إسماعيل ابوه
[email protected]
قيم الحرية، العدالة، المساواة و الديمقراطية لهن علاقة و طيدة بالتربية والتعليم الأساسي او الابتدائي لان هذه القيم في الأصل عمليات تربوية فلذلك يجب تعلمها منذ الصغر حتي تنخرس في الإنسان؛ و تنمو معه و يتخذه منهجا في حياته اليومية وليست مجرد شعارات و مصتلحات يتم تداولها.
و بذلك يستطيع الفرد تطبيقها في جميع مجالات الحياة؛ الأسرية،الدراسية، العملية، النقابية و السياسية.
وهذه القيم لا تكون مرسخة في أفراد المجتمع إلا عبر التربية، و التربية مكانها الأصح هي النشء، و لكي نربي النشء، علينا إتباع نظم و أساليب تربوية بطرق علمية و عملية صحيحة.
مواصلة للمقال السابق ننتقل إلي آليات تحقيق الديمقراطية التربوية.
○ آليات تحقيق الديمقراطية في مجال التربية:
لايمكن الحديث عن التربية الديمقراطية أو ديمقراطية التعلم والتعليم إلا إذا اصتحبنا معنا في تصورنا النظري من مجموعة من الآليات التطبيقية التي تسعفنا على تحقيق الديمقراطية داخل مؤسساتنا التربوية و بعد ذلك نقلها إلى المجتمع من خلال دفع المتعلم ليكون ديمقراطيا في تصرفاته وسلوكياته مع كل أفراد أسرته ومجتمعه ووطنه وأمته بدون استثناء.
و هذه الآليات الإجرائية والعملية تتمثل في التقنيات والمبادئ التالية:
1-الفكر التعاوني والاشتغال في فريق جماعي:
يعد الفكر التعاوني من أهم الآليات لتحقيق الديمقراطية التربوية الحقيقية ؛ لأن العمل في فريق تربوي داخل مجموعة معينة يساعد التلميذ على التفتح والنمو واكتساب المعارف والتجارب لدى الغير، كما يبعده عن كثير من التصرفات الشائنة ويجنبه أيضا الصفات السلبية كالانكماش والانعزال والانطواء والإحساس بالخوف والنقص والدونية ويساعده على التخلص من الأنانية وحب الذات.
و حتي الدول لايمكن أن تحقق التقدم والازدهار إلا إذا عملت في إطار فريق جماعي كما في الدول المتقدمة او ما يعرف بالعالم الاول، فالعلماء يتربون على الفكر التعاوني والبحث في فريق جماعي لتحقيق الأهداف التي انطلقوا منها في مشاريعهم العملية والعلمية والثقافية.
ومن هنا، فـبيداغوجية الفكر التعاوني من أسس تحقيق التعليم الديمقراطي وتحديث التعليم ودمقرطة التربية والمجتمع على حد سواء؛ لأنها تزيل الفوارق الاجتماعية وتذيب كل التمايزات اللونية واللغوية والطبقية.
2-ديناميكية الجماعات:
من الآليات الأخرى لتحقيق ديمقراطية التعلم وخلق مواطن صالح وشخصية متوازنة سوية سيكولوجيا واجتماعيا لابد من الحديث عن تقنية ديناميكية الجماعات باعتبارها منهجية مهمة في علاج الكثير من الظواهر النفسية الشعورية واللاشعورية لدى المتعلم، كما أنها تقنية تنشيطية هامة يمكن الاستعانة بها أثناء العملية التعليمية- التعلمية، وطريقة فعالة في التنشيط التربوي والفني وإجراء منهجي للتحكم في التنظيم الذاتي للمؤسسة.
ولايمكن للتلميذ أن يبدع إلا داخل جماعة ديمقراطية تؤمن بالأخوة والتنافس الشريف، وتتشبث بفكر الاختلاف والشورى والعدالة، وتعتز بقانون الحقوق والواجبات.
لكن كما يعلم الكل أن النسق الجماعي يخضع في عملياته التواصلية لثلاث قيادات أو سلط حسب كورت لوين Kurt Lewin: قيادة ديمقراطية تساعد على الإبداعية والابتكار وتحقيق المردودية والإنتاجية سواء أكان ذلك في غياب الأستاذ المعني أو المشرف الإداري أو في حضوره في الميدان، وتساهم هذه القيادة كذلك في بروز تفاعلات إيجابية بناءة كالتعاون والتوافق والاندماج.
أما القيادة الأوتوقراطية فهي تعتمد إلى استعمال العنف والقهر والتشديد في أساليب التعامل ؛ فينضبط الجميع في حضور القائد ولكنهم يتمردون في حالة غيابه. وفي هذه الحالة، تقل الإنتاجية والمردودية وتتحول المؤسسة إلى ثكنة عسكرية، فيصعب تطبيق مبادئ نظرية تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها لوجود قيم سلبية كالتنافر والتنابذ والتناحر والتوتر كما هو الآن في مدارسنا.
هناك قيادة سائبة القيادة السائبة فهي تنبني علي فلسفة” دعه يعمل”. وبالتالي، فهي قيادة فوضوية لاتساعد على تحقيق المردودية والإنتاجية في غياب القائد أو حضوره، وتزرع في نفوس المتعلمين قيم الاتكال والعبث واللامسؤولية هنا يجب التفريق بين الديقراطية في العمل الجماعي و الفوضى.
3-السيكودراما والسوسيودراما:
تعتبر طريقة لعب الأدوار أو السيكودراما أو المسرح المدرسي من أهم التقنيات في مجال تنشيط الجماعة وتفعيلها، كما تعد من أهم الوسائل العلاجية لإدماج التلاميذ المنطوين على أنفسهم أو المنكمشين أو المعقدين نفسيا داخل جماعات لتحريرهم من العقد المترسبة في لاشعورهم وتطهيرهم ذهنيا ووجدانيا وحركيا وإخراجهم من العزلة والوحدة والاغتراب الذاتي والمكاني إلى عالم مجتمعي أرحب يعتمد على المشاركة والتعاون والأخوة والانسجام وتفتيق المواهب وممارسة الديمقراطية الفعالة.
السيكودراما والسوسيودراما هي فن تساعد المتعلم على الظهور والتفتح والنمو السيكولوجي ليكون قادرا على التعلم وتقبل المعارف وتلقيها بشكل علمي سليم، حيث تخرجه من الانكماش والضياع والاستلاب، وتحرره من بوتقة الاغتراب الذاتي والمكاني لينقله إلى عالم سعيد قوامه الحرية والمساواة والديمقراطية الاجتماعية حيث يتحقق فيه تكافؤ الفرص والعيش الكريم.
وعلى العموم، فالسيكودراما هي ” تقنية سيكولوجية وضعها العالم السيكولوجي مورينو تعتمد على التلقائية الدرامية، حيث يطلب من الأشخاص أداء أدوار مسرحية دون ارتباط بكتابة سابقة أو تحديد للنص، قصد تنمية التلقائية لديهم. غير أنه مالبث أن تحولت هذه التقنية إلى أسلوب للتكوين والعلاج النفسي التحليلي الفردي والجماعي؛ وتنمية الابتكار لدى الأطفال في المجال التربوي التعليمي.
وكل هذا يعني ان الإنسان لايمكن أن ينتقل إلى عالم الديمقراطية حتى نحرره نفسيا وجسديا وذهنيا من عقده الموروثة والمكتسبة كالخوف والجزع والقلق والانكماش والانطواء والخجل والانعزال.
4-تقنية المناشط التربوية:
من المعلوم أن للمناشط أهمية كبرى في مجال التربية والتعليم لكونه يرفع من المردودية الثقافية والتحصيلية لدى المتمدرس، ويساهم في الحد من السلوكيات العدوانية والقضاء على التصرفات الشائنة لدى المتعلمين، كما يقلل من هيمنة بيداغوجيا الإلقاء والتلقين، ويعمل على خلق روح الإبداع والميل نحو المشاركة الجماعية والاشتغال في فريق تربوي.
ويمكن عبر عملية التنشيط الفردي والجماعي إخراج المؤسسة التعليمية من طابعها العسكري الجامد القاتم القائم على الانضباط والالتزام والتأديب والعقاب إلى مؤسسة بيداغوجية إيجابية فعالة صالحة ومواطنة يحس فيها التلاميذ والمدرسون بالسعادة والطمأنينة والمودة والمحبة، ويساهم الكل فيها بشكل جماعي في بنائها ذهنيا ووجدانيا وحركيا عن طريق خلق الأنشطة الأدبية والفنية والعلمية والتقنية والرياضية، يندمج فيها التلاميذ والأساتذة ورجال الإدارة وجمعيات الآباء ومجلس التدبير والمجتمع المدني.
5-طريقة الكفاءات والمجزوءات:
فلسفة الكفاءات و المجزوءات هي من أهم الآليات التطبيقية لتحقيق ديمقراطية التعلم وتفعيل التربية الديمقراطية هو تكوين الكفاءات الوطنية في ظل نظام تربوي سليم يؤمن بالجودة الكمية والكيفية ، ويستهدي بمنطق الاختلاف والتعددية، كما يقدر أصحاب الكفاءات العلمية والمهنية، ويثني على ذوي القدرات المتميزة والمهارات المتخصصة ويشيد بأصحاب المواهب العلمية والفنية والأدبية والتقنية.
وإذا كانت الكفاءات منطلقا فلسفيا براجماتيا للعملية الديداكتيكية، فإن المحتويات والمجزوءات ينبغي كذلك أن تساير هذا التحول وتكون عبارة عن تعلمات في شكل وضعيات ومشاكل وعوائق سيواجهها المتعلم في الواقع، أي لابد من إدخال المجتمع إلى قلب المدرسة وتحضير المتعلم لأسئلة الواقع المفاجئة.
ويعني هذا أن تكون المحتويات عبارة عن مشاكل ووضعيات صعبة تتطلب الحلول المستعجلة بأدوات فعالة، تعكس نفس المشاكل والأزمات التي سيتلقاها المتعلم في مجتمعه.
6-طريقة الشراكة:
من المعلوم أن الشراكة نوعان: شراكة داخلية وشراكة خارجية. وما يهمنا في هذا السياق هو ما يسمى بالشراكة الداخلية التي يساهم فيها جميع الفاعلين الذين يساهمون في تدبير المؤسسة وتسييرها وتنشيطها والإشراف عليها من مدرسين وأساتذة ومتعلمين ورجال الإدارة ومشرفين تربويين وأسر التلاميذ والإدارات داخل المؤسسة.
ولخلق مشاريع تربوية تخدم المؤسسة من قريب أو من بعيد يجب التركيز على مواضيع الشراكة ذات الأولوية والضرورة القصوى كمحاربة الهدر المدرسي عن طريق الدعم التربوي وتقديم ساعات إضافية تطوعية لخدمة التلاميذ ومساعدتهم على مراجعة دروسهم وإنجاز واجباتهم المنزلية أو الفصلية مع تدريبهم على التطبيق المنهجي والتحليل التركيبي والتقويمي، والأخذ بيدهم من أجل السير بهم نحو ثقافة التعلم الذاتي والتكوين المستمر، وسد كل ثغرات التعثر والنقص لديهم عن طريق إرشادهم ومحاورتهم بطريقة ديمقراطية قائمة على التوجيه الصحيح وبالحجة والمنطق والبرهان العقلي.
7-البيداغوجيا الإبداعية:
ترتكز النظرية الإبداعية التربوية على مجموعة من الأسس والمرتكزات، ومن أهمها:
السعي الدائم وراء التحديث والتجديد وتفادي التكرار واستنساخ ماهو موجود سلفا، وتجنب أوهام الحداثة اي الجديد الغير مفيد، واعتماد حداثة حقيقية وظيفية بناءة وهادفة تنفع الإنسان في العملية والاجتماعية. ولن تتحقق هذه الحداثة إلا بالتعلم الذاتي وتطبيق البيداغوجيا اللاتوجيهية أو المؤسساتية ودمقرطة الدولة وكل مؤسساتها التابعة لها. ويعني هذا أن البيداغوجيا الإبداعية لن تنجح في الدول التي تحتكم إلى القوة والحديد وتسن نظاما ديكتاتوريا مستبدا؛ لأن الثقافة الإبداعية هي ثقافة تغييرية راديكالية ضد أنظمة التسلط والقهر ولكن يجب علينا تعليمية للأجيال بما اننا فقدنا ذلك فلا يمكن ان نتركهم يعايشون ذلك.
ومن الشروط التي تستوجبها النظرية الإبداعية الاحتكام الدائم إلى الجودة الحقيقية كما وكيفا، والتي لايمكن الحصول عليها إلا بتخليق المتعلم والمواطن والمجتمع بصفة عامة. ويعد الإتقان من الشروط الأساسية لماهو إبداعي.
ومن المعلوم أن الدول الغربية لم تتقدم إلا بتشجيع الحريات الخاصة والعامة وإرساء الديمقراطية الحقيقية وتشجيع العمل وتحفيز العاملين ماديا ومعنويا. ومن ثم، تعتبر النظرية الإبداعية فكرة التشجيع والتحفيز وتقديم المكافآت المادية والرمزية من أهم مقومات البيداغوجيا العملية الحقيقية، ومن أهم أسس التربية المستقبلية القائمة على الاستكشاف والاختراع.
8-تفعيل الحياة المدرسية:
تعمل الحياة المدرسية على خلق مجتمع ديمقراطي منفتح وواع ومزدهر داخل المؤسسات التعليمية والفضاءات التربوية، وتقوم أيضا على إذابة الصراع الشعوري واللاشعوري والقضاء على الفوارق الطبقية والحد من كل أسباب تأجيج الصراع وتنامي الحقد الاجتماعي.
و يقصد بالحياة المدرسية هي تلك الفترة الزمنية التي يقضيها التلميذ داخل فضاء المدرسة، وهي جزء من الحياة العامة للتلميذ/ الإنسان. وهذه الحياة مرتبطة بإيقاع تعلمي وتربوي وتنشيطي، متدرج حسب ظروف المدرسة.
وتعتبر”الحياة المدرسية جزءا من الحياة العامة وتعكس واقع الشارع.
المتمثلة في التجاوب والتفاعل مع المتغيرات الاقتصادية والقيم الاجتماعية والتطورات المعرفية والتكنولوجية التي يعرفها المجتمع، حيث تصبح المدرسة مجالا خاصا بالتنمية البشرية.
9-تطبيق البيداغوجيا الفارقية:
من أهم الآليات العملية لتحقيق الديمقراطية التربوية والتي تعمل فعلا على الحد من ظاهرة الصراع المتعدد داخل الفضاء التربوي تطبيق البيداغوجيا الفارقية لمحو الفوارق المعرفية والقضاء على الفشل الدراسي والحفاظ على مستوى الذكاء الدراسي الموحد قصد تحقيق النتائج المرجوة من بيداغوجيا الكفاءات وبيداغوجيا المجزوءات.
ويعرف لوي لوگران البيداغوجيا الفارقية كالآتي:
” هي أسلوب تربوي تستخدم فيها مجموعة من الوسائل التعليمية- بقصد إعانة الأطفال المختلفين في العمر والقدرات والسلوكات والمنتمين إلى فصل واحد، من الوصول بطرق مختلفة إلى نفس الأهداف.
وكدا نجد أن البيداغوجيا الفارقية من أهم الوسائل الإجرائية في مجال التربية والتعليم لتحقيق الديمقراطية الاجتماعية الحقيقية.
10-دمقرطة المجتمع:
لايمكن أن تتحقق ديمقراطية التربية إلا إذا تحققت الديمقراطية الحقيقية في المجتمع، ولا ينبغي أن تكون ديمقراطية الدولة شكلية وسطحية تمس ماهو هامشي وثانوي، وتترك ما هو أساسي وجوهري. أي إن الديمقراطية الحقيقية هي ديمقراطية عملية يشارك فيها الرئيس والمرؤوس، ويحتكمان معا إلى لغة الحوار والاختلاف وخطاب الانتخابات النزيهة الشفافة بدون تزوير ولا تزييف ولا تسويف ولا تجويع.
وهنا، تتحمل المدرسة كامل المسؤولية لتغيير المجتمع تغييرا ديمقراطيا عن طريق تخليق الناشئة وتهيئها للمستقبل الزاهر حينما تتنازل الدولة عن سلطاتها الواسعة لتشرك فيها كفاءات المجتمع بطريقة ديمقراطية عادلة لاتفاوت فيها ولا صراع شخصي أو حزبي يؤجج حولها.
ومن هنا يرى جون ديوي أن:” الاندماج الاجتماعي الأمثل هو الذي يستجيب للنموذج الديمقراطي، ذلك النموذج الذي لايعني ميدان السياسة وحدها بل سائر الميادين الأخرى، ولاسيما العائلة والكنيسة والأعمال الاقتصادية.
وعلى الرغم من أهمية المدرسة في تغيير المجتمع وتحديثه وعصرنته ومساهمته في تحقيق الديمقراطية وإرساء فكر الاختلاف وشرعية الحوار، إلا أن المدرسة ظلت في غياب:” عن الحياة السياسية، ليست بسبب عدم انفتاحها على المحيط السياسي فحسب، بل لأن هذا الأخير هو بدوره منغلق على ذاته مما يتطلب من المربين فتح المدرسة علي الشارع.
وهكذا، نصل إلى أن دمقرطة المجتمع وبنائه حضاريا وأخلاقيا من أهم الآليات الإجرائية لتحقيق الديمقراطية الحقيقية في نظامنا التربوي والتعليمي.
11-توحيد الزي المدرسي:
الزي المدرسي الموحد هو من الحلول التي تعتبر شكلية للحد من ظاهرة الصراع الطبقي و مرحلة أساسية لتطبيق الديمقراطية في المجتمع توحيد الزي المدرسي وفرضه إجباريا على جميع التلاميذ، ومساعدة المتعلمين من أبناء الفقراء الذين يوجدون بالمؤسسة التربوية ، وهنا نطلب دور جمعية الأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية باعتبارها فاعلا مشاركا ؛ لأنها تنشط في مجالات متعددة، تساعد التلاميذ الفقراء وتلبي حاجياتهم المادية وتقدم للتلاميذ المتعثرين دراسيا حصصا في الدعم والتقوية، وتنظم للمجتمع المدرسي محاضرات وعروضا، وتمنح للتلاميذ المتفوقين جوائز تشجيعية، وغيرها من الأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية.
12-الاسترشاد بالطرق الفعالة:
تعتبر الطرق الفعالة من أهم التقنيات والآليات الإجرائية لتحقيق الديمقراطية الحقيقية ولاسيما أنها من مقومات التربية الحديثة والمعاصرة
وقد ظهرت هذه الطرق الفعالة في أوربا في أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين.
وتعتمد هذه الطرق الفعالة الحديثة على عدة مبادئ أساسية ألا وهي: اللعب، وتعلم الحياة عن طريق الحياة، والتعلم الذاتي،والحرية، والمنفعة العملية، وتفتح الشخصية، والاعتماد على السيكولوجيا الحديثة، والاستهداء بالفكر التعاوني والتسيير الذاتي، وتطبيق اللاتوجيهية، ودمقرطة التربية والتعليم.
13- البيداغوجيا المؤسساتية:
يجب على جميع المربين وبدون استثناء رفض تحويل المؤسسة التربوية إلى مؤسسة الثكنة أو فضاء بيروقراطي يكرس التمييز العنصري، ويؤجج الصراع الطبقي.
بل يجب ان يكرسو أهمية الشراكة التربوية وخلق مشاريع المؤسسة لتنمية المؤسسة التربوية وإزالة تناقضاتها الاقتصادية والاجتماعية الصارخة ؛لأن المدرسة جزء من المجتمع ومرآة صادقة تعكس سلبياته وتفاوتاته الطبقية الصارخة التي يجسدها المتعلمون داخل الساحة المدرسية أو داخل الصف الدراسي.
14-البيداغوجيا اللاتوجيهية:
تنبني اللاتوجيهية على التعلم الذاتي والتسيير الشخصي واعتماد المتعلم على نفسه في إنجاز واجباته وأداء أعماله، ويتحول المدرس هنا إلى مشرف مرشد، ولا يتتدخل إلا إذا طلب منه المتعلم ذلك. وتعتمد اللاتوجيهية على الحرية والعفوية والتلقائية وبناء المعرفة عن طريق التدريج المنطقي والشخصي والابتعاد عن طرائق التدريس التلقينية القائمة على الإكراه والتلقين والحفظ أوالتدخل المدرس تعسفا في أعمال التلميذ وتوجيه رغباته كما يشاء.
فهذه الطريقة اللاتوجيهية الحديثة تزرع الثقة في المتعلم، وتعوده على المثابرة الشخصية والتعلم الذاتي وحب المغامرة والاستعانة بكفاءاته وقدراته الذاتية لحل مشاكله والصعوبات التي تواجهه في المدرسة والحياة على حد سواء.
15-تفعيل المجالس التربوية:
تتوفر المؤسسة على عدة مجالس يمكن أن تساهم في إثراء المؤسسة وتفعيلها على جميع المستويات والأصعدة مع لم المتعلمين في بوتقة اجتماعية واحدة كالمجالس التعليمية والفرق التربوية التي تحتل مكانة بارزة في تنظيم الحياة المدرسية وتنشيطها ودمقرطتها، وتتمثل في إبداء الملاحظات والاقتراحات حول البرامج والمناهج، وبرمجة مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية، وتجهيز كل الإمكانيات والتدابير اللازمة لتنفيذها.
16-التربية على حقوق الإنسان والمواطنة:
تعد التربية على حقوق الإنسان والمواطنة من أهم الآليات لتفعيل الديمقراطية الحقيقية، فتعريف المتعلم بحقوقه وواجباته تجعله يعرف ماله وما عليه، وتدفعه للتحلي بروح المواطنة والتسامح والتعايش مع الآخرين مع نبذ الإرهاب والإقصاء والتطرف.
وهذا يعني أن تعليم النشء ثقافة حقوق الإنسان من أهم السبل الحقيقية لتفعيل الديمقراطية المجتمعية والتربوية
فالديمقراطية الحقيقية ليست – كما قال جون ديوي- مجرد شكل للحكومة، وإنما هي في أساسها أسلوب من الحياة المجتمعية والخبرة المشتركة.
و نواصل. …………
تعريفات
البيداغوجيا:
وهي من الكلمة الإنجليزية (Pedagogy ) وهي تعني فن تربية الأولاد و تعليمهم.
السيكودراما:
هي من الكلمة الإنجليزية (Psychodrama) وهو مصطلح يطلق على نوع من انواع العلاج النفسي الذي يجمع ما بين الدراما كنوع من الفنون و علم النفس.
الديداكتيكية:
وهي من اصل الكلمة اليونانية (Didaktikos ) و عرفه الباحثون علي انها استراتيجية تعليمية تقوم بمراعاة المشكلات المتعلقة بالمتعلم ،المواد الدراسية، و بنيتها المعرفية و طرائق تدريسها.
علماء
جون ديوي :
هو العالم الفيلسوف و البروفيسور الأمريكي؛ عضو الجمعية الأمريكية للفلسفة و جمعية علم النفس الأمريكية.
لوي لوگران :
هو عالم فرنسي و سليل الملك الفرنسي (لويس).
كورت لوين :
هو عالم نفسي ألماني أمريكي و إنه يعد من المؤسسين لعلم النفس الإجتماعي الحديث.