(حريات)
وصل سعر الدولار إلى (5250) جنيه في السوق الموازي اليوم 3 فبراير ، في أعلى سعر له في تاريخ السودان الحديث .
وارتبط الارتفاع الكبير بالأزمة التي اثارتها حكومة المؤتمر الوطني مع حكومة الجنوب بناء على تقديراتها الخاطئة والمستمرة في الاستهانة والتهوين من الجنوبيين .
وقد بدأ تراجع الجنيه السوداني بصورة متصاعدة اثر انفصال جنوب السودان ، وتناقص عائدات حكومة المؤتمر الوطني من النفط ، اضافة إلى تدهور الصادرات غير البترولية ، مع تدهور الانتاج ، وازدياد الواردات ، بسبب سياسات الانقاذ المنحازة للنشاط الطفيلي ، وتركيزها للمصروفات الحكومية في الصرف السياسي والدعائي وعلى الأجهزة الأمنية والعسكرية ، خصماً على التنمية والخدمات . هذا فضلاً عن البيئة الطاردة في البلاد بفعل العزلة الدولية ، خصوصاً اثر قرار المحكمة الجنائية الدولية باتهام رئيس النظام بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ، مما أدى إلى هروب الاستثمارات وتناقص الاعانات والقروض .
وظلت حكومة المؤتمر الوطني تتعامل مع حكومة الجنوب بعنجهية وازدراء ، عبر عنها نافع علي نافع في ندوة الرهد قبل أيام حين قال بان حكومة الجنوب لا ينفع معها الاحسان وانما الذلة ! وكانت قيادة المؤتمر الوطني تظن بان حكومة الجنوب غير قادرة على ايقاف انتاج النفط ولذا ظلت تمارس عليها الابتزاز وتستمر في نهب نفط الجنوب ، وحين تعترض حكومة الجنوب على الرسوم الباهظة أو النهب ترد قيادة المؤتمر الوطني في عجرفة ( اذا لم يعجبكم اوقفوا النفط ) كما قال عمر البشير في خطابه بالدمازين . والآن اذ تكتشف حكومة المؤتمر الوطني عمق القبر الذي حفرته لنفسها تستجدي الوسطاء اقليمياً ودولياً لحل أزماتها مع حكومة الجنوب مع ابداء الاستعداد لتقديم كافة التنازلات !