الأزمات الدولية تشكك في التزام الشريكين تنفيذ اتفاق لنشر القوات خارج أبيي المتنازع عليها
سوداني جنوبي يرفع علم الجنوب قبيل الاستفتاء الذي أفضى إلى انفصاله عن السودان في يناير (كانون الثاني) الماضي (رويترز)
الخرطوم: فايز الشيخ
كشفت الحكومة السودانية عن استئناف الوساطة الأفريقية بين الشمال والجنوب الأسبوع المقبل لبحث القضايا العالقة المرتبطة بالدولتين بعد انفصال الجنوب في شهر يوليو (تموز) المقبل، إلى ذلك شككت مجموعة الأزمات الدولية بتحفظ حول اتفاق الشريكين بنشر قواتهما خارج أبيي الغنية بالنفط لعدم مقدرة الطرفين على إنزالها للقواعد.
وحذرت مجموعة الأزمات الدولية من أن التوتر المتصاعد في المنطقة يمكن أن يهدد السلام على نطاق واسع بينما البلاد على مشارف الانفصال في يوليو.
وذكرت المجموعة في بيان صحافي أن قضية أبيي ستكون حاسمة في ضمان الانتقال السلس لما بعد الانفصال، مؤكدة أن التدهور في أبيي «لا يقدم مخاطر جسيمة للشعب في أبيي فحسب، ولكنه يمكن أن يشعل الصراعات بالوكالة بين الشمال والجنوب في أماكن أخرى، وأن يهدد الانفصال السلمي للجنوب في يوليو المقبل، ويقوض الجهود الرامية لإقامة علاقة بناءة بين الشمال والجنوب فيما بعد يوليو 2011».
وحذرت مجموعة الأزمات، ومقرها بروكسل، على خلفية القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي وراح ضحيته 14 شخصا، من أن تلك الاشتباكات التي وقعت قد دفعت شمال وجنوب السودان إلى شفا الحرب. كذلك فإن الجانبين أعلنا أبيي جزءا منهما بشكل فردي، بل وهدد الشمال بحجب الاعتراف بالجنوب في يوليو.
فمع تصاعد التوتر تبدو احتمالات إجراء استفتاء فعلي لتقرير مصير منطقة أبيي ضئيلة.
وأشارت المجموعة إلى زخم لتحقيق تسوية سياسية يتغذى بالتقدم في المحادثات حول قضايا ما بعد الاستفتاء الأخرى كالمواطنة والنفط والحدود. وقالت «طرحنا حلولا بالتأكيد يمكنها أن تحل قضية أبيي بين النخب السياسية في الخرطوم وجوبا». وأضافت «لكن الضروري لتحقيق سلام دائم هو ترويجها على الأرض لدينكا نقوك والمسيرية».
وتقول مجموعة الأزمات الدولية إن حفظ الأمن في منطقة أبيي سوف يترك للوحدات المدمجة وهي قوة أنشأتها اتفاقية السلام الشامل مع عناصر من القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان. وعلقت بالقول: «تعتبر القوات المدمجة أحد مكونات اتفاقية السلام الفاشلة إلى حد بعيد، ولكنها اعتبرت الحل الوحيد الفوري القابل للتطبيق لوقف أعمال العنف المتصاعدة». إلى ذلك تقرر أن يستأنف الشريكان مفاوضات ما بعد الاستفتاء العالقة الشهر الماضي بعد تعليقها لأكثر من شهرين، وذكر مسؤول الإعلام بالمؤتمر الوطني إبراهيم غندور في تصريحات صحافية بالبرلمان أن ثابو مبيكي رئيس لجنة حكماء أفريقيا ورئيس جمهورية جنوب أفريقيا السابق سيصل مع شركاء الاتحاد الأفريقي في الخامس عشر من الشهر الحالي لمواصلة الحوار مع الشريكين حول القضايا العالقة. وقال غندور إن المفاوضات بين الشريكين ستتواصل بعد توقفها لفترة قصيرة، منوها بأنه لم تحدد مواعيد لانعقاد الاجتماع الرئاسي، غير أنه أكد أنه يمكن أن ينعقد في أي وقت، ويبحث مبيكي إغلاق الحدود بين الجنوب والشمال. وأشار غندور إلى أن حكومة الجنوب والجيش الشعبي هما من اعترضا النقل النهري بالجنوب. وأضاف على حكومة الجنوب مراجعة ما يجري في المناطق المتاخمة للشمال قبل إطلاق الاتهامات، وأبان أن التجار يبحثون عن الأمن، مشيرا إلى رغبة التجار الشماليين في عدم مغادرة الجنوب، منوها بأنه لا يوجد أي قرار حكومي أو حزبي يمنعهم.