الخرطوم (رويترز) – قالت مُقررة الأمم المتحدة لحقوق الانسان في السودان سيما سمر يوم الخميس ان على جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ان يفعل المزيد لحماية مدنييه من الجماعات المسلحة ومن الاشتباكات الدموية بين القبائل.
وقالت سمر التي ذكرت ان العنف في العام الحالي كان غير مسبوق من ناحية الخسائر واستخدام أسلحة نارية متطورة واستهداف النساء والاطفال ان على الجنوب ان ينشر قوات الامن في مناطق النزاع ويقوم بنزع سلاح المدنيين.
وكانت محادثات السلام بين القبائل تأتي بعد معارك مواسم الجفاف على مدى القرون لكن تزايد العنف في العام الحالي أثار المخاوف بشأن وحدة الجنوب في الوقت الذي يجري فيه تنفيذ اتفاق السلام الهش بين الشمال والجنوب.
وشكلت حكومة جنوب السودان في عام 2005 بعد اتفاق السلام الذي أنهى الحرب التي دارت بين الشمال والجنوب بشأن الموارد والعقائد المختلفة. وقتل مليونا شخص غالبا نتيجة معارك المتمردين مع ميليشيات جنوبية أُخرى كانت ترعاها الخرطوم.
وقتل في العام الحالي أكثر من 700 شخص في ولاية جونقلي النائية التي تغمرها المستنقعات وفي هجمات مضادة شنتها جماعتا لو نوير ومورل نوير العرقيتين في أوائل العام الحالي. وجاءت إراقة الدماء بعد أعوام من غارات متزايدة لسرقة الماشية.
وتم نشر الكثير من الجنود الجنوبيين لحماية الحدود الشمالية ولم يتدخل الجنود في أحداث جونقلي. ويضم جيش جنوب السودان 60 الف جندي لكن خبراء الامم المتحدة يعتقدون ان عددهم قد يكون مثلي ذلك.
وقالت سمر “عدم قيام حكومة جنوب السودان بعمل شيء لإيقاف ما يحدث في جونقلي أمر مروع” مضيفة ان العدالة التي توقع عقوبات مطلوبة مثلها مثل الحوار التقليدي لصنع السلام.
وقالت “ينبغي بطريقة ما ان نقدم الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجرائم الى العدالة” محذرة من إفلات الجماعات المسلحة المكونة أساسا من الشبان من العقوبة .
وكانت الامم المتحدة قد ذكرت في وقت سابق من الاسبوع الحالي أن عدد الذين قتلوا في عنف قبلي في جنوب السودان في الاشهر الاخيرة يفوق عدد الذين قتلوا في اقليم دارفور غرب البلاد الذي يشهد قتالا لاسباب عرقية وسياسية.