الخرطوم: أحمد يونس لندن: مصطفى سري
أعلن متمردو دارفور أنهم ألحقوا خسائر فادحة بالجيش السوداني في معركة دارت صبيحة الجمعة الماضي، بولاية شمال دارفور قرب مدينة الفاشر. وقال بدوي موسى الساكن المتحدث العسكري باسم «حركة العدل والمساواة» في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن قوات مشتركة من العدل والمساواة وتحرير السودان بقيادة مناوي، هاجمت قوات حكومية وميليشيات تابعة لها قوامها 192 عربة عسكرية، بين منطقتي «شنقل طوباي وأم زريقة» قرب حاضرة الولاية الفاشر فجر الجمعة، وألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وألقت القبض على عدد من الأسرى ووعدت بمعاملتهم معاملة حسنة. وأضاف البيان أن القوات المشتركة بين الحركتين، استولت على «دبابة» واحدة ودمرت ثلاثا، وعلى 30 عربة من طراز «لاند كروزر» مسلحة ودمرت عشرا، وعلى عدد كبير من المعدات العسكرية تتضمن مدافع وراجمات صواريخ، فضلا عن ثماني شاحنات محملة بالتموين العسكري والعتاد.
وقال الساكن في بيانه إن قواته شتت القوات الحكومية وتواصل مطاردة الفارين وملاحقتهم، وفيما لم يتسن الاتصال بالجيش السوداني، لم يذكر «البيان» عدد القتلى والجرحى في صفوف القوات المغيرة، بيد أنه ترحم على من «سماهم» شهداء ودعا بالشفاء للجرحى.
من جهة أخرى، أقر حزب الأمة السوداني المعارض بأن القوى السياسية المعارضة تفتقد الثقة فيما بينها، وعليها أن تعترف بذلك وألا تتعامل برد الفعل، داعيا إلى التغيير بتكامل العمل السلمي والمعارضة المسلحة والضغط الدبلوماسي، إلى جانب الحل الشامل عبر الحوار، واعتبر أن استمرار نظام الرئيس السوداني عمر البشير هو الخطر الذي يواجه البلاد.
وقالت الدكتورة مريم الصادق المهدي القيادية في حزب الأمة المعارض في ندوة نظمتها «الجمعية الثقافية السودانية» في مدينة مانشستر البريطانية، إن القوى السياسية وكل المكونات السودانية تفتقد الثقة فيما بينها إلى جانب محاولات الإقصاء المتبادل. وأضافت: «إذا لم نعترف بذلك فإنها ستتحول إلى أزمة شاملة ومشروع نظام الإنقاذ قام على إقصاء الآخرين، وللأسف انتقل ذلك إلى القوى السياسية المعارضة في تخوين بعضها البعض».
وقالت إن حزبها يعترف بكل وسائل تغيير النظام، وإن العمل السلمي هو المدخل الأفضل. وأضافت: «نحن في الداخل نعمل في ظل قمع وإرهاب وعمليات اغتصاب ممنهج وغياب الحريات، ولذلك حملت مجموعة كبيرة السلاح وهي من أدوات التغيير»، مشيرة إلى ضرورة تكامل كل أدوات التغيير في مشروع وطني يسقط النظام ويقيم دولة المواطنة، وأوضحت أن حزبها عمل مع آخرين في العمل المسلح في سبعينات القرن الماضي لإسقاط نظام جعفر نميري (1969 – 1985)، وحمله أيضا ضمن التجمع الوطني الديمقراطي ضد نظام الرئيس عمر البشير الحالي. وقالت إن حزب الأمة قرر الدخول في العمل المدني ويعمل اتصالاته مع الحركات المسلحة. وتابعت: «النظام يجرم أي شخص يتصل بقوى المعارضة المسلحة وفق خطة إعلامية، وقد تم استهدافي باعتبارنا مجموعة منفلتة داخل حزب الأمة».
وأكدت مريم المهدي على تأثير السودانيين في دول المهجر لتشكيل آليات ضغط من داخل الدول التي يعيشون فيها، خاصة لدى صناع القرار في المجتمع الدولي، وقالت إن السودان يعيش في أزمة شاملة، وإن المخرج منها في يد أبنائه في الداخل والخارج. وجددت أن شقيقها مساعد الرئيس السوداني البشير، العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي لا علاقة له بحزب الأمة. وقالت إن عبد الرحمن دخل مع النظام وفق قناعاته الشخصية وهو مسؤول عنها. وقالت: «نحن أول حزب بادر بإسقاط هذا النظام، ولا نقبل أن يزايد علينا أحد». وشددت على أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يعاني حالة انقسامات داخلية، ويحاول أن يستعين بأسماء الزعيمين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني رغم أنه كان يحاول إقصاءهما. وقالت إن السودانيين يواجهون مجموعة مأزومة تشعر بالخوف الشديد، وليس أمامها أي خطوط حمراء في التعامل مع الخصوم. وأضافت: «الخطر المحدق بالبلاد هو استمرار هذا النظام، ولا بد من إسقاطه؛ لأن ذلك أحد آليات التغيير الجذري، وأن تكون مرجعيتنا الانتخابات الحرة النزيهة والاحتكام للشعب».