إسقاط البشير أم إسقاط الكثير؟/ مزدلفة جمعة
إلى من اشعل نار الدمار في ارجا البلاد وجعل أحلام الاطفال كوابيس، الا ترى انك تماديت الى حد طفح الكيل! دعك من هذا، الا تحس بتأنيب ضميرك عندما ترى الارض الطيبه صحراء قحطاء؟ “لا”. يكفيك ان ترى احياء الخرطوم الراقية وحوش بانقا عامرة ولكن، الا تشفق للاطفال الذين تحول طموح التعليم والافراح البريئه عندهم الي رد الصاع صاعين للجنجويد وإقطاعية الموتمر الدموي؟ “آه” نسيت كيف ذلك وانت لا تعرف معنى الابوة يوما دعك من هذا ، الم تمل من الجلوس علي ذلك الكرسي اللعين؟ بالطبع لا فانت لم تكمل مهمتك بعد ولن تكملها لكنه آن الاوان كي تصاب بحمى الزوال وكوابيس العقاب وخسارة مالم يكن ملكك يوماً، لأن من ظننتهم اغبياء وجبناء ويقبلون تعبيدك لهم لم يعودو كذلك. بفضلك ماتت روح التسامح عندهم لن يرحموك لا انت ولا كلابك المطيعة وهكذا بدء العد العكسي لسقوطك من الهاويه حيث الجحيم الذي تستحقه عندها سوف نقبل التعازي لاهل دارفورالذين فقدوا ارواحهم و اطفالهم غرة اعينهم واملاكهم واراضيهم التي اصبحت من الماضي جراء بطشكم وظلمكم.
الى كل من يريد الانتقام وازاحة النظام، الى الذي يعيش في الادغال ويقدم روحه فداء الارض الطيبة، الى من هاجر وقطع نظره عن اهله ووطنه ليصل قضية اهل دارفور و المهمشين في السودان الي العالم. الى الذين يرفعون اصواتهم ليسمع النائم صداهم من أجل ضمان السلام الدائم في البلاد بحيث أن أرواح الشهداء لم تذهب سدى، ومن أجل مستقبل مشرق لاجيالنا القادمة لابد ان نطرح هذا السؤال هل نريد ان نسقط البشير أم الموتمر الوطني أم العنصر الشمالي من مائدة السلطة؟ لكي نخلص البلد من دنس الاقطاعيين الشموليين ينبغى على الشعب بإسقاط نظام البشير، وأن إسقاط النظام ليس الا البداية الفعلية. فعلى من مر الزمان ومنذ استقلال السودان توالت حكومات وحكومات علي قياده البلاد ياترى ماذا قدمت لنا غير الاستفزاز والاستهانه بنا و بانسانيتنا فجميعهم يد في ما نحن عليه اليوم. فهم يفضلون تاريخ اراضي السودان باسم المك نمر الذي هرب مثل الكلب الضال بدلاً عن وقوفه في وجه المستعمرمثل ما فعل ذلك السلطان الفارس سلطان دارمساليت البطل تاج الدين أندوكا بحماية أرض السودان من البوابة الغربية حيث صد المستعمر الفرنسى ليوسع بذلك الرقعة الجغرافية للسودان وأمثاله مثل السلطان علي دينار كاسي الكعبه. وإن نظرتهم الدونيه التي ينظرون بها لأهل الغرب وغيرهم من المهمشين والفاظ العبوديه والاشاعات التي يطلقونها علينا للتقليل من كرامتنا الانسانيه بجعلنا آكلي لحوم البشر فهؤلا عديمي الشرف يحللون الحرام و يحرمون ماحلل الله و يغتصبون النساء والاراضي في سبيل الحفاظ علي الكرسي.
اذا أردها أن ننعم بسلام عادل ومستدام يجب عليها ان لا نؤمن بالشماليين فيمن يسمون انفسهم باحزاب المعارضة فنتوخي الحيطة والحذرمنهم لأنهم ليس الا نسخه اخرى من حزب الشيطان. وأن الأحراب الشمالية هي سبب في تمهميش أقاليم السودان وشعبه وإن نظام البشير ماهي إلا نسختهم الأخيرة من إصدارتهم لقطع أوصال الوطن وهينمة ما بقي من الهامش بإسم الإسلام والعروبة. إلا أن أحزاب التربص الشمالي بالسودان أصبحت الآن تحت رحمة الكيزان وبدءت تهرول يميناً ويساراً كي تبقى على الحياة، لذا ليس من المستغرب أن تنضم لتحالف لتحالف كاودا. ربما الفائده من التحالف معهم في هذه المرحله هو هز نظام الموتمر الوطني واحداث البلبله و انشقاق اعضائه و نشر الرعب بينهم واتهام بعضهم لبعض بالخيانة. والدليل علي ذلك محاولة منشقي المؤتمر بمحاوله انقلابيه فاشلة ضد ساحرهم الذي علمهم السحر ومن المؤكد أن يصب خلافاتهم في مصلحه النبلاء فكل ما اتهمو بعضهم ضعف كيانهم وكل ما ضعف كيانهم قتلوا وسجنوا بعضهم وهذا يقطع ايديهم وارجلهم من خلاف.فماذا تفعل اليد الواحده مع الرجل الواحده توقع صاحبها وهكذا تسقط هيبة موتمر الاقطاعية اللعين و اتباعه الذين باعوا ضميرهم وارضهم من اجل جنيهات لا تسمن ولا تغني من جوع فاين يذهبون؟
يبقي شئ آخر هل نسمح لمحتالي الشمال بصعود القمه من جديد ونسمح لفلول الموتمر باستقلالنا تحت مسمي آخرلانهم سوف يحاولون جاهدين وبكل الاساليب ليفعلوا ذلك مهما يكلفهم من الثمن ولا يكترثون لغير ذلك. بالتاكيد لن نسمح لهم بذلك لن نسمح ان يعيدوا لنا عصر جاهلية الأولى وان لا يروح دم شهدائنا هدراً لأن إرادة الشعوب أقوى منهم بكثير. ونقول لهم أن السودان الجديد سيكون له افكاراً جديدة مليئة بالحكمة والحنكه لإدارة البلاد حيث يتخذ قرارته مستمداً من الشعب مهمته نشر الديمقراطية وسيادة حكم القانون على أساس احترام الآخر بثقافته ودينه وعرقه ومعتقداته وليس نشر الرعب و الفساد و طمس هوية الآخر.
[email protected]