إتهم مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور قوى المعارضة بالتخابر لصالح دول أجنبية وأوروبية وتوعدها برد قاس، كما انتقد بشدة موقف الأحزاب الرافضة للمشاركة في الحوار الوطني الذي دعت إليه الرئاسة السودانية.
وقال غندور الذي خاطب، الثلاثا، مؤتمرا قياديا لحزبه في محلية كررى بامدرمان، إن الأحزاب المعارضة طلبت من المجتمع الدولي فرض حظر الطيران على القوات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان واحكام الحصار على السودان.
وكانت قوى في المعارضة السودانية طالبت المجتمع الدولي بفرض حظر للطيران فوق مناطق الحرب في جنوب كردفان، النيل الأزرق، ودارفور، لحماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية في السودان ارنو لادو لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب السوداني ظل يكرر مطالبته للمجتمع الدولي بضرورة فرض حظر الطيران في مناطق الحرب وأضاف: «على المجتمع الدولي أن يترك سلبيته باتخاذ خطوات جادة وعملية بفرض حظر الطيران الذي يستهدف المدنيين والمؤسسات المدنية ودور العبادة».
وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل آدم بلال إن فرض حظر الطيران في مناطق الحرب أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، وأضاف أن الحكومة السودانية ما زالت تواصل الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة في دارفور، النيل الأزرق وجنوب كردفان باستهداف المدنيين.
كما طالب القيادي في الحزب الشيوعي السوداني الشفيع خضر سعيد بفرض حظر الطيران في مناطق الحرب لحماية المدنيين ووقف الهجمات الجوية التي يشنها الطيران الحكومي، وقال: “المأساة الإنسانية في تلك المناطق لا يمكن تجاهلها”، وعد الوضع في السودان قاتما وفيه توتر كبير، وقال إن “هناك محاولة لتوسيع رقعة الحرب لتشمل مناطق أوسع”.
واظهر مساعد البشير غضبا شديدا من اتهامات المعارضة لقيادات الحزب الحاكم وقال إنهم يوميا يسمعون من قيادات تلك الأحزاب كيلا من الشتائم منوها إلى أنهم يصبرون على تلك الهجمات، ليس من موقع ضعف، وهدد بالرد على من اسماهم “الكائدين” واردف “لن نفعل ذلك الا مضطرين”.
وسخر المسؤول السوداني من تحركات قوى المعارضة وتصريحاتها المستمرة بالسعي لاسقاط النظام الحاكم واستفسر عن كيفية الاقتلاع المقصود مع عجز تلك الأحزاب وعدم امتلاكها الأدوات اللازمة لتنفيذ تهديداتها.
وانتقد غندور موقف قوى المعارضة الرافض للمشاركة في الحوار الوطني وخوض الانتخابات وقال إن عليها الاختيار بين الاثنين واضاف “مهما تطاولت الفترة التي يطلبونها “فلا بد من صنعاء وإن طال السفر وصنعاؤنا هي صندوق الانتخابات”.
وعد مساعد الرئيس رفض المعارضة دخول الانتخابات دليلا على ضعفها وعجزها عن تقديم اطروحات فكرية وسياسية، وفند الاتهامات لحزبه بتسخير موارد الدولة لتمويل المؤتمر الوطني وقال “لا نعرف للدولة تمويلا لحزبنا”.
في ذات السياق قطع رئيس البرلمان السوداني الفاتح عز الدين بأن دعوة الحكومة للأحزاب للمشاركة في الحوار والنقاش حول قانون الانتخابات لم تنبع عن ضعف او تراجع او خوف، وانما كانت محاولة جدية لتقريب “البعيد”.
وقال الفاتح الذي خاطب تخريج طلاب عزة السودان الثامنة عشر بولاية القضارف شرق السودان الثلاثاء، إن المؤتمر الوطني يعيش حاليا وضعا أفضل من أي وقت مضى، وأضاف “لدينا الرجال والقيادة والامكانيات” وأكد أن التزامهم تجاه البلاد من منطلق اخلاقي وأن غايتهم لم تكن الحكم.
وجدد عز الدين دعوته للأحزاب للمشاركة في الحوار واقرار قانون الانتخابات، منوها إلى أن البرلمان سيمضي في تعديل قانون الانتخابات الذي اودعته الحكومة، وتابع “كفي السودان جراحا وانشقاقات وتمرد”.
وقال إن حزبه لا يواجه خلافات فكرية مع أحزاب المؤتمر الشعبى والأمة والاتحادي، وأضاف أن ذات الأحزاب وغيرها ستكون متواجدة في البرلمان الإثنين القادم للتشاور حول قانون الانتخابات.
وقال الفاتح إن تعثر الوصول إلى تفاهمات سيعيد الأمر للشعب لاختيار من يشاء عبر صناديق الانتخابات التي قطع بأنها ستكون نزيه ومراقبة.