ابوبكر القاضى : مغزى اعلان لندن بتحالف قوى المقاومة الدارفورية المسلحة
الحركات الدارفورية كانت ومازالت الحلقة الاضعف والباب الذى تاتى منه الرياح للقضية
بنهاية (ابوجا) و (نيفاشا) تدخل (القضية) مرحلة جديدة تستدعى الوحدة
توحيد المقاومة فى دارفور (خطوة) لتوحيد المقاومة المتطلعة لسودان جديد
فى يوم 12 ديسمبر 2010 شهدت مدينة لندن مراسم اشهار تحالف قوى المقاومة الدارفورية المسلحة– وبشهد التاريخ ان هذا التحالف قد تم برعاية ليبية كريمة — وبجهود مخلصة من اطراف التحالف نفسه — ويشهد هذا التحالف على دخول المقاومة الدارفورية المسلحة مرحلة النضج — كما سنوضح لا حقا هنا ادناه — والحركات التى انضوت تحت هذا التحالف الجديد هى الثمانية حركات التالية
حركة العدل والمساواة السودانية
جبهة القوي الثورية المتحدة
حركة تحرير السودان قيادة بابكر عبدالله
حركة التحرير والعدالة
الجبهة المتحدة للمقاومة
حركة العدل والمساواة الديمقراطية
حركة تحرير السودان قيادة خميس عبدالله
جبهة القوي الثورية الديمغراطية
|
ما مغزى تحالف هذه الحركات؟ وفى هذا الوقت بالذات؟
اولا دعونا نعترف بان قضية السودان فى دارفور وكردفان والهامش بصورة عامة هى قضية عادلة جدا ولا يختلف فى ذلك اثنان — وقد تضافرت عوامل عدة لتحول دون الوصول الى حل عادل لهذه القضايا — اهم هذه العوامل عدم جدية الحكومة المركزية فى الخرطوم فى حل هذه القضايا — ومن هذه العوامل ايضا عدم رغبة المجتمع الدولى (امريكا بصورة خاصة) — وتماهى مواقفها مع مواقف الحكومة السودانية طوال فترة النزاع فى اقليم دارفور منذ عام 2003 — بل ان الحكومة السودانية قد تلقت اشارات من امريكا والمجتمع الدولى مفادها ان المجتمع الدولى مستعد لغض الطرف عن كل ممارساتها فى دارفور مقابل مسايرتها للوصول الى اتفاق شامل بشان الجنوب وابيى وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق — وسار المجتمع الدولى وامريكا بصورة خاصة على ذات المنوال بعد توقيع اتفاق نيفاشا — فصارت امريكا فى عهد غريشن مبعوث الرئيس اوباما للسودان معنية فقط بالجنوب — والاستفتاء — واستمرت فى مسايرتها للخرطوم حتى فى استراتيجيتها الجديدة بشان دارفور التى تسعى من خلالها حكومة الخرطوم للقضاء على اثار القضية ممثلة فى العودة القسرية للنازحين — والتى تعنى فى النهاية اغلاق المعسكرات قبل السلام المرضى لشعب دارفور
الحركات الدارفورية كانت ومازالت الحلقة الاضعف والباب الذى تاتى منه الرياح للقضية
ان نقطة الضعف الكبيرة فى ملف دارفور كانت تتمثل فى الحركات الدارفورية — ففى عظامها نخر سوس حكومة الخرطوم — ومارست الحكومة سياسة فرق تسد الاستعمارية — فقامت باغراء القيادات الدارفورية بالوظائف — وشراء القيادات خاصة بعد توقيع اتفاقية ابوجا — ونتج عن ذلك توالى الانقسامات فى الحركات حتى وصلت الحركات الدارفورية الى العشرات — واصبح تشرزم الحركات هو العذر الذى ترفعه الحكومة فى وجه من يطالبها بحل القضية
