البشير : الاطاحة والبدائل بقلم شاكر عبدالرسول
الكتاحة دائما تهب من جامعة الخرطوم ومنها تنتشر كالهشيم وتتحول بسرعة البرق الى ثورة او انتفاضة تقلق مضاجع العسكر . هاهي تلك المؤسسة العريقة تعيد امجاد اكتوبر و تضع الشعب السوداني فجأة امام تساؤلات وخيارات مهمة وصعبة في نفس الوقت . هل تستطيع هذه الانتفاضة التي انطلقت شرارتها منها في منتصف يونيو الماضي بان تطيح بنظام البشير ؟ وما هي البدائل؟ للاجابة على الشق الاول يجب ان لا نندفع كما يجب ألا نتوجس علينا ان نقف منها موقف “المتشائل” وهي منزلة بين التفاؤل والتشاؤم والتعبير من نحت الكاتب الفلسطيني اميل حبيبي . الشيئ الذي يبعث التفاؤل هو ان الشعب السوداني قد كسر حاجز الخوف وشيعه الى الابد ولن يتراجع مهما كلف الثمن . اما في الجانب الثاني فان بنية المؤسسة العسكرية الحالية ليست كما كانت في عهد اكتوبر وابريل فلذلك لايمكن للمرء ان يراهن عليها , ومعظم قيادات النظام قد شاركوا في الانتفاضتين السابقتين من مواقع مختلفة وكما انهم يتعظون من تجارب الثورات العربية الحديثة . البشير باي حال من الاحوال لايسلك الدرب الذي سلكه الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي اوالمصري حسني مبارك لانه يعلم جيدا بان حبل المحكمة الجنائية الدولية قد يدنو على رقبته كلما ابتعد عن كرسي السلطة . والشيئ الثاني الذي يقودنا الى التشاؤم هو القوى السياسية السودانية التي تجمعت اليوم تحت مسمى قوى الاجماع الوطني لم تتعظ بعد من اخطاء تجربتي اكتوبر وابريل ففي ابريل تفاجأة الدكتور الجزولي دفع الله بانه يرأس مجلس وزراء ينحدر معظم اعضاؤه من قريتين او ثلاث من قرى الشمال النهري لا اظن احدا في وطننا يريد ان يشاهد نفس الفيلم مرة اخرى. ان الذي يقرأ بتمعن على بعض البنود من وثيقة البديل الديمقراطي التي وقعتها هذه القوى قد يشعر بنوع من القلق على المستقبل وللمعلومة ايضا بان الوثيقة الاخيرة تختلف في بعض بنودها عن الاولى وبين ايدينا الوثيقتين معا فمثلا البند الثاني من الوثيقة الموقعة يقول نصا ” تدير البلاد خلال الفترة الانتقالية حكومة انتقالية تشارك فيها كل القوى السياسية والفصائل الملتزمة والموقعة على برنامج وثيقة البديل الديمقراطي………….” ثم تقول في نفس البند وتلتزم الحكومة الانتقالية بالاتي: 1- اعلان وقف اطلاق النار في كل جبهات القتال و ……..” نرحب بتوحيد هذه القوى وبتوقيعها لهذه الوثيقة وهذا في حد ذاته خطوة مهمة ولكن بالمقابل عليها ان تنظر الى هذه الوثيقة كجهد يخصها في المقام الاول ليس من الضروري ان يلزم بها الاخرين ويحدد من الملتزم ومن المش ملتزم . وبعد سقوط النظام لاحاجة لاعلان وقف اطلاق النار لان قادة الجبهة الثورية اعلنوا على الملأ بانهم سيىوقفون الحرب وكلنا نعلم بان لا احدا يستطيع ان يوقف الحرب ما لم تنتفي اسباب قيامها . على قوى الاجماع الوطني ان تاخذ وثيقتها وتذهب بها الى الجبهة الثورية السودانية لمقارنتها ومناقشتها مع برنامج الجبهة الثورية السودانية من اجل الخروج بميثاق او اعلان وطني موحد يناقش فيه باسهاب مسائل مثل الفترة الانتقالية مفهوم الدولة المدنية , الهوية وغيرها ثم يتوج باسماء الاشخاص الذين يتولون قيادة المرحلة الانتقالية. يجب علينا ألا نترك الامور في هذه المرحلة تحديدا تحت رقاب سيف المجاملات والصدف علينا ان نترك المخاوف وراء ظهورنا وان نخطوا خطوة جريئة وقوية من اجل وطننا ومستقبل اجيالنا.وفي كل خطوة نخطوها علينا ان نأخذ في الحسبان بان البشير شخص خطير وهو اخطر من القذافي او بشار الاسد لايتوانى بان يستخدم بيف باف ضد ما يصفهم بالحشرات وشذاذ الافاق في اي مرحلة من مراحل الانتفاضة السلمية اذا شعر بالخطر. علينا ان نتهيأ لمواجهة مثل هذا الموقف والمواجهة هنا لاتتم بالندوات واستخدام الالفاظ مثل حماية الانتفاضة وغيرها. مطلوب من قوى الاجماع الوطني ان تفتح قنوات الاتصال مع الجبهة الثورية لحماية المواطنيين وعلى شباب وشابات الثورة ان يستعدوا لاستقبال اخوانهم بالورود والزغاريد وهذه الحالة نسميه بالتمازج بين الانتفاضة السلمية والمسلحة وهو اقوى خيارات الاطاحة . ليس من المعقول ان نترك البشير ليمارس هوايته المفضلة ونعلق امالنا على المجتمع الدولي ان ما يحدث في سوريا خير مثال علينا ان ننظم انفسنا ونستلم زمام المبادرة لنضع المجتمع الدولي امام الامر الواقع.
مساعد تدريس بجامعة لويزفيل – كنتاكي