الخطاب الاعلامى لمنظمات جبال النوبة فى المهجر

الخطاب الاعلامى لمنظمات جبال النوبة فى المهجر
حماد صابون- القاهرة
[email protected]

موجة حرب البسوس التى جرت بجبال النوبة  التى ابادت الاخرين وشردت
بعض منهم خارج الاقليم وحجزت البقية قسرا فى معسكرات عذاب الله اكبر وفرغت
المنطقة وحولتها الى مسرح عمليات حروب الردة بواسطة الفتاوى الدينية التى
صدرت فى مدينة الابيض عام 1991م تحت توقيع علماء دين الانقاذ الوطنى .
ولهذه الاسباب بدات موجة هجرة النوبة هروبا من ملاحقات الابادة وبلغ بهم
الحال الى كل من يوغند كينيا واكثرهم القاهرة ومنها الى العالم الاول ( اوروبا وامريكا)
وأخيرا الهجرة الى الدولة العبرية التى استقبلتهم ووفرت لهم ما هو مطلوب كانسان .
ومن خلال تفكير ما يمكن القيام به فى شتات العالم الاول جاءت فكرة انشاة منظمات
العمل المدنى لمناصرة قضية جبال النوبة من خلال الاتصال بالمنظمات حقوق
الانسان وتوفير المعلومات المطلوبة  عن منهج الابادة التى تجرى فى اقليم جبال النوبة
فى تلك الساعات العصيبة فى تاريخ المنطقة من الفترة 1991الى 2001م .
وقد لعبت منظمات جبال النوبة فى المهجر دورا ايجابيا فى تحريك عدد من الدوائر
الخارجية المغيبة عن ما يجرى فى المنطقة فى ظل التعتيم الاعلامى وكذلك شاركت هذه فى
المنظمات توصيل المساعدات الانسانية للاهلى فى المناطق المحررة التى تسيطر عليها الحركة
الشعبية لتحرير السودان انزاك وكذلك لعبت دور رصد الانتهاكات الصارخة ضد النوبة وقدمتها
للمنظمات المعنية بحقوق الانسان و كانت لديها عدة اصدارت تصدر وتتناول الاوضاع
الانسانية فى جبال النوبة وتوزع فى انحاء العالم التى اخيرا ركزت أنظارها بفضل دور
هذه المنظمات النوبية التى وصلت الرسالة الاعلامية وحركت الاسرة الدولية التى بموجبها
تم وقف اطلاق النار بجبال النوبة عام 2002 بمثابة اتفاقية ذات اطار انسانى لانقاذ انسان
جبال النوبة من الابادة والاهانه التى يتعرض له من قبل جيش الفتح الاسلامى لبلاد النوبة
مرة اخرى فى تاريخ السودان الحديث الذى شكل امتدادات طبيعية لاتفاقيات البغط .
وبعد فترة وقف اطلاق النار فى جبال النوبة ركزت عدد من هذه المنظمات فى قضايا
التنمية البشرية ( تاهيل الكؤادر ) وغيرها من القضايا البحثية الثقافية فى ( التاريخ واللغة )
وبموجب هذه الانشطة البحثية أصدرات عدد من الكتب المؤلفة من ابناء النوبة فى المهجر
وساهمت هذا الحراك الثقافى فى تغير عدد من المفاهيم التاريخية المغلوطة فى تفاصيل
تاريخ السودان القديم والحديث معا وكل هذا الانتاج الفكرى نتاج وجود هذه التنظيمات المدنية
الاجتماعية التى جمعت النوبة  وشكلت وحدتها الاجتماعية واعادة انتاج اكتشاف ذاتها
من خلال منطلقات الادراك التاريخى الذاتى التى حدثت للنوبة من خلال هذه الملتقيات
الفكرية داخل منظمات جبال النوبة فى المهجر ذات الاتصال المباشربارضها فى اقليم جبال
النوبة .

دورهذه المنظمات ما بعد السلام فى السودان :

كما اشرنا الى دور هذه المنظمات قبل السلام فى دعم مسيرة قضية جبال النوبة فى الدوائر الخارجية
ولابد من الاشارة الى استراتيجيات منظمات جبال النوبة ما بعد السلام التى ركزت فى قضايا التنمية
البشرية والبنية التحتية من خلال علاقاتها مع بعض المنظمات الداعمة لمشروعات التنمية وعدت هذه
المنظمات دراسات مبنية على خرائط جغرافية المنطقة لتنفيذ ما يمكن القيام بة وكذلك تطوع عدد من كؤادر النوبة
فى العالم الاول العودة الى المنطقة لتوظيف خبراتهم فى دعم مسيرة التنمية والاستقرار واما منظمات
جبال النوبة فى دول الجوار العربى والافريقى ايضا ركزت برامجها فى قضايا التنمية البشرية وقضية
العودة الطوعية الى جبال النوبة والمساهمة فى ما هو مطلوب هناك .
ولكن قضايا منظمات جبال النوبة فى المهجر ما بعد السلام لم تنفيذ وذلك لعدة اسباب تتعلق
بالوضع السياسى فى الولاية ما بعد السلام وخاص جانب الترتيبات الامنية حتى عام 2008م لم
يكتمل بالشكل المطلوب لتنفيذ ما هو مخطط على صعيد التنمية وعلى صعيد مشروع العودة الطوعية
التى بادرت بة رابطة جبال النوبة العالمية بالقاهرة وبعثت بوفد ال ى السودان كرحلة استكشافية
تمهيدا للعودة ولكن ظل الوضع كما هو عليه منذ 9يناير 2005 وكذلك بعض كؤادر النوبة من العالم
الثالث الذين وصلوا الولاية تم استهدافهم للتصفية واخرون تم فصلهم من الوزرات فى اطا ر سلوك
بلطجة المؤتمر الوطنى ، وكل هذه الاسباب جعلت هذه المنظمات النوبية تفشل فى تنفيذ مهام ما بعد
السلام فى جبال النوبة التى ما زالت تنزف من مؤامرات المؤتمر الوطنى ضد المنطقة .

اهمية الدور التنسيقى ووحدة الخطاب الاعلامى :

فى اطار أهمية الدور التنسيقى ووحدة الخطاب الاعلامى تجاه قضايا المنطقة _  اذ نحن فى رابطة
جبال النوبة العالمية بالقاهرة نتقدم بمبادرة لكل منظمات جبال النوبة فى المهجر ان يكون لنا ملتقى
مؤتمرى لصياغة مفهوم وحدة الخطاب الاعلامى حول مجمل قضايا النوبة فى الساحة السودانية
حتى نتمكن فى اصدار بيانات ذات مفهوم اعلامى موحد باعتبارنا كلنا منظمات مجتمع مدنى
هدفها مناصر قضايا أهلنا وهى من صميم عملنا ومن هذا المنطلق نحن نرى أهمية الاتصال
الدائم والتنسيق لوحدة الخطاب الاعلامى فى صياغ اصدار البيانات ، وبمزيد من التنسيق نرجو
من كل أعلامى هذه التنظيمات ارسال اميلاتهم ومقتراحاتهم حول كيفيات التنسيق والتفاهمات
حول اللقاء المباشر فيما بين أعلامى هذه التنظيمات فى المرحلة القادمة .
ونشكركم على رصدكم الدائم لما يجرى فى السودان بصفة عامة والمنطقة بصفة خاصة
ونامل بخبراتكم التى تفوق خبراتنا ان نطور مفاهيم المجتمع المدنى وخاصة تطوير الكادر الاعلامى  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *