشعب السودانى \عبدالرحيم خميس
بدا السياسية السودانية صحيحا بمؤتمر الخريجين بثلة رائعة من المثقفين السودانيين الذين ارادوا للسودان مستقبلا سياسيا زاهراً واستقرار، فكانت اللواء الابيض ومؤتمر الخريجين اللتين ضّما فى عضويتهما اخلص ابناء السودان الذين بزلو جهداً مقدراً لاخراج السودان من يد المستعمر ولكن قوة المستعمر كانت جباراً قتل منهم وسجن ولاخرين لاسكات للاصوات المنادية بالسودان للسودانيين ولا فرق بين ابناء السودان فيما بينهم .
وكان نار الثورة متقداحتى جاء من وقع السودان فى يدهم من الراديكاليين وقسموا الشعب السودانى الى ثلاثة اقسام بيتين للسيادة تمدان شرعيتهما من الدين لتغبيش الوعى السياسى للسودانيين وحكمهم عن طريق البيوتات الدينة الدنيوية فكانتا الانصار والختمية اما الفئة الثالثة فكانت أغلبية الشعب السودانى المسحوق .
الرادكالية المرغنية المستودرة من بلاد المغرب ضمت فى عضويتها ابناء السودان المخلصين الذين لا يعلمون الكثير عن قيادة المرغنية الوافدة من بلاد المغرب والمحمية من مصر فاصبحت القيادة هى اهل البيت.
عاش محمد عثمان المرغني زعيما بلا منافس طوال حياته متربعا على راس الميرغنية حتى وصل الحالة السياسة السودانية بفعلهم الى الحضيض . وهو فى ارزل عمره جاء بابنه خلفا له سراً ليس فى الحزب فحسب بل أخذه مستشاراً لرئيس الابادة الجماعية كممثل للمرغنية .
اما بيت السيادة الثانية (المهدية ) فهى ليست باقل فزاءة من قرينها الاول (المرغنية)
استقلت الطبقة الضعيفة عن الطريق السيادة الدينية فجاءوا بهم ووعدوهم بالجبراكة فى الدنيا يقابلها أخرى موعود بها فى الجنة ، فكانت ثرورة اهل البيت من الطبقة الضعيفة فاصبحوا يعملون لصالح اهل البيت لسنين طوالا دون اجر او مقابل ولم يتوقف استقلالهم الي هذا الحد، بل تم استقلالهم سياسيا ايضا حيث اجهد الامام الخرف جهود ابناء الشعب السودانى الطواق للحرية والديمقراطية امام الانظمة الديكاتورية.
عندما هب الشعب السودانى للاقطلاع نظام نميرى كاعادته هرول الامام للقاء نميرى داخل باخرة فى بورتسودان، فى الوقت الذى يدفن فيه نظام نميرى ابطال ابناء الشعب السودانى الثائر احياء فى الحزام الاخضر جنوب الخرطوم اغلبهم من دارفور والجزيرة والشرق .
عندما تجمع ابناء الشعب السودانى فى اسمرة فى تحالف (التجمع الوطنى الديمقراطى ) للاقطلاع نظام الابادة هرول الامام مرة ثانية مدعيا الانضام اليهم لاسقاط النظام ولكن هدفه غير ذلك ، بل ليكون داخل التحالف ليبث سمومه بين اعضاء التحالف ، ولم يصبر طويلا فانفرد بلقاء عمر البشر فى جيبوتي وفى لقاء أخري بنصيبه الترابي منهدس السلطة حين ذلك فى جنيف وكان الاتفاق بينه والحاكمين فى بنود سرية لا يعلمها أحداً حتى اليومنا هذا، فبعد اللقائين حزم حقيبته عائداً الى الخرطوم تاركا ورائه كل افراد حزبة فى الخلاء مع الاخرين.
اما اليوم فالعجب! بعدما هب ابناء الشعب السودانى بمختلف مكوناتها للاقطلاع النظام الظالم من جزورهاإرتعش لعادته القديمة (افشال الثورات)فقدم للنظام عدة هدايا منها ـ مبادرة الاجماع الوطن ـ وتسليم ابنه للبشير لمعاونة للابادة ـ والاخطر محاولتة للتسلق لسرقت ثورة الشعب السودانى ولكن هيهات لن يستطيع فعل ذلك وليعلم ان زمن الكزب والخداء قد ولي ،اما ان يضم لشعب السودانى للاسقاط النظام او يبقى مع النظام ليسقطا معاً والشعب السودانى قادراً على فعل ذلك.
[email protected]