اختراقات اسرائيل للسودان العميل السري اخترق البوابة الامنية
حسن اسحق
في السنوات الاخيرة الاجواء السودانية صارت مباحة للكل ،نتيجة طبيعية لضعف الحكومة الحالية ،دول مجاورة تحتل اراضي سودانية دون ان تتحرك قوة عسكرية لتحريرها من الغزاة والطغاة والحشرات ،وصفوا باقذع الا لفاظ عندما احتلوا هجليج وانسحبوا بعد ذلك.تلقت ما تسمي بالدولة السودانية في عهد الا سلاميين ضربات عسكرية جوية…
من قبل واشنطن وتل ابيب ،دون ان يرد النظام المؤمن بشعارات وهمية، امريكا روسيا قد دنا عذابهم ،وحاول جاهدا الهام الشباب السوداني ،وتغذيته بالسموم الرجعية المتخلفة لتنفيذ مشروعه الاسلامو عروبي في السودان ،واثبتت السنوات اللاحقة مدي الفشل الكبير والحصاد الصفري بعد سنوات التعبئة الخائبة .السودان تعرض لعديد من الضربات الجوية العسكرية من دول يعتبرها معادية له ،او بالاصح معادية لانقلاب 1989،قبل (14) عاما ضرب مصنع الشفاء في مدينة بحري ،نفذته طائرات امريكية وتدمر المصانع بالكامل،الشارع السوداني كان ينتظر الرد،علي خلفية الشعارات السابقة ،وتنطبق عليهم مقولة ،كثيرو الحديث ،قليلو الفعل والعمل.وتكررت الضربات الجوية ،عبر طائرات تدخل الاجواء السودانية دون ان تعلم الخرطوم بذلك،قافلة الاسلحة دمرت بالكامل في شرق السودان عام 2 009 اثناء اتجاهها الي الاراضي الفلسطينية ،والممر الوحيد الا من عن طريق البحر الاحمر الي مصر ثم تسليم السلاح الي الجماعات الجهادية المتطر فة ،ان اسرائيل كانت علي دراية وبتفاصيل التحرك .وفي 2011 قتل اجنبيين ايراني وفلسطيني في مدينة بورتسودان الشرقية الامنة ،ولم يقف الامر علي هذا الحد ،في العام الحالي ،شهر مايو السابق قتل تاجر سلاح في ذات المدينة وبنفس الطريقة السابقة ،طيران عسكري يدمر عربة داخل البيت السوداني ،ولم تنتهي مسلسل الا ختراقات الجوية ،ضرب مصنع اليرموك لصناعة الاسلحة ليلة الاربعاء ،عبر طائرات اسرائيلية حسب ما اكده وزير الاعلام السوداني ،ورمي باللائمة علي تل ابيب ،وهناك تناقض في التصريحات الحكومية ،والي الخرطوم اعتقد انه انفجار،ليس استهداف ،واما الجانب الاسرائيلي نفي ماحدث ،عندما وجهت احدي القنوات التلفزيونية سؤال صحفي يعمل في صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية ،هل اسرائيل لها يد فيما جري في الخرطوم ،نفي ذلك،واعتقد احتمال قيام بذلك العمل العسكري الناجح.تساؤلات كثيرة وضعت علي طاولة الراي العام والشارع والمهتمين
واستناجات وتأويلات تحتاج الي اجوبة شافية ،نظام المؤتمر الوطني ،هل اخترق بالفعل من قبل مخابرات دول اجنبية كاسرائيل والولايات المتحدة ،او بعض دول الا تحاد الاوروبي ،وتطرح اسئلة مثل،مؤسسات جهاز الامن ،وزارة الدفاع،وزارة الداخلية هل هذه الاجهزة اخترقت عبر عناصر تعمل من الداخل بسرية تامة ودقة متناهية ،ان دولة كالسودان حكومتها تدعي السيادة علي اراضيها ،تفشل ان ترصد دخول طائرات اجنبية الي اجواءها ،اين ال…
رادارات المخصصة في تعقب اي طائرة اخترقت حدود الدولة ،وتشير العديد من التقارير التي تنشر في الصحف السودانية اليومية ،ان وزارتي الامن والدفاع ميزانيتها تتجاوز 60%،اين تنفق هذه الاموال الضخمة ،وايضا ليس هناك تطور عسكري يشهد له الواقع،وما يشهد له الان ،ان الطائرات الحربية السودانية لها قدرة قصف قري المواطنين الامنين في مناطق السودان الجديد ،منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق والاقليم الغربي دارفور.الواقع السياسي في البلاد غريب ،الجماعات السلفية التي يتاح لها مساحة الحركة والعمل ،توجه سهام نقدها الي ايران الشيعية المهددة للسنة في المنطقة العربية ،والنظام يسعي جاهدا لرسم خارطة تحالف استراتيجي مع طهران التي تشكل رعبا للسنيين ،قراءة منطق كهذا ،يجب ان قراءته ،من منظور المصلحة المتبادلة ،وشعار الدولة الدينية في ايران والخرطوم للتمويه والخداع لكسب قلوب المتعاطفين ليس الا،ان الوجود الايراني المصلحي تمدد بصورة تحسب لايران ،هي الرابح الوحيد ،مايحدث من ضربات عسكرية خارج اراضيها،نتذكر قبل سنتين اشار كاتب من صحيفة رأي الشعب المعارضة،ان مصنع جياد الواقع جنوب الخرطوم ،ذو تمويل ايراني واوضح ان الحرس الثوري الايراني بالاسم ،اتهم صاحب المقال بتسريب معلومات تضر بالامن القومي ،وحكم عليه بالسجن (5)سنوات ،ومعه اثنين ب(2)سنتين والاخر(3)،واطلق سراحهم بعد قضاء اكثر من عام ونصف بالسجن.قصف صبيحة الاربعاء لمصنع اليرموك لتصنيع الاسلحة ،اذا كان المنفذ تل ابيب او واشنطن ،يؤكد شئ واحد للرأي العام ،ان البوابة الامنية للبلاد تهاوت ،والبينة علي مانقول ،هذه الضربات الجوية المتكررة ،والحديث عن الرد في الوقت المناسب ،وهذا الرد المعروف ،موجه للمواطن البرئ الامن ،غير المسلح،هذا المسكين من يوجه له الرد.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]