البشير يهدي المصريين «كرامة» سقوط مبارك آلافاً من الأبقار

رئيس الوزراء المصري غداً في الخرطوم علي رأس وفد كبير..ويجري مشاورات مع الحكومة والمعارضة والجنوبيين
يبدأ رئيس الوزراء المصري عصام شرف أول زيارة خارجية له يوم غد إلى السودان ، ويعقد شريف ووفده الذي يضم 8 من الوزراء مباحثات مع الحكومة في الخرطوم، وحكومة الجنوب في جوبا وبعض قادة الأحزاب السياسية المعارضة، في وقت أنهى فيه مسؤولون في الخرطوم وجوبا مشاورات تتعلق بترتيبات الدولة السودانية الجديدة بالجنوب، إلى ذلك عقد الرئيس البشير لقاء اكتنفته السرية مع زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي في سياق حوارات الطرفين بهدف التوصل لاتفاق يشارك فيه المهدي في الحكومة.

  

وقال لـ«الشرق الأوسط» الناطق باسم الخارجية السودانية خالد موسى: «إن رئيس الوزراء المصري عصام شرف سوف يصل الخرطوم صباح غد في أول زيارة رسمية له خارج البلاد بعد انتصار الثورة الشعبية في مصر يرافقه 8 وزراء، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة المصرية، ويضم الوفد المصري د. نبيل العربي وزير الخارجية، والمهندس حسن يونس وزير الطاقة والكهرباء، وفايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، ود. أيمن فريد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ود. مهندس حسين العطفي وزير الموارد المائية والري، ود. عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا، ود. سمير الصياد وزير الصناعة والتجارة الخارجية والمهندس عاطف عبد الحميد وزير النقل»، وقال موسى: «إن الزيارة تكتسب أهمية تاريخية ملموسة لأنها تعبر عن توجهات القيادة المصرية بعد الثورة حول تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وضرورة النهوض بها وترقيتها ووضعها في المسار الصحيح، وذلك وفاءا للتاريخ المشترك، وتحقيقا للمصالح الحيوية للشعبين الشقيقين، وتأكيدا للمصير والوجهة المشتركة». يذكر أن الرئيس عمر البشير قام بأول زيارة إلى القاهرة بعد الثورة، فيما تعد زيارة شرف رئيس الوزراء المصري كأول زيارة رسمية لرأس الحكومة المصرية للخارج، واعتبر موسى أن «ذلك يعكس الإحساس المشترك بخصوصية العلاقة وأهمية تمتين الوشائج التاريخية وتحقيق تطلعات شعبي وادي النيل»، وكان البشير قد أعلن ترحيبه بوحدة وادي النيل بين السودان ومصر، ويفسر المراقبون التحرك السوداني تجاه مصر بسبب المواقف المتأزمة مع نظام الرئيس السابق حسني مبارك، والذي اتهم الخرطوم بالتدبير لاغتياله في عام 1995 بمحاولة فاشلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأشار موسى إلى أن الوفد المصري سيشهد في محجر الكدرو شمال الخرطوم صباح يوم الاثنين بدء عملية ترحيل 5 آلاف رأس من البقر إلى مصر وهي هدية من البشير إلى الشعب المصري والتي أعلنها أثناء زيارته الأخيرة إلى القاهرة. واعتبر المراقبون الهدية رمزا للتخلص من الرئيس مبارك حسب العرف السوداني حيث يحتفي السودانيون بذبيح الماشية عند المناسبات السعيدة، ويطلقون عليها «الكرامة»، وأكد موسى أن شريف ووفده سيتوجهون إلى عاصمة جنوب السودان مدينة جوبا لعقد مباحثات مع رئيس الجنوب سلفا كير ميارديت وكبار مسؤوليه، كما ستشمل المباحثات المصرية كذلك رؤساء وممثلي بعض الأحزاب السودانية خاصة حزب المؤتمر الوطني، الحزب الاتحادي، حزب الأمة القومي وآخرين. ورأى موسى «أن هذه الزيارة ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين تتناغم مع تطلعات الشعبين وتستقي من روح الثورة المصرية، وتعزز من أواصر التواصل والتعاون وخصوصية العلاقات بين الشعبين الشقيقين». إلى ذلك أنهى مسؤولون بوزارة الخارجية ووزارة التعاون الإقليمي بحكومة جنوب السودان جلسات التشاور بين الوزارتين التي استمرت لمدة يومين بالخرطوم، وتأتي المشاورات في سياق الإعداد للدولة الجديدة والترتيبات الدبلوماسية وتبادل السفراء واختيار المواقع في الخرطوم وجوبا، وقال السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية رئيس جانب الشمال «إن من واجب وزارة الخارجية تقديم كل المساعدات الممكنة لوزارة التعاون الإقليمي بالجنوب التي ستتحول إلى وزارة الخارجية في المرحلة المقبلة، وأضاف أن جلسات التشاور بين الجانبين أفضت إلى عدد من الاتفاقيات على آليات ستساعد في تسهيل مهمة وزارة التعاون الإقليمي، من جانبها أوضحت سلوى جبريل وكيل وزارة التعاون الإقليمي بحكومة الجنوب أن المشاورات بين الوزارتين تمضي بصورة طيبة، مشيرة إلى أن هناك بعض القضايا «تتطلب منا كوزارات معنية بالعمل الخارجي أن نتفكر فيها ونتبادل الآراء حول الوثائق والملفات وأصول الاتفاقيات لأهميتها نظرا لأن جنوب السودان سيتحول إلى دولة، وأشارت إلى وجود دبلوماسيين جنوبيين في الخارجية السودانية سوف يساهمون في تأسيس العمل الدبلوماسي بالجنوب»، على صعيد آخر أجرى الرئيس البشير مباحثات مع الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، الذي أكد أن الحوار بين حزب الأمة وحزب المؤتمر الوطني ما زال مستمرا، واعدا بالإعلان عن نتائج هذا الحوار حال التوصل إليها. 

الخرطوم: فايز الشيخ
الشرق الاوسط 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *