في إحتفالية كبيرة بالعيد الثالث و الثلاثين لإنتفاضة مارس-أبريل عقد ملتقي أيوا للسلام والديمقراطية مؤتمره السابع تحت شعار:
” تجميع قوى المعارضة السودانية: الاَفاق والتحديات “
في الجلسة الإفتتاحية صباح السبت 7 أبريل 2018، وقف المؤتمرون دقيقة حداداً على أرواح شهداء الحركة السياسية السودانية الذين بذلوا ارواحهم فداء للوطن في عهد البطش والإرهاب هذا . كما وقف الجميع تضامناً مع المعتقلين السياسين في سجون النظام ، مطالبين بإطلاق سراحهم فورا من ضمن الحملة التي إنتظمت معظم مدن العالم .
هذا وقد خاطبت المؤتمر في جلسته الإفتتاحية رئيسة الجمعية السودانية الأمريكية لخدمة المجتمع في مدينة أيوا مرحبة بالحضور ومتمنية لهم مؤتمراً ناجحا يحقق أحلام السودانيين في الإنعتاق من النظام الدكتاتوري المتسلط الجاثم على صدر بلدنا ولفتح الطريق لسلام دائم وديمقراطية حقيقية ومستدامة.
كما خاطب المؤتمر ممثل سكرتارية ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية طارحاً أهم القضايا التي يناقشها المؤتمر السابع ومحاوره الأساسية. أشار الخطاب لتصاعد النضال ضد الحكم الإستبدادي وإلى الهبة الشعبية التي عمت السودان في يناير 2018 والتي أدت لمزيد من التنسيق والتوحد بين قوى المعارضة والتي توجت بإصدار وثيقة خلاص الوطن التي وقعت عليها معظم قوى المعارضة السودانيةكما خاطب العديد من ممثلي القوى السياسية السودانية في أمريكا المؤتمر و شملت قائمة الذين خاطبوا المؤتمر:
1-حركة تحرير السودان/ جناح مناوي
2-الجبهة الثورية
3-حركة العدل والمساواة
وقد أشاد ممثلى هذه القوى السياسية السودانية في خطاباتهم بأهمية عقد ملتقى أيوا لمؤتمره السابع في هذه الفترة المهمة في تاريخ الشعب السوداني .
خاطب المؤتمر خلال فترة إنعقاده عن طريق وسائط الاتصال السيد الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ورئيس تحالف قوى نداء السودان الذي تحدث عن لقاء قوى نداء السودان في باريس وما توصل إليه من هيكلة تنظيمية لقيادته ، والإتفاق على إستراتيجية تحاور النظام وفق شروط الإتفاق على خارطة الطريق التي تدعمها الألية الإفريقية من جهة والدول الأوربية وأمريكا من جهة أخرى. وقد أفاد بأنه في حالة عدم الوفاء بهذه الشروط فإن قوى نداء السودان سوف تحتكم إلى الشارع السوداني المجرب في الإطاحة بالأنظمة الدكتاورية كما حدث في ثورة أكتوبر وإنتفاضة مارس -أبريل.
ثم خاطب المؤتمر الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة مركزا على ضرورة التنسيق والتوحد بين كافة قوى المعارضة السودانية لتحقيق سلام حقيقي وتحول ديمقراطي مستدام. وإستعرض تجارب متعددة عن تطور العلاقات بين قوى المعارضة والمجتمع الإقليمي والدولي لتمليكهم المعلومات التي تؤكد ممارسات الحكم الإستبدادي ضد المواطنين.
خاطب المؤتمربعد ذلك الأستاذ فاروق أبوعيسى، رئيس هيئة قيادة تحالف قوى الإجماع الوطني وأشار إلى ضرورة التوحيد والتنسيق بين أطراف قوى المعارضة السودانية لإسقاط النظام بعد التجارب المريرة التي نتجت من التمزق والشتات وأفاد بأنه يقود الاَن حوارت مع قيادات قوى نداء السودان للبحث عن أفضل السبل لتنسيق الجهود والعمل المشترك.
خاطب المؤتمر أيضا الأستاذ على محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة شارحا موقف الجبهة المبدئي من الدخول في حوار مع النظام الشمولي في السودان بإعتباره حواراً لايؤدي لإسقاط نظام الإنقاذ و محاسبته ولا يقود إلى ديمقراطية تسمح بالتداول السلمي للحكم.
ناقش المؤتمر محاور عدة تمثلت في مؤشرات لتشخيص أزمة المعارضة السودانية وهي ورقة أعدتها سكرتارية ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية لإثارة نقاش بين قوى المعارضة السودانية والناشطين حول سبل رتق التمزق الذي يعتري هذه القوى وبناء أجسام معارضة لها أهداف متقاربة ويمكن التنسيق بين قياداتها. كما أشار التشخيص إلى الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني من نساء وشباب. شمل هذا المحور أيضا أوراق ناقشت البعد التاريخي لهذا التنافر والعوامل الخارجية التي تؤثر على العلاقات بين الأطراف وكذلك طرق إنجاح العمل المعارض ورؤية لشكل الدولة السودانية بعد إسقاط النظام.
شملت المحاور السياسات البديلة وقدم شرحاً مستفيضاً عن ماهية هذه السياسات والكيفية التي تعمل بها في الواقع ضمن ترتيبات الفترة الإنتقالية.
كما قدمت أوراق عن تفعيل العمل المعارض في أمريكا بإستعراض مشاكل الإندماج في المجتمع الأمريكي وإمكانية الأستفادة من التواجد في الأجهزة التشريعية الأمريكية لدعم قضايا السودان والسودانيين، وتكثيف الاتصال مع جهات صنع القرار الأمريكى والدولى.
وقدمت ورقة عن مشاكل الصحافة السودانية في ظل نظام يفرض القيود على العمل الصحفي ولا يحترم الرأي الاّخر. كما ناقشت الورقة أثر سنوات الأزمة الإقتصادية المزمنة على المؤسسات الصحفية والصحفيين. وأستعرضت المعوقات التي تواجه الصحافة والعمل الاعلامي المعارض. وأمن المؤتمرون على ضرورة دعم المؤسسات القائمة مثل راديو دبنقا وغيره من الوسائل الإعلامية والسعى في إنشاء قناة تلفزيونية للمعارضة.
ناقش الموتمر محور وثائق المعارضة السودانية المختلفة إبتداء من الفجر الجديد والبديل الديمقراطي ثم وثائق نداء السودان وخلاص الوطن والجبهة الوطنية العريضة وخلص إلى أن الوثائق تعكس تطوراً في فكر القوى المعارضة للنظام من أجل الوحدة بين مكوناتها على أمل الوصول إلى وثيقة تتوافق عليها كل الأطراف.
وقد توصل المؤتمرون بعد نقاش مستفيض إلى توصيات تدعم كل السبل التي تساعد على توحيد قوى المعارضة السودانية ونبذ كل ما يؤدي إلى تفتيت وحدتها. كما ركز المتحاورون على هدف رئيسي وهو إسقاط النظام الذي جثم على صدر الشعب السوداني ما يقارب الثلاثة عقود من الزمان منتهكا حرياته ومشردا أهله وناشرا سياسات الإقصاء الجهوي والعرقي.
دعم المشاركون جهود الملتقى لمواصلة اللقاءات الدورية والمؤتمرات المتخصصة التي تغطى القطاعات المختلفة للإقتصاد السوداني ورحبوا بتبنى الملتقى لاًلية تتكامل فيها الجهود لإعداد سياسات بديلة للفترة الإنتقالية والتي شرعت قوى المعارضة السودانية الإعداد لها.
كلف المشاركون سكرتارية ملتقى أيوا بتجميع التوصيات والاقتراحات التي قدمت أثناء مناقشات المؤتمر السابع ونشرها على كافة المواقع والأسافير لتكون في متناول أيادي المهتمين بالشأن السوداني.
وفي الختام أعرب المشاركون عن تقديرهم الكبيروشكرهم لكل السودانيين الذين حالت ظروفهم دون المشاركة وأبرقوا أو هاتفوا المؤتمر متضامنين، كما يشكرون الذين عملوا وإجتهدوا لجعل إنعقاده ممكنا، والشكر أيضا لكل وسائل الإعلام التي إجتهدت في الإعلان عن المؤتمر والترويج لأطروحاته الوطنية النبيلة.
كما أعرب المؤتمرون عن تقديرهم للجهد الذي قامت به اللجنة المحلية في ولاية أيوا لتوفير كل الخدمات التي سهلت على المؤتمرين إقامتهم. كما أيضا يشكرون رابطة الطلاب السودانييين بجامعة أيوا التي وفرت القاعات لعقد المؤتمر مع ضمان وسائل الإتصالات الحديثة. وكذلك يشكر المؤتمرون المجموعة التي أشرفت على تقنيات الإتصال والتوثيق لدورها الكبير في تصوير وتوثيق ونقل جلسات المؤتمر.
سكرتارية ملتقي ايوا للسلام والديمقراطية
ايوا سيتي في يوم 8 ابريل 2018
[email protected]