توفي عميد الزعماء الأفارقة رئيس الغابون عمر بونجو أمس في مستشفى اسباني جراء أزمة صحية عن سن تناهز ثلاثة وسبعين عاما بعد أن أمضى في حكم بلاده اثني وأربعين عاماً, وتترك وفاة بونغو فراغا سياسيا في الدولة التي كان يسيطر عليها بقبضة محكمة. مزيد من التفاصيل في تقرير لمياء عبد الله:
أعلن الحداد الوطني في الغابون لمدة ثلاثين يوماً عقب وفاة الرئيس عمر بونغو وحسب دستور البلاد ستتولى رئيسة مجلس الشيوخ روز فرانسين روجومبي الرئاسة مؤقتا وبعد ذلك ستنظم انتخابات خلال خمسة وأربعين يوما. ورغم المخاوف بشأن الاستقرار في الغابون إلا أن محللين يقولون أنه من المرجح أن يدير الحزب الحاكم انتقال السلطة بإحكام وأن نجاح بونغو في الحد من التوترات العرقية سيقلل من مخاطر اندلاع اضطرابات في البلاد.
المعارضة في هذا البلد الغني بالنفط والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليون وخمسمائة نسمة ترى أنه يجري إعداد علي بونجو نجل الرئيس الراحل الذي يشغل الآن منصب وزير الدفاع لتولي الرئاسة خلفا لوالده مشككين في قيام انتخابات نزيهة وهو رأي يرجحه المحللون السياسيون.
الرئيس الغابوني يشيع الجمعة في ليبرفيل وقادة يرثون “حكيم” افريقيا
برشلونة (اسبانيا) (ا ف ب) – اعلن مسؤول غابوني لوكالة فرانس برس ان رفات الرئيس عمر بونغو اونديمبا الذي توفي الاثنين، ستنقل الى ليبرفيل الجمعة ليتسنى الوقت لتنظيم مراسم وداع له في اسبانيا.
وقال المصدر ان رفات عمر بونغو “ستنقل الجمعة” مشيرا الى استعدادات يقوم بها مسؤولون اسبان لتنظيم مراسم وداع رسمية من الاربعاء الى الجمعة بسبب “العلاقات المتينة والصادقة بين البلدين”.
واضاف عضو في اللجنة الغابونية الموجودة في برشلونة ان مراسم التشييع الرسمية لعمر بونغو اونديمبا ستبدا الجمعة في الغابون وستستمر لغاية الاثنين. وتابع سيكون “وداعا توجهه كل الامة بحضور ممثلين عن سلطات دولية”.
واثار نبأ ردود فعل شخصيات سياسية وعدد من قادة العالم والقارة الافريقية وصفوه “بالصديق” و”الحكيم”.
واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن “حزنه” لوفاة عميد القادة الافارقة موضحا ان “الرئيس بونغو لعب دورا مهما في تنمية العلاقات الثنائية”. واضاف ان “التزامه بحل النزاعات في القارة يشكل مساهمة مهمة في ارثه”.
من جهته، اشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالرئيس الغابوني “لدوره في البحث عن السلام والاستقرار” في افريقيا. ووصفه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير “بالصديق” ورئيس الجمهورية السايق جاك شيراك وزوجته بيرناديت “بالحكيم”.
اما رئيس الجمهورية الفرنسي نيكولا ساركوزي فاعتبره “صديق فرنسا الكبير والمخلص”. كما اشاد الوسط السياسي الفرنسي بالشخصية المركزية “فرنسا الافريقية”.
واكد وزير الدولة للتعاون الفرنسي الان جوانديه “كان وسيطا في جميع الصراعات، مستمعا جيدا الى ما تطلبه فرنسا واوروبا وافريقيا الوسطى والكونغو وبراتزافيل وتشاد”.
واعرب ملك المغرب محمد السادس في رسالة التعزية انه فقد برحيله “صديقا مخلصا للمغرب” وتابع ان افريقيا “فقدت فيه ليس فقط عميد قادتها وانما ايضا رجلا اخلص لقضاياها وكرس حياته بكل تفان واخلاص للدفاع عن قضايا السلم والاستقرار والوحدة والتنمية بقارتنا الافريقية”.
كما نعى الرئيس السنغالي عبد الله واد “صديقه واخاه” ونوه “بذكرى الفقيد الكبير الذي كرس حياته لخدمة بلده وافريقيا”
من جهته، وصف رئيس ساحل العاج لوران غاغبو التي كانت علاقته متوترة مع بونغو بعد ان نعته “بالمهرج والواعظ”، الرئيس الراحل بانه “لاعب اساسي” عمل على “بروز الدور السياسي” لافريقيا.
وعبر نظيره التشادي ادريس ديبي اتنو، “عن تاثره العميق “بوفاة “صديقه الكبير” واعلن الحداد الوطني لمدة ثلاثة ايام في البلاد.
اما اتحاد قوى المقاومة الذي يجمع اغلب فصائل التمرد التشادية فقد نوه “بجهوده من اجل احلال السلام” في التشاد.
واشار الناطق الرسمي للسلطة في بانغي الى “الخسارة الكبرى لافريقيا الوسطى” التي ساهم بونغو “بالمفاوضات الحساسة من اجل المصالحة والسلام”.
وقال الناطق الرسمي لحكومة الكونغو ألان اكوالا اتيبو “انها خسارة كبيرة للغابون ولافريقيا برمتها. لقد خسرنا رجلا و خسرنا حكيما”.
وتحدث رئيس مجلس الامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة عن “خسارة الابن الكبير لافريقيا الذي ساهم بجدية في حل قضايا القارة بالاضافة الى نجاح الاتحاد الافريقي”.
اما رئيس فنزويلا هوغو شافيز فقد عبر عن تضامنه مع الشعب الغابوني.
واثارت بعض المنظمات المناهضة له شكوكا حول الفساد.
وقال مسؤول اللقاء الافريقي من اجل الدفاع عن حقوق الانسان في داكار اليون تين، “يجب قلب صفحة بعض طرق الادارة والحكم في افريقيا التي يتمتع فيها الرئيس بسلطة مطلقة تجعله اشبه +بعراب+”.
ومن جهتها، اعتبرت القاضية الفرنسية السابقة والنائبة الاوروبية (عن الخضر) ايفا جولي ان عمر بونغو “لم يكن يهتم بمواطنيه وخدم مصالح فرنسا والشخصيات السياسية الفرنسية”. وتابعت ان الغابونيين “لم يستفيدوا من السلة النفطية”
واضاف القاضي السابق الذي فتح قضية شركة الف (النفطية) وفروعها في الغابون ان “فرنسا مدينة جدا للغابون لانها ابقت بونغو في السلطة كل هذه السنين”.