تاج السر حسين
[email protected]
يا سيدى ما بنى على باطل فهو باطل .. فكيف تنتظر خيرا من نظام جاء للسلطه على ظهر دبابه وبانقلاب عسكرى رغم انه كان يشارك داخل نظام ديمقراطى وله أكثر من 50 نائبا فى البرلمان وكان يمثل القوى السياسيه الثالثه فى الوطن، فى وقت نجد فيه ان معظم دول العالم ومن بينها الدولة الأولى (امريكا)، لا يعرف الناس فيها سوى حزبين كبيرين يتبادلان السلطه فيما بينهما لعشرات السنين.
لقد اخطأ يا سيدى .. كل حزب أو تحالف أو تكتل حاورهذا النظام أو تفاوض معه أو اشترك معه فى الحكم، فقد كانت النتيجه فى جميع الأحوال واحده تمترس على المواقف ونقض للعهود والمواثيق ثم تقسيم لذلك الحزب أو التحالف وتجزئته وتفتيته لأنهم لا يؤمنون (بالوحدة) أو تماسك الآخرين ولا يريدون لأى جهة أن تبقى قويه ومتماسكه تحقق خيرا لوطنها أو شعبها ولا يريدون لأى سودانى أن يبقى حر وشريف لا يباع أو يشترى.
لقد كان قمة ما تفاخر به رئيسهم الذى جعلوا منه (الها) مكررين تجربة النميرى (القائد الملهم)، أنه اوقف بانقلابه المشوؤم اتفاقية (الميرغنى/ قرنق)، التى نصت على دولة (المواطنه) ومنحت الجنوبيين حقوقهم دون حاجه لقتال أو أنفصال أو فرقة، مثلما تفاخر مبتسما بأنه (حرم) السودانيين من جلسة (العصريه)، أى أنه نجح فى عملية (فصل) السودانيين، كما يفصل التوأم السيامى ، وحقق بذلك انجازا (علميا) غير مسبوف بتقطيع اواصر علاقاتهم الأجتماعيه، حتى اصبح الشقيق لا يرى شقيقه الا بين كل عام وعام أو فى الأعياد والمناسبات الأجتماعيه الضروريه، بسبب انشغال الكل فى توفير لقمة العيش، وما يحقق تعليما مناسبا للأطفال.
كيف يمكن التحاور يا سيدى .. مع نظام وأن تنتظر منه منه خيرا ورئيسه لا يشعر بالم أو حزن أو اسف أو حرج أمام العالم المتمدن وأمراة سودانيه تجلد امام أعين عدد من الرجال جلدا وحشيا مبرحا ، لا يمكن أن يقبل حتى لو كانت خاطئة ، وكانت تصرخ وصوتها يصل عنان السماء، بدلا عن ذلك هاجم (رئيسهم) الذى نزع الخالق من قلبه الرحمه، كل من تعاطف مع تلك الفتاة ورفض ذلك الفعل الوحشى، بل أنه فى استفزاز وسوء أدب، طالبهم بأن يتوبوا ويغتلسوا بالماء والسابعة بالتراب، وكانه لم يسمع عن (رسول) دين يسئيون اليه بادعاء انتماء ونصرة له، وهو يضرب المثل فى التسامح بموافقته على شروط صعبه وقاسية، تقدم بها خصومه فى صلح الحديبيه من اجل (السلام) وعدم اراقة الدماء، ومن بين تلك الشروط أن تشطب العبارة التى تؤكد أنه (رسول الله) ، ويبقى فقط على اسمه (محمد)، فلم يتردد أو يرفض واستجاب من أجل تحقيق (السلام)، طالما كان ذلك ممكنا!
أنه رئيس مريض يا سيدى .. لا يعرف الرحمه، ولذلك لم تهمه اباده أكثر من 2 مليون نفس فى الجنوب وحوالى 300 الف فى دارفور وعدد غير قليل فى شرق السودان ومن أبناء المناصير، ولم يسكب دمعة واحدة ووزير عدله السابق يعترف باغتصاب 70 أمراة دارفوريه، لا داعى أن نذكر عددهم الحقيقى.
لقد ذكرنى هذا (الرئيس) ما قاله عثمان بن عفان لواليه على مصر (عمرو بن العاص)، كيف تحكم قوما وهم لك كارهون!
لعله مخدوع يا سيدى .. ويظن أن الشعب السودانى يحبه بحسب بنتيجة الأنتخابات المزوه والمزيفه، وهم فى الحقيقه يلعنونه ويشكون لله منه ويتمنون الخلاص منه ليل نهار، ولا يستثنى منهم سوى اللصوص والفاسدين والمأجورين والأرزقيه.
كيف يا سيدى .. يمكن تغيير نظام أو اسقاطه مهما فشل وأفسد وأخفق، عن طريق صناديق الأنتخابات، وهم لا يؤمنون بشئ اسمه التبادل السلمى للسلطه، وكيف يقبل نظام يظن رموزه انهم ورثوا السودان واستعبدوا شعبه بانتخابات ديمقراطيه حرة ونزيهه تتاح فيها فرص متساويه فى الأعلام يكشف فسادهم وفشلهم؟
كبف يمكن (التوافق) مع نظام قاتل ومجرم تعمد فصل جزء عزيز من الوطن وغض الطرف عن جزء آخر أغتصبته دوله الآن يسعون للتحالف مع نظامها؟
كيف يمكن التفاهم مع نظام يقوده فى الوقت الحاضر رجل واحد ، يأمر وينهى وهو مخرب وعدوانى ومريض نفسيا و(ضار)، لا يخرج من فمه سوى (فسو) الكلام، ومن عجب يقال له (نافع)، كان نكرة لا يعرفه أحد قبل ذلك (الأنقلاب)، فاصبح ألان يرى من حقه أن يحدد من هم رموز السودان ومن هم الذين من حقهم أن يتحدثوا باسم الشعب، ومن هم الذين يمكن أن تشكل منهم حكومه قوميه تنقذ الوطن، وتمهد لأنتخابات ديمقراطيه حقيقيه.
حيث لا يمكن أن تجرى انتخابات نزيهه وشفافه فى ظل نظام مثل نظامهم يتاجر بالدين، والمثل أمامنا ما جرى فى مصر بعد انتفاضه عظيمه ضحى فيها شباب ثائر بارواحهم، فسرقها رفاقهم هناك وأعتدوا على حرمة القضاء وتغولوا عليه، وحققوا ما يريدون عن طريق التزوير وتزييف ارادة الجماهير، وحرمانهم من المشاركه فى استفتاء على دستور بلادهم.
يا سيدى .. لا تضيع زمنك، فمن جاء للسلطه عن طريق انقلاب عسكرى، لن يذهب الا عن طريق ثوره، وتجربتنا فى السودانيه كافيه، حيث لم يرحل نظام عبود الا بثورة أكتوبر ولم يرحل نظام النميرى الا بانتفاضة ابريل، ومن أجل ذلك يجب أن يعمل الشرفاء والأحرار.