الخرطوم (رويترز) – قال مسؤولون يوم الخميس ان اللاجئين في أجزاء من اقليم دارفور الذي يمزقه الصراع بالسودان يواجهون نقصا حادا في المواد الغذائية و المياه بسبب قلة الامطار مضيفين أن المشاكل تفاقمت في منطقة واحدة على الاقل بسبب قرار الخرطوم طرد جماعات المساعدات.
وقال ضباط من الامم المتحدة لرويترز ان الاقليم النائي بغرب السودان لم يهطل عليه سوى “كمية ضئيلة” من الامطار مقارنة بالسنوات الماضية وان جماعات المساعدات تعتزم تكثيف الجهود من أجل الوصول الى ملايين الاشخاص الذين نزحوا بسبب الصراع المستمر منذ سبع سنوات.
وورد في بيان صادر عن المهمة المشتركة لحفظ السلام بدارفور بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي “نظرا لتدني مستويات الامطار خلال العام الماضي تتوقع سلطات الدولة والجماعات الانسانية نقصا ملموسا في المواد الغذائية في مخيمات النازحين داخليا في عام 2010 مما يزيد احتمال تفاقم الصراع.”
ويعتمد ما يقدر بنحو 4.7 مليون شخص على المساعدات الانسانية في دارفور. وكان متمردون في الاقليم معظمهم من غير العرب قد حملوا السلاح ضد حكومة الخرطوم في عام 2003 متهمين اياها بالاهمال.
وقالت المهمة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ان مهمة تقييم مشتركة مع وكالات تابعة للامم المتحدة عثرت على علامات مثيرة للقلق عن أوجه النقص في منطقتي دار السلام وشنقلي طوباية ومخيمات النازحين المحيطة بهما.
وأضافت انه “تم التوصل الى أن النازحين داخليا في المنطقتين في حاجة ماسة الى الطعام والمياه.”
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية لرويترز ان الافا من أعضاء احدى القبائل الفارين من القتال دخلوا المنطقة المحيطة بشنقلي طوباية في أواخر العام الماضي مما أثار توترات مع السكان المحليين.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية صامويل هندريكس”لدينا أشخاص على الارض في الوقت الراهن يقومون بتقييم الموقف ودعم جهود الوساطة.”
وأضاف ان “أحد الاسباب الرئيسية للتوتر هو نقص المياه والتنافس الناجم عن ذلك على الموارد. ”
وقتل مسلحون مجهولون بالرصاص اثنين من جنود حفظ السلام أثناء قيامهما بتوزيع الطعام والماء قرب شنقلي طوباية على بعد حوالي 65 كيلومترا الى الجنوب من الفاشر عاصمة شمال دارفور في ديسمبر كانون الاول.
وقال مسؤول اخر تابع للامم المتحدة طلب عدم نشر اسمه ان جماعة اوكسفام للمساعدات كانت توفر خدمات المياه في شنقلي طوباية قبل طردها في العام الماضي. وأضاف “هذه الفجوة لم يتم سدها بالشكل الملائم.”
وامر الرئيس السوداني عمر حسن البشير 13 وكالة مساعدات أجنبية بمغادرة شمال السودان في مارس اذار وأغلق ثلاث جماعات محلية بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
واتهم البشير الجماعات بتسريب معلومات الى المحكمة ومقرها في لاهاي وهو ما نفته هذه الجماعات.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من أي مسؤول في وزارة الشؤون الانسانية بالسودان. وكانت الوزارة قد قالت في الماضي ان عمل الجماعات التي طردت ستتولى القيام به منظمات محلية ومجموعات دولية جديدة.
من اندرو هيفنز