++ الحركة (النموذج) التى تقتدى بها حركات الهامش الدارفورية وغيرها هى ( الحركة الشعبية / غرنق ) ،، وهى حركة عسكرية بحتة ،، فقيرة فى مجال التحول الديمقراطى .
+++ لا بد من وضع معايير ( ايزو) للحركات المسلحة ،، اهمها تنمية الديمقراطية داخل الحركات ،، وتامين التداول السلمى الديمقراطى لكراسى القيادة ،، وضمان فاعلية الجهاز التشريعى فى الحركات .
++++ هل تاكل الثورة فى الجنوب (امها / ماما ربيكة ،) كما اكلت (اباها / الترابى) فى الشمال؟
+++++ اقراوا التاريخ ،، كل ثورة قامت على العنف ،، بدون رقابة وموسسات ديمقراطية ،، سيرتد العنف على صدرها !!
انى اصلى من اجل ان يحفظ الله دولة جنوب السودان ،،
وان يحفظ الله دماء ،، وارواح شعب جنوب السودان ،،
ويصون استقلالهم الذى توقفت من اجله التنمية اكثر من نصف قرن ،، ودفع المهمشون عدد ٢ مليون نفس
اااااميييييييييين .
هذا مقال تحليلى ،، استهدف منه الاجابة على السوال : لماذا اشتعلت الحرب فى جنوب السودان بين رفاق السلاح ،، وشركاء النضال من اجل الاستقلال؟!!! وهذا السوال بالنسبة لناشطى الهامش ليس ترفا ذهنيا من مكان عالى ،، فى قمم جبال النوبة وجبل مرة … الخ ،، ولكنه سوال عملى مرتبط بمستقبل مشروع المهمشين باكمله ،، على اعتبار ان المصير الذى الت اليه الحركة الشعبية الان ،، حتما ،، سيكون مصير بقية حركات الهامش كلها اذا استمرت فى مسارها الحالى ،، وهى تتقفى اثر الجيش الشعبى .
لقد تماسكت دولة المدينة التى اسسها الرسول ( ص) ،، رغم انها استخدمت السيف والجهاد ،، دفاعا عن نفسها ،، فى اول عهدها عندما كانت دولة تحت التاسيس ،، وقد كانت تمارس هذه الدولة الشورى حتى داخل ميدان الحرب ،، فيسال الصحابى ،، بما معناه : ( امنزلة انزلك اياها الله ،، ام هو الراى والحرب والمكيدة ؟ ) ،، وقد تماسكت دولة المدينة بعد وفاة الرسول (ص) ،، بسبب قوة الدفع الروحى لعهد النبوة ،، وبسبب استمرار نهج الشورى ،، فقد حبس عمر رضى الله عنه كبار الصحابة فى المدينة ،، و ابقاهم بجانبه ،، من اجل الشورى ،، وقد بدات دولة المدينة تتفكك عندما جاء عثمان رضى الله عنه ،، وسمح لكبار الصحابة ( اهل الشورى) بمغادرة المدينة المنورة ،، وبدا الانحدار فى دولة المدينة ،، من حكم الجماعة الاسلامية الى حكم الفرد ،، وبنهاية عهد عثمان ،، قامت الفتنة الكبرى بين الصحابة عليهم الرضوان ،، حيث عاد الصحابة الذين سمح لهم سيدنا عثمان بمغادرة المدينة ،،عادوا من الامصار واسقطوا خلافة سيدنا عثمان وقتلوه !!
وجرى نموذج مشابه فى افغانستان ،، مع الفارق ،، اى فى سرعة الانحدار ،، فقد توحد الافغان فى جهادهم ضد ( دولة الشيوعية والالحاد) ،، بنوايا طيبة ،، ونجحوا فى طرد المحتلين الروس ،، ومن ثم تفكيك امبراطورية الاتحاد السوفيتى ،، ولكن سرعان ما اشتعلت الفتنة بينهم ،، بمجرد الانتصار و تحقيق هدف التحرير ،،
وفى داخل مشروع النخبة النيلية السودانية الشمالية ،، انقسم اليسار السودانى بقبايله المختلفة بعد ان نجحوا فى الاستيلاء على السلطة فى ٢٥ مايى ١٩٦٩ ،، ودبت الفتنة بينهم على ( السلطة) ،، وجرى ذلك على الحركة الاسلامية السودانية ،، فقد دبت الفتنة بينهم بعد ١٠ سنوات من انقلابهم المشووم فى عام١٩٨٩ ،، فاكلت الثورة ( اباها / الترابى ) .
هل تاكل الثورة فى الجنوب ( امها / ماما ربيكا) ؟؟!!
تنسب نكتة سياسية للشهيد جون قرنق ،، يقول فيها سمعنا ( الثورة تاكل بنيها ،، لكن اهل الانقاذ ورونا كيف الثورة تاكل اباها ) وقد حكى ديمبيور بن جون غرنق كيف ان السلطات فى جوبا كانت على وشك اعتقال ( ماما ربيكا ) ،، كانت ستقع الطامة الكبرى ،، ( الثورة فى الجنوب تاكل امها / ماما ربيكة ) .
وشاهدنا ،، ان الدين ،، اى دين ،، او العواطف النبيلة ،، هذه الامور على عظمتها لا تمنع اى حركة ثورية او حركة مقاومة تستخدم السلاح للوصول للسلطة ،، من الفتنة الداخلية اذا غابت الشفافية ،، والديمقراطية ،، لذلك ،، فانما يجرى فى جوبا وبور بين رفاق السلاح ،، وشركاء النضال من اجل الاستقلال امر غير مستغرب ابدا ،، ابدا ،، و الكلمات الحنينة الانسانية التى ارسلتها سوزان رايس لطرفى النزاع فى جنوب السودان وحدها لا تكفى ،، فقد قال الوسطاء ،،الرسميين من دولة قطر ،، وشيوخ الحركة الاسلامية / الشيخ القرضاوى ،،قالوها للترابى وتلاميذه ،، ولم تجد ،، لان تيار الفتنة بين ذوى القربى اقوى من الكلام المعسول . اللهم ياربى ،، افعل معجزاتك ،، وجنب دولة الجنوب الفتنة ،، اللهم لا تشمت فيهم اهل قصر غردون فى الخرطوم ،، امين .
اشكالية الحرص على ( وحدة الحركة) ،، على حساب ( تنمية الديمقراطية) داخل حركة غرنق :
تقر وتعترف الحركات الاخرى الحاملة للسلاح فى كل جغرافية الهامش بان الحركة الشعبية بقيادة الشهيد د جون غرنق هى الحركة الرايدة ،، والنموذج للحركات المسلحة الاخرى الداعية للتغير فى السودان ،، وقد تعلمت منها كل اسليب التمرد ،، بل وجدت منها الدعم المعنوى ،، واللوجستى ،، ونستطيع ان نقول ان الحركات الاخرو قد نقلت تجربة الحركة الشعبية ( بضبانتها) ،، اى ايجابياتها وسلبياتها ،، ومن سلبيات الحركة الشعبية الجنوبيه ،، انها كانت تعتنى ( بوحدة وتماسك الحركة لتحقيق هدف الاستقلال ،، ) اكثر من اهتمامها ( بتنمية الديمقراطية ) ،، واستنادا الى هذا الفهم قامت الحركة الشعبية بالاتى :
١- عسكرة عضوية الحركة ،، بمعنى انها جعلت التدريب العسكرى والعضوية فى الجيش الشعبى شرطا للقبول فى عضوية الحركة الشعبية ( الجناح السياسي الغير موجود واقعا) ،، وبهذا الشرط اصبحت الحركة الشعبية ملغية سلفا ،، يوجد فقط الجيش الشعبى ،،، لان ( العسكرة ) هى غسيل دماغ ،، وتحول كامل من ( الملكية ) الى الضبط والربط ،، والتخلى الكامل عن السلوك ( الملكى / المدنى) .
٢- تغييب كامل لما يسمى ب ( مجلس التحرير ) ،، اى السلطة التشريعية ،، وتمركز كل السلطات فى يد المكتب التنفيذى للحركة ،، وفى المحصلة تتركز السلطات كلها فى يد رييس الحركة .
٣ – العيوب اعلاه لم تظهر فى السطح فى حينها للاسباب التالية :-
+ كارزمية رييس الحركة ،، وتسامحه ،، ومقدرته الفايقة على تحمل وقبول المخالفين والمشاترين ،، وقد راينا كيف استقبل د جون مجموعة السلام من الداخل ،، مشار ،، ولام اكول .
++ نبل الهدف ،، امام مطلب الاستقلال كل شيء يهون .
+++ تغير المرحلة الى وضع الدولة ،، فى مرحلة الثورة المناصب فخرية ،، لكن فى مرحلة الدولة المناصب الحقيقية ،، ( سلطة ،، وثروة) ،،
محاسبة الحركات على مسالة تنمية الديمقراطية :
حان الوقت لان تضع الحركات المسلحة معايير ( ايزو) لنفسها ،، منها تنمية الديمقراطية ،، وعلى العضوية وكتاب الهامش محاسبة الحركات ونقدها العلنى بشان الالتزام بتنمية الديمقراطية ،، وفى هذا الخصوص فانى اقترح الاتى :
اولا : ان تكون سلطات رييس الحركة قياسا على نظام الديمقراطية البرلمانية الانجليزية التى درجت عليها الديمقراطية السودانية فى فترات الديمقراطية الثلاثة فى السودان ،، وليس قياسا على سلطات النظام الرياسي . ان بذرة الجمهورية الرياسية مطابقة عندنا للشمولية الانقلابية الاستبدادية ،، فقد اتت هذه البدعة من خلال دستور ١٩٧٣ على عهد السفاح نميرى ،، وتمركزت فى عهد الانقاذ ،، وقد نجح النظام الرياسى فى امريكا لان الدستور الامريكى ،، اعطى سلطة الرقابة المالية للكونغريس ،، كما كفل الدستور استقلال القضاء ،، وقد راينا فى السودان كيف ان البشير (انهى خدمات رييس البرلمان ،، وعين اخر محله ) علنى وبلا استحياء .
وشاهدنا ،، فانى اتطلع ان تربى الحركات عضويتها على الديمقراطية ،، والممارسة الديمقراطية السليمة حتى تقنع الشعب السودانى والمجتمع الدولى انها البديل الافضل لنظام الانقاذ .
ثانيا : تقوية ،، وتفعيل الجهاز التشريعى لدى الحركات ،، بحيث يكون للجهاز التشريعى سلطة استدعاء ،، ومحاسبة القيادة التنفيذية بالطريقة الواردة بالنظام البرلمانى المجرب عندنا .
ثالثا : احداث فصل واضح بين الجناح العسكرى ،، والجناح السياسي . بحيث يكون الرابط بين الجناحين هو رييس الحركة . ادرك ان هناك اشكالية كبيرة حول مسالة الجناح السياسي ،، مصدرها الجانب العسكرى ،، واعتقد انه ليس صعبا اقناع هذا الجانب اذا تم اخراج الموضوع بصورة جيدة .
ادرى ان المواصفات الديمقراطية التى اطالب بها ليست متوفرة حتى لدى احزابنا السياسية المستريحة فى العاصمة ،، وعزانا ،، ان هذه الاحزاب ليست غدوتنا ،، ولا مثل الاعلى فى مسالة الديمقراطية .
واختم بالدعاء ،، اللهم يا صانع المعجزات جنب دولة الجنوب الفتنة ،، واكتب السلامة لشعب جنوب السودان ،، امين .
ابوبكر القاضى
كاردف / ويلز
٢٣ ديسمبر ٢٠١٣
[email protected]