مغزى تحالق المقاومة المسلحة فى دارفور وكردفان يعنى ان ثورة الهامش بدات تتعافى من علتها الكبيرة التى هى (داء الانقسام) والتشتت — والتمزيق بفعل فاعل هو شيطان المركز الذى يحول بين المرء وقلبه — بدات حركات المقاومة تحرر نفسها من رق البيع والشراء — واكبر دليل على ذلك هو ان توحيد المقاومة تحت تحالف استراتيجى قد تم بالارادة الحرة لاطراف التحالف بهدف منازلة الحكومة التى اعلنت عن استراتيجيتها الجديدة والواضحة التى تتجه الى الحرب — وبدء حلقة جديدة من حلقات الابادة لشعب دارفور مرة اخرى — وتصفية المقاومة جسديا — صحيح ان المقومة الموحدة سوف تختبر جدية الحكومة ورغبتها فى السلام العادل من خلال منبر الدوحة — باعتبار ان هذا التحالف هو شريك فى السلم والحرب الا ان القراءة الموضوعية تقول ان حكومة الخرطوم لازالت غير مستعدة لدفع استحقاقات السلام مما يعنى ان التحالف الجديد سينازل الحكومة فى الميدان على امتداد دارفور وكردفان — واماكن اخرى
بنهاية (ابوجا) ونيفاشا) تدخل (القضية) مرحلة جديدة تستدعى الوحدة
تجدر الاشارة الى ان داء الانقسام لم يكن قاصرا على الحركات الدارفورية — وانما كان سمة سودانية مصدرها واحد هو العقلية الامنية الانقاذية التى قسمت كل مؤسسات المجتمع المدنى السوداني التى ترمز لوحدة السودان — وبتفتتها يكون تفتت السودان تحصيل حاصل — فقامت العقلية الامنية بتفتيت الاحزاب السودانية — بالقضاء على النقابات المهنية المجربة فى اكتوبر ومارس و ابريل واستبدلتها بنقابات المنشاة المدجنة — اكثر من ذلك فقد همشت الجيش السودانى المجرب بانحيازه للشعب السودانى (جيش واحد شعب واحد) — باختصار لم يكن الخراب قاصرا على الحركات الدارفورية وحدها — وانما هو خراب شامل — وسقوط وصل القاع بانفصال الجنوب — وبانهاء اتفاقية ابوجا
اذن — الخلاصة هى ان رمزية وقيمة هذا التحالف الجديد للمقاومة الدارفورية تاتى من الظرف التاريخى الذى يمر به السودان كوطن — وتمر به (القضية) بعد انتهاء ابوجا ونيفاشا — ان هذا التحالف العسكرى الميدانى سيكون محفزا كبيرا للقوى الوطنية السياسية والنقابية كى تتحرك لتنهض من كبوة التمزق — لتكون التحالفات سمة المرحلة القادمة — مرحلة ما بعد نيفاشا
|
توحيد المقاومة فى دارفور (خطوة) لتوحيد المقاومة المتطلعة لسودان جديد
ان فكرة رص الصفوف لن تكون قاصرة على المقاومة الدارفورية — وانما سوف تمتد فى الايام القادمة لتشمل كل المهمشين فى السودان العريض الذين مازالوا يتطلعون للتحول الديمقراطى — والى (سودان جديد) و دولة المواطنة (الدولة المدنية ) التى تعترف بالتعددية الدينية والعرقية والثقافية واللغوية — وتؤمن بمساواة الناس فى السودان بغض النظر عن الدين او اللغة — ان المقاومة المتحالفة — على مستوى القطر سوف تكون الدرقة الواقية لحماية (الانتفاضة الشعبية) المحمية التى كانت تحلم بها جماعة اسمرا للقضايا المصيرية — ولكنها لم تفلح فى ذلك الوقت لتنظيم مقاومة مسلحة شمالية تضع يدها فى يد الحركة الشعبية والجيش الشعبى من اجل احداث التغيير الجذرى المنشود (السودان الجديد ) — ان مشروع السودان الجديد لازال هو الامل لخلق التغيير الذى يمكن ان يحقق الوحدة الطوعية فيما تبقى من سودان — وهذا موضوع سوف نفرد له بحول الله مقالات مستقلة فى الوقت المناسب — ولكن شاهدنا فى هذا المقام هو ان مغزى توحيد المقاومة الدارفورية هو انه مقدمة طبيعية لتوحيد المقاومة على مستوى القطر — المقاومة بشقيها العسكرى والمدنى من اجل تحقيق سلام شامل لقضية السودان فى دارفور وكردفان — سلام يحول دون تجدد النزاع فى اى بقعة اخرى فى السودان وذلك من خلال منبر الدوحة — ويحقق التحول الديقراطى — والا فان الخيار الاخر الذى هو ليس خيارنا المفضل سيكون منازالة النظام فى عقر داره — وهزيمته — واجراء التغيير الشامل الذى يحقق العدل والمساواة
ابوبكر القاضى