كان الاخوان المسلمون السودانيون يرددون أثناء ثورة الخميني “إيران في كل مكان ” ونحن اليوم نردد “الجزائر في كل مكان ” على أمل أن تتكرر التجربة الجزائرية في السودان حين انحاز الجيش إلى أبناء وطنه ووقف ضد العصابة (أو كما قالوا عن شلة بوتفليقة) .
أحتار ماذا أصاب الجيش السوداني ؟ أطلقوا عليه صفة قوات الشعب المسلحة وليس اسم قوات النظام المسلحة! فلماذا يخذلون شعبهم ولماذا هذا العقوق المؤلم ولا يحمون أهلهم ويتركونهم لكلاب الأمن ولم يثوروا حتى لشرف اخواتهم وتركوهن تحت رحمة مجرمين عاطلين من مكارم اخلاق المسلمين ومن نخوة السودانيين ،هل أماتت اموال السحت والرشاوى والامتيازات شهامة وكرامة أبناء القوات المسلحة في دواخلهم ؟
تحركت قوات الجزائر المسلحة لأن عبدالعزيز بوتفليقة غير لائق صحيا فيزيقيا .، ولكن عمر البشير غير لائق عقليأ وأخلاقيا حين يرى يوميا ما يحدث للوطن ويصر على الاستمرار وعدم التنحي . صرنا أمام شخصين لرئيس واحد: انفصام كامل ! فهو يطلب من حكومة المعينة إعادة هيبة الدولة معترفا بضياع هيبة دولته وهو المطالب بذلك وليس حكومة أرجوزات يحركها هو!. ويطلب نفس الشخص من الحكومة إعلاء قيم حقوق الانسان واحترام الحريات – حسب خطابه أمام البرلمان .
قرر حزب المؤتمر الوطني الحاكم تأجيل مؤتمره العام لأجل غير مسمى .فالبشير الان مثل فرعون يقف عاريأ تمامأ ،حتى حزبه لا يقف معه ولايستطيع أن يجتمع لتأييده .
أما حل الازمة الاقتصاديه فقد تفتق عقل العبقري محمد طاهر أيلا وطالب المغتربيين بإرسال حتى المواد التموينية لذويهم بالسودان! وعجزت الحلول الأمنية فقوانين الطوارئ لم تستطع وقف المتظاهرين وتخويفهم وفضلت ان تبحث عن أموال في بيوت المواطنين وتشدد العقوبة على من يحتفظ بأمواله الخاصة لعدم إيداعها في الجهاز المصرفي الرسمي . أما كتائب الظل فقد انحسر الظل وأحرقتهم شمس الشارع! وأما علي عثمان محمد طه فقد انطبق عليه تماما قول شاعر البطاحين: –
واحدين في الفريق مكبرين عمامم
وقطعوا الحركة والزول اب عوارض لامن
ومعه سكتت كل جوقات الاسفاف والتهديد والبلطجة
من قطع الرؤوس ولحس الكوع وحتى صاحب الجرذان اعتذر وقال أنه يقصد الشيوعيين والبعثيين والمؤتمر السوداني فقط .
استقال الرئيس الجزائري لانه يعلم أنه بشر يصيب ويخطئ ولكن عصابة البشير تحكم بحق إلهي مقدسDivine Right)) ويعتبر ما يحدث حرب ضد الإسلام وهم يدافعون عن شرع الله لذلك يحاربهم الجميع ويتآمرون عليهم وهذا الهوس يشمل قطاعات كبيرة في سودان عهد الانقاذ . فالسلفيون حين رفض بنك السودان صرف مبالغ جاءتهم من السعودية قالوا في بيانهم : أنها حرب ضد التوحيد وهددوا بسحب الفتوى التي تحرٌم الخروج على الحاكم ! وهكذا يوظفون الدين لمصالحهم الخاصة . ويكذب البشير وعصابته حين يقولون بأن السودان مستهدف لانه الوحيد الذي يطبق شرع الله وهنا أسأل العلماء والمنظرين للنظام : هل لديهم أي نص شرعي يقول جلد النساء بسبب التظاهر ومعارضة النظام ؟
وفي النهاية أتمنى ان تغسل قوات الشعب المسلحة العار الذي لحقها بسبب سياسات عصابة البشير مثل الجهاد في الجنوب والتطهير العرقي في دارفور وقتل اليمنيين الابرياء مع السعودية والامارات وان يقفوا مع شعبهم وهذا هو الشرف العسكري الذي يقسمون به وينافحون عنه.