أمين “هاوي تفاوض”، و غازي “طموحاته محدودة”
دارفور ضحية انقسام “ثالوث” الحكومة السودانية الأعظم
والتطبيع بين الخرطوم وواشنطن سيرجع الإنقاذ “للمربع الأول”
جاءت النهاية التي كان يتوقعها الكثيرون بفشل مفاوضات الدوحة منذ بداياتها ، فلم يخلف خبر اختتام المباحثات بين حركة العدل والمساواة ،والحكومة السودانية (دون اتفاق) أي مفاجأة عندما تم إعلان تعليق المفاوضات التي تجري في العاصمة القطرية الدوحة لحل ازمة دارفور بسبب خلاف بين الطرفين المتفاوضين.
الجريدة الكويتية أجرت أول حوار مع “أحمد حسين” الناطق الرسمي بإسم حركة العدل والمساواة فور عودته من الدوحة إلي مقر اقامته بالعاصمة البريطانية لندن عبر الهاتف حول الدواعي الحقيقية وراء اختتام مباحثات الدوحة خاصة بعد أن حملت الحكومة السودانية حركة العدل والمساواة مسئولية تعثر المفاوضات،وقال الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة أن دارفور أصبحت ضحية لانقسامات ثالوث الحكومة الأعظم، ،موضحا أن ملف هذه القضية تم إحالته إلي مستشار الرئيس “غازي صلاح الدين” لأنه الطرف الأضعف في هذا الثالوث ،بالإضافة إلي طموحاته المحدودة
كما أكد أن التطبيع بين واشنطن والخرطوم سيرجع الإنقاذ إلي “المربع الأول”، ووصف “حسين” رئيس وفد الحكومة السودانية للمباحثات القطرية،”دأمين حسن عمر”بأنه: “هاوي تفاوض”ولا يملك أي صلاحيات، وجاء رده علي اتهامات الحكومة في السطور التالية….؟؟
_ما هي المشكلات التي أدت إلي اختتام المباحثات بينكم وبين الحكومة السودانية؟
المشكلة الأساسية هي أن رئيس الوفد المفاوض في الحكومة السودانية أمين حسن عمر لا يتمتع بأي صلاحيات وهو رجل خارج خارج دائرة القرار في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان
_لكنه كان متابعا لهذه المباحثات منذ بداياتها وعند توقيع اتفاق حسن النوايا في فبراير الماضي؟
نعم كان موجودا في المباحثات منذ بداياتها لكنه لم يكن صانعا للقرار فهو “هاوي تفاوض” وليس مهنيا.
— نريد أن نعرف أسباب التعثر الحقيقية دون دبلوماسية أو تحامل علي الطرف الآخر؟
حقيقة الامر أن وفد الحكومة السودانية لم يكن مؤهلا لإحداث أي اختراق كما ،فكان يمثل مسرحية بتواجده في الدوحة في هذه الجولة من المفاوضات.
_إلام استندت في الحكم علي أن وفد الحكومة السودانية غير مؤهل؟
لأنهم جميعا كانوا في انتظار ما ستسفر عنه المباحثات التي تجري بين حكومة الخرطوم ،وواشنطن بقيادة “غازي صلاح الدين” مسئول ملف دارفور من قبل المؤتمر الوطني، ومالك عقار من حكومة الجنوب أما علي الجانب الآخر في الدوحة ،كان وفد الحكومة السودانية يمثل مسرحية مواصلة المباحثات لحين انتهاء المباحثات الأمريكية،وكانوا في انتظار التطبيع ما بين الخرطوم وواشنطن.
_إذا كان هذا هو السبب فلماذا لم تمضي مباحثات الدوحة قدما قبل بدء الحوار السوداني الامريكي؟
ما كان يعثر المفاوضات هو عدم تحسين الوضع الانساني في دارفور من قبل الحكومة وإصرارها علي عدم إطلاق سراح الأسري من حركة العدل والمساواة رغم أننا أطلقنا أسراهم.
_هل تعتقد أن التطبيع بين واشنطن والخرطوم سوف تكون له ظلال إيجابية علي الاوضاع الراهنة في ….
جاءت إجابته في ردا قاطعا : بلا…. واستطرد قائلا: التطبيع بين السودان وأمريكا لن يكون مفيدا علي الإطلاق لأنه سيرجع الحكومة السودانية للمربع الأول والشمولية القابضة عندما تقوم أمريكا برفع الضغوط من عليها، مما سيجعلها تستمر في سياسة الإنقاذ القديمة بالإقصاء ، والتمترس في الحلول الأمنية، والعسكرية، ورفض الآخر.
_ كيف سيكون موقفكم في المرحلة المقبلة؟
نحن موقفنا واضح في الحركة بأننا لن نستأنف أي مفاوضات ما لم يتم تطبيق اتفاق “حسن النوايا” الذي وقعناه مع الحكومة في فبراير الماضي.
_هل ترون أن عدم التطبيق لاتفاق حسن النوايا كان من جانب الحكومة فقط؟ماذا عن موقف الحركة ؟
الحكومة السودانية لم تنفذ مادة واحدة من اتفاق حسن النوايا سواء في الجانب الإنساني أو في بند إطلاق سراح الأسري والمحكومين والمسجونين علي الرغم أننا من جانبنا قمنا بتنفيذ كامل لهذه البنود لإثبات حسن نوايانا ،فقد أطلقنا عدد كبير من اسري الحكومة في مقابل لا شئ من الطرف الاخر.
_هناك إجماع من قبل قادرة المؤتمر الوطني علي تلاعبكم السياسي… ما تعليقك علي ذلك؟
رد مستنكرا :هانك انقسام داخل المؤتمر الوطني نفسه حول ازمة دارفور بين ثالوث الحكومة السودانية الأعظم المتمثل في مجموعة “علي عثمان”نائب الرئيس، ومجموعة “نافع علي نافع”مساعد الرئيس، ومجموعة “غازي صلاح الدين”مستشار الرئيس والذي أصبح مسئولا عن ملف دارفورمؤخرا بدلا من نافع.
_في رأيك لماذا تم إحالة ملف دارفور لمستشار الرئيس “غازي صلاح الدين” تحديدا؟
غازي صلاح الدين تم تعيينه في هذا الملف لأنه يمثل المجموعة الأضعف في ثالوث الحكومة السودانية، كما أنه طموحاته محدودة ولا تصل للتطلع لموقع الرئيس.
— أين دارفور وأهلها مما يحدث من سجال بينكم وبين حكومة الخرطوم؟
نحن نقدم ما علينا فعله لتنفيذ اتفاق حسن النوايا لكن علي الجانب الآخر أصبحت دارفور ضحية الصراعات الداخلية بين ثالوث حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، لأن كلا من المجموعات الداخلية في الحكومة السودانية تريد أن تعزز موقفها بملف دارفور.
_كيف تري مستقبل قضية دارفور في ظل ما يحدث علي الساحة السياسية الآن؟
ما لم تحسم هذه الأوضاع بصورة واضحة وبشكل قاطع وفي حال استمرار الحكومة في الاصرار علي مواقفها المتعنتة والتي تؤكد عدم جديتها في السلام ،فلن تكون هناك مساعدة للحل في أي جولة مفاوضات قادمة.
_وأين دور الوسطاء في تقريب وجهات النظر للوصول إلي حل يرضي جميع الأطراف؟
المطلوب الآن من الوسطاء الضغط علي الحكومة السودانية لتنفيذ اتفاق حسن النوايا ولا بد أن يكون لها قرار واضح وحاسم تجاه تعنت الحكومة لحسم موقفها المتأرجح تجاه العملية السلمية برمتها.
_ماذا سيكون موقفكم في حال إصرار الحكومة السودانية علي مواقفها؟
إذا ظل الموقف الحكومي علي حاله بممارسة سياسة الابتزاز فستصبح كل الخيارات والاحتمالات مفتوحة أمامنا دون تحديد لموقف محدد
حوار : رفيدة ياسين