الخرطوم – النور أحمد النور
نفى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أمس، إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في السودان، متهماً أطرافاً سودانية بالسعي إلى تخريب العلاقات الثنائية بين البلدين، بينما دعم موالون ومعارضون وقوى إسلامية سودانية قرار الإغلاق. وأكد عبد اللهيان أن الرئيس السوداني عمر البشير لن يسمح بمرور مخططات تخريب العلاقات بين الخرطوم وطهران، مشيراً إلى أن موظفي السفارة الإيرانية وكل المراكز التابعة لها والملحق الثقافي في الخرطوم، ما زالوا يمارسون عملهم في شكل طبيعي.
في المقابل، صرح مسؤول التنظيم في حزب المؤتمر الوطني الحاكم حامد صديق بأن حادثة طرد المستشار الثقافي الإيراني لن يكون لها أثر سلبي على مسيرة العلاقات بين البلدين، معتبراً أنه ليس من مصلحة إيران أن تخسر السودان.
ووصف صديق التمدد الشيعي في البلاد بـ «الضئيل». وقال إن «الشعب السوداني محمي من أي تأثير للطائفة الشيعية».
وقلّل من خطر تمدد الفكر الشيعي على البلاد وعلى وجود حزبه في الجامعات، لكنه أقرّ بوجود تأثير وصفه بـ «المحدود والمدفوع بمصالح الشخصية»، منوهاً بأن «الفكر الشيعي قائم على استقطاب بعض الناس على المصالح الدنيوية».
ونفى المسؤول الحزبي أن يكون القرار أتى نتيجة ضغوط خليجية. وقال: «نحن دولة ذات سيادة، لا أحد يمارس علينا ضغوطاً»، مؤكداً أن قرار حكومته استند إلى عوامل داخلية.
وكشف مجمّع الفقه الإسلامي في السودان أنه أوصى في أيار (مايو) 2013 بحزمة إجراءات لمكافحة «المد الشيعي» في البلاد منها إلغاء الحسينيات باعتبارها أداة ترويج لهذا المذهب ومراجعة مدارس خاصة تحض على نشره، كمعهد الإمام جعفر الصادق ومدرسة فاطمة الزهراء.
وجاء في بيان لمجمع الفقه الإسلامي صدر أول من أمس، أنه ظل يراقب عمل الملحقية الثقافية الإيرانية على نشر المذهب الشيعي، ورأى أن أنشطة الملحقية يترتب عليها «آثار خطرة في الجوانب الفكرية والثقافية والعقدية التي مآلها زعزعة الأمن الفكري وإدخال الخلل على ثوابت الأمة بسبّ الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الأطهار».
من جهة أخرى، رأى المسؤول السياسي في جماعة «أنصار السنّة المحمدية» محمد أبو زيد أن غلق المركز الثقافي الإيراني يفتح الباب واسعاً للتعامل مع دول الخليج.
وأكد أبو زيد أن دول الخليج عبرت في مناسبات عدة عن قلقها حيال أنشطة المراكز الثقافية الإيرانية، موضحاً أن الخطوة ستمهد لعودة العلاقات السودانية – الخليجية إلى سابق عهدها.
واعتبر عضو «المجمع الصوفي العام» الشيخ صلاح البدوي القرار الحكومي «من أنجح القرارات التي اتخذت لمصلحة الشعب السوداني عبر الإعلان أن لا مكان للتشيّع في البلاد»، إلا أنه أشار إلى أن القرار سيبقى ناقصاً «ما لم تُغلق كل الحسينيات في السودان، لأنها من المهددات الأمنية والاجتماعية والسياسية».
كما صرح الأمين العام السابق لحزب الأمة المعارض إبراهيم الأمين بأن «تحجيم الوجود الإيراني خطوة في الاتجاه الصحيح وتبعث رسائل لتطمين دول الخليج المتوجسة من تحالف السودان مع إيران ووقف التمدد الشيعي في أفريقيا».