إدارة أوباما تقدر جهود قطر لإحلال السلام في دارفور
مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للسودان.. الجنرال غرايشين:
* اتفاق الدوحة نقطة تحول نحو حياة جديدة في الإقليم
* الانتخابات السودانية خطوة جيدة على طريق المشاركة الشعبية
* نشعر بارتياح تجاه المصالحة السودانية التشادية
الدوحة – سميح الكايد :
ثمن مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للسودان الجنرال سكوت غرايشين الجهود القطرية والخطوات الرائدة التي تكللت بجمع الأطراف السودانية المعنية بقضية دارفور ضمن اتفاق إطاري سلمي لحل هذه القضية والعمل على تنمية هذا الإقليم المضطرب من أجل مستقبل أفضل للسودانيين ووحدتهم. وقال في مؤتمر صحفي بمقر السفير الأمريكي لدى الدوحة جوزيف ليبارون، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تتفهم بارتياح هذا التحرك القطري والجهود المقدرة كما أنها تتفهم الخطوة الليبية بهذا الاتجاه وكذلك الخطوات التشادية السودانية أو الخطوة الإثيوبية .
وأكد أن مثل هذه الجهود الرامية لإحداث سلام شامل في دارفور تعزز ما أسماه النظرة الأمريكية المتطلعة لتطبيق اتفاق السلام الشامل في دارفور من أجل تحقيق سلام إقليمي كذلك. واعتبر الجهود المتضافرة تشكل تحركا سليما في الاتجاه السليم والهادف لإحداث نقلة نوعية في الوضع القائم في دارفور ونقلة نوعية كذلك على الحدود المشتركة السودانية الإريترية التشادية.
وقدم الجنرال غرايشين للصحفيين إجابات عبرت في مجملها عن الرغبة والتطلع نحو احلال سلام حقيقي ليس في دارفور فحسب بل سلام على الصعيد الإقليمي في دول جوار السودان، حيث تطرق في هذا الإطار لمسألة الانتخابات السودانية، معربا عن الاعتقاد بأنها خطوة جيدة كذلك على طريق تحقيق المشاركة الشعبية في الشمال كانت أو في الجنوب في إطار الاستفتاء الشعبي العام من أجل تحديد هوية الحكومة السودانية المستقبلية في ظل أجواء السلام الجديدة في دارفور.
وأعرب عن تفاؤله الكبير بنجاح اتفاق السلام الإطاري الموقع بالدوحة وبنجاح المفاوضات المستمرة بشأن دارفور لإرساء قواعد الأمن والاستقرار والسلام بالإقليم .. لافتا إلى أن الدبلوماسية القطرية وجهودها الكبيرة في هذا الإطار ستتكلل بالنجاح لأن الجميع من أطراف هذه المسألة وان ابتعد عنها البعض، