الخوف أفيون الشعوب !
قال :”كارل ماركس ” الدين أفيون الشعوب” , ولكن الفيلسوف الهندي ,- أعتقد – (غاندي ) كان له رأي آخر , : الخوف أفيون الشعوب ..!” كلاهما بنى استنتاجه على الظرف التاريخي الذي عاش فيه واستنتج من الواقع المعاش الذي لامسه بصورة مباشرة أو غير مباشرة , مهما اختلف المنظرون أو اتفقوا ..! هناك تأثير قوي لحد التخدير لكلا العاملين ( عامل الدين والخوف) في نفوس البشر , إذا استخدما بطريقة ما لخدمة غرض معين ..! .
ارتكبت الجرائم والموبقات باسم الدين والفضيلة عبر التاريخ , كما استعبدت الشعوب , وانتهكت كرامة الإنسانية بالقتل والتخويف والإرهاب 00!
إن الذين يستخدمون الدين مطية إلى السلطة ويستغلونه لأغراض مادية ودنيوية خالصة , ويخدعون الناس أن الخروج عن طاعتهم هو درب من الكفر ..!,ويصرون عليه رغم الظلم والاضطهاد والسلب الظاهر للعيان , ويبررون ذلك بفقه البيعة وطاعة ولي الأمر, فيما تكره أو تحب , في الحقيقة هم بذلك يستغلون الناس باسم الدين والفضيلة .
في استبيان لأحد المراسلي القنوات الفضائية , استطلع مجموعة من الناس في العاصمة السودانية الخرطوم وطرح السؤال التالي : لماذا لا يثور الشعب السوداني ضد النظام القائم ..!؟
مع العلم أن بلاداً عربية وافريقية أفضل حالاً وأكثر استقراراً وازدهاراً , ثارت ضد أنظمتها الدكتاتورية واستعادت حريتها وفرضت إرادة شعوبها..! كانت الإجابات كالتالي :
1. قبضة حديدية من قلة حاكمة (oligarchy) مستفيدة مادياً أو معنوياً أو الاثنين معاً ..!
2. أغلبية خائفة من جبروت النظام ..الشعب لا يريد المغامرة..أو الجود بالنفس ..!
3. الخوف البعض من هيمنة “الغرابة” الذين يحملون السلاح في دارفور وكردفان ..!
هناك خوف متبادل بين النظام والشعب, كل يخاف من الآخر..! , رأس النظام وبالإضافة إلى اثنين من صقور النظام صدرت بحقهم مذكرة التوقيف بتهمة الإبادة الجماعية في دارفور من المحكمة الدولية (ICC ( , المنطق يقول : المتهم بالإبادة الجماعية لا يتردد في قتل أحد بأي حال من الأحوال ..!عدد الأرواح أو الشهداء المحتمل في أي ثورة في تقديره مجرد إحصائية لا غير..!” ليس بعد الكفر ذنب ” فلذا, الثورة في السودان ” فيها مجازفة ( Risk)..!” .
أما خوف النظام من الشعب أو المعارضة سببه الجرائم التي ارتكبها النظام , الخوف من الانتقام المدوي .., خوف يعتري الصقور في حزب الرئيس , يحسبون كل صيحة عليهم , ويحذرون كل الحذر..! الكراهية والخوف من المعارضة السودانية واضح لا شك في ذلك . وصف نافع علي نافع مستشار الرئيس ومهندس الحزب الحاكم, معارضي النظام: بالمنافقين المرجفين..أما المعارضة المسلحة, قال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر…! الأنجاس الهالكين..النجوس المنافقين ..الأقزام المرجفين ..عبيد السفارات .. عملاء الماسونية .. وكلاء الصهاينة الخ.. ,يقصد بالتحديد حملة السلاح من أبناء غرب السودان . في أوساط حزب البشير هناك شرذمة تعاني من الانفصام الناتج عن مسخ الهوية, وبالتالي تحور الانفصام إلى حالة نفسية توسوس و تسول لهم ليل نهار, وترى ما يرى النائم في المنام. بالتفوق على بني جنسه ..!, .
إستراتيجية الحكومة في مواجهة التمرد في هامش السوداني تعتمد في الأساس على صناعة مرارات وصراعات قبلية وأثنية في مناطق التمرد , بالتعبئة والتحريض ومن ثم تحويلها إلى حروب أهلية مدمرة , لصرفها عن جوهر القضية , قضية دارفور مثالاً ..!, تحاول الآن تطبيقها في جنوب كردفنا والنيل الأزرق , فلذا أقامت الحكومة معسكرات التدريب على النمط القبلي ” الجنجاويدي” “سياسة فرق تسد ” لضرب القبائل مع بعضها و إزكاء نار الفتنة , ليس هذا فقط بل تسعى لزج هذه المليشيات في حربها المرتقبة مع دولة الجنوب ..!, .
حامد جربو /
المزيد على موقعنا
www.Jarbo.110mb.com