الانقاذ تبعث (فطائسها ) من قبورهم احتفالا بذكراها .خضرعطا المنان

خضرعطا المنان
[email protected]

نجاحات متسارعة وانتصارات مذهلة حققتها انتفاضة الشعب السوداني المباركة التي انطلقت شرارتها في السادس عشر من يونيو الماضي ولا تزال مستمرة رغم القمع والاعتقالات والعنف والقوة من مختلف التشكيلات الأمنية المتعددة التي  صنعها النظام علها تكون سياجا يحميه من أية هبة شعبية محتملة وفي أي وقت .. ولكنه فوجئ هذه المرة – من حيث لا  يحتسب – بغضبة عارمة من طلاب وشباب ظن الاسلامويون – وهم نيام في العسل – أن  هؤلاء الذين يشكلون وقودا لأي تغيير قادم –  قد أضحوا مدجنين وطوع بنانه وسلاحا في يديه يواجه به نوائب الزمان ونوازل القدر و( الابتلاءات الالهية المتناسلة ) التي لم يبتل بها المولى عز جل من اي من مسلمي العالم أجمع الـ ( مليار ونصف ) الا أهل الانقاذ الذين اصطفاهم – دون خلق الله  أجمع  – ليصبحوا حقل تجارب لابتلاءاته تلك .. يا سبحان الله  .
طلاب الجامعات وتنظيمات شبابية حية كانت على الموعد المضروب لتذهل المراقبين وتحطم جسور الصمت وتكسر حواجز الخوف وتتخطى – بوعي وادراك ومسؤولية – ديناصوراتنا الحزبية الهرمة وقفزت – بجسارتها  ووحدة هدفها – فوق كل التوقعات لتصنع واقعا  مختلفا على الارض أدخل الرعب في نفسوهم وخلخل منظومات الهالة القدسية التي نسجها النظام حول نفسه باسم الاسلام زورا وبهتانا وافكا .
ولعل من أبرز تلك النجاحات – بل الانتصارات – التي أعنيها هنا وقد حققها شبابنا المنتفضون هو أنهم قد استطاعوا – باصرار وقوة وعزيمة لا تلين – أن يجعل مبعثي العناية الالهية من الاسلامويين – ولأول مرة – يلجأؤون لايقاظ ( فطائسهم ) المقبورة منذ سنين من  مقابرهم احتفالا بذكرى انقلابهم المشؤوم هذا العام .
فقد  شاهدت حلقة من  برنامجهم سيئ السمعة ( في ساحات الفداء ) التي تنتجه ( مؤسسة الفداء الاعلامي ) ويشارك في اعداده اسحاق فضل الله ( مومياء الصحافة الانقاذية ) .. وقد احتوى البرنامج – ضمن لقطات  متفرقة لمعتوهي الدفاع الشعبي من ( الفطائس ) – لقطتين على فضائيتهم ( القومية ) التعيسة لـ ( فطيستين ) ممن روعوا ذات  يوم الشعب السوداني  وساهما في غسل أدمغة شبابنا المغرر بهم  في تسعينيات القرن الماضي ( أيام جاهلية الانقاذ الأولى ) وهما  الضابطان الهالكان ( ابراهيم  شمس الدين ) و( عمرالأمين كرار ) .. وهذا  في حد ذاته انتصار مقدر لثورة الشباب المستمرة في  السودان  .. فلأول مرة يجد الاسلامويون أنفسهم محاصرين في كل اتجاه وعاجزين  عن الاحتفال بذكرى انقلابهم الاسود وتجديد البيعة لـ ( أميرهم المعتوه ) المشيرالهارب من العدالة الدولية والذي لا يزال – رغم مرور 23 عاما كاملا – يهزئ بـ ( الشريعة الاسلامية ) ظنا منه أن ذلك سيكسبه تعاطفا شعبيا متزايدا ( استغلال عاطفة الدين لدى غالبية أبناء السودان) ويحميه – ليس من  عذاب  يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون – وانما من غضبة  شعب  تتخلق في كافة أوساطه  حاليا روح  جديدة رافضة مسرحية العبث  السياسي والعبط الدبلوماسي والمتاجرة بالاسلام .. روح عمادها هذه المرة ليس جنرالات العسكر ولا رجالات الطرق الصوفية ولا  حتى الديناصورات الحزبية وانما شباب عرف طريقه  وحدد مساره واختياراته .. شباب واع يبحث – في وسط الركام – عن خلاص له  ولأهله  الغبش الغلابة من ( غول الانقاذ ) الذي ابتلع كل شئ في احشائه المهترئة حتى ما تبقى من أخلاقياتنا ومثلنا وما توارثناه من قيم  دونها  الأرواح والمهج .
فالتحية والانحناءة والتجلة لهؤلاء الشباب الثائرين ممن تحملوا وزر ديناصورات ظلت تخدعنا لسنوات طوال وكل  اولئك الذين اكتظت  بهم – ولا  تزال – معتقلات  النازية الانقاذية الكريهة .
وأخيـــرا :
يا بلد حبي الخرافي
والخـــوازيـــق والمـواجـــع
داير أبقى نجمن فيكي ساطع
في بواديك والصحاري
في المدارس والكنائس
في خــيامـــك والجــــــوامع
كل ذرة رمل أبوسا
وأي شينة عليك أدوسا
وأملا دنــيــاك بالــروايـــــــع
أروي جـواي شــوق يصارع
وأكتب اسمك في الشــــــوارع .       
      

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *