خالد عثمان
[email protected]
بينما نكتب وتقرأون في هذه السطور تتجه ثلاثة متحركات من الجيش السوداني الي جنوب السودان الجديد بنية وأد وسحق قوات الجبهة الثورية بفصائلها المتعددة، وبينما يتوجه الكومندر مالك عقار الي الجبهة الشرقية والكومندر عبد العزيز الحلو للوقوف مع جنودهم في المواقع المختلفة، يقتل الجنرال البشير مواطنية بدم بارد ، ويسلب أموال شعبه ليصرفة في حروب عبثية ليزهق أرواح ما تبقى من جنودنا البسطاء في الجانبين.
لقد برهنت الحماقات المتواصلة في دارفور وهجليج وأبو كرشولا، خطل و غباء هذا النظام وولعة اللامتناهي بإراقة الدماء ، واثبتت تضحيات ثورة سبتمبر المجيدة ان هذه الضغمة لا تتورع ان استخدام أكثر الوسائل إجراماً للبقاء على رقاب الشعب السوداني ومصيره.
لقد أعلن الجنرال البشير عزمه على إنهاء التمرد وحسب زعمه فهو يعني هذا خنق قوات الجبهة الثورية بإستخدام شتى الطرق ، ويشمل هذا الاتفاق مع العصابات الاجرامية في دول الجوار لإستهداف قادة الجبهة الثورية بتصفيتهم جسدياً، الاتفاق مع حكومات أثيوبيا وجنوب السودان مقابل تقديم تنازلات سيادية وكذلك إعتقال ما يمكن من الناشطين في تلك الدول ونقلهم الي الخرطوم.
إن الثورة السلمية في وسط السودان والصمود الاسطوري للجبهة الثورية ينقصها التنسيق والتخطيط طويل الأمد والقيادة الدبلوماسية التي يمكنها فتح الأبواب لدعم نضال الشعب السوداني المشروع ضد عصابة القتل والإفساد في الخرطوم.
إنا ما يتشكل في الخرطوم الآن هي وزارة شمالية تمثل فكر واحد بمسيات مختلفة، مشروع حضاري كان أم صحوة وجمهورية إسلامية لم تتدرك ولن تتدرك ما ينبغي ان يكون عليه حال السودان، وان يحرم أبناء السودان الآخرين من حقهم في بناء السودان الجديد العادل المتساوي الفرص والمصير.
لقد كنا نتحرج من دعم الحركات المسلحة أو الخوض في ما تقوم به ، ولكن الآن وبما أرتكبه الجنرال البشير ليس لدينا أي خيار غير دعم الجيهة الثورية وتقديم الدعم الاعلامي واللوجستي والمادي حتى نكف أيادي البشير عن سفك دماء السودانيين في الخرطوم وغيرها.