الخرطوم 11 مايو 2011 – اعتذر الرئيس السودانى عمر البشير الذي يخضع لمذكرتى توقيف من المحكمة الجنائية الدولية عن الذهاب اليوم الخميس الى كمبالا للمشاركة في احتفال تنصيب الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني بعد تلقيه دعوة بذلك .
وعزا المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية ،خالد موسي عدم تلبية الدعوة لارتباط البشير بمهام الرئاسة ما حال دون مشاركته في احتفالات تنصيب موسفيني بعد فوزه الاخير ، مشيرا الى ان الرئيس ابتعث مستشاره د.احمد بلال عثمان متراسا وفد السودان وممثلا للرئيس البشير .وقال ان الرئيس تلقي دعوة من الرئيس موسفيني ولكن مشاغله حالت دون المشاركة وكان البشير قد توجه الاحد الى جيبوتي لحضور حفل تنصيب الرئيس اسماعيل عمر جيلي الذي اعيد انتخابه في نيسان الماضي.
وكانت منظمات تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان قد حضت الاربعاء اوغندا على عدم توجيه دعوة الى البشير للمشاركة في حفل تنصيب رئيسها .
يشار الى ان جيبوتي واوغندا هما من الدول الموقعة على ميثاق روما الذي ينشئ المحكمة الجنائية الدولية . وكان قضاة الدائرة التمهيدية بالمحكمة الجنائية الدولية قد اصدروا مذكرتى توقيف ضد الرئيس السودانى عمر البشير الاولى فى مارس 2009 و الثانية فى يوليو 2010 تتهمانه بأرتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية و تدبير ابادة جماعية ضد مجموعات الفور و المساليت و الزغاوة بأقليم دارفور غرب السودان .
وقيدت مذكرتى الاعتقال تحركات الرئيس البشير بصورة كبيرة و حصرت حركته فى عدد محدود للغاية من البلدان الافريقية ، ويتوقع ان يزداد الحصار المضروب عليه بأعلان حكومة جنوب السودان عزمها الانضمام الى المحكمة الجنائية بعد استقلالها المقرر له التاسع من يوليو المقبل . كما اعلنت مصر ايضا ذلك .
وسبق للرئيس السودانى التراجع عن دعوة مماثلة من الرئيس اليوغندى فى وقت سابق من هذا العام بعد تسرب انباء عن احتمالات تطبيق كمبالا التزامها بميثاق روما الذى يقتضى بالقبض عليه . وكانت ليبيا قد طلبت من الرئيس البشير رغم انها ليست عضو فى المحكمة الدولية ، عدم الحضور الى اجتماع قمة اوربية افريقية انعقد فى طرابلس فى نوفمبر من العام الماضى بسبب ضغوط اوربية اعترضت على حضوره .
ولم يستطع البشير ايضا تلبية دعوة فى ديسمبر من العام الماضى من افريقيا الوسطى بمناسبة احتفالاتها بالعيد الوطنى بسبب توجيهات صدرت اليها من المحكمة الجنائية الدولية بالالتزام بالمواثيق الدولية و اعتقال البشير حينما يحل على اراضيها باعتباره دولة عضو و مصادقة على ميثاق تأسيس المحكمة .
و اعتذر الرئيس السودانى عن المشاركة فى قمة المعادن بدول البحيرات التى اقيمت بالعاصمة الزامبية لوساكا فى ديسمبر من العام الماضى وترأس وفد السودان فيها وزير الخارجية ، على كرتى .
ونقلت كينيا وهى عضو فى المحكمة الجنائية الدولية نهاية اكتوبر من العام الماضى اجتماع قمة لدول منظمة الايقاد مخصص للسودان الى اثيوبيا حتى يتمكن البشير من المشاركة متجنبة ضغوطا دولية جديدة عليها بسببه بعد تعرضها لها فى اغسطس من العام نفسه حينما دعته لحضور احتفالاتها بالتوقيع على الدستور الجديد .
وقال رئيس الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية ، لويس مورينو اوكامبو هذا فى وقت سابق من ديسمبر العام الماضى ان البشير صار “قيدالاقامة الجبرية” داخل بلاده و اذا ما سافر يرافقه “نصف سلاح الجو خشية اعتقاله” و اكد انه سيعتقل و سيحاكم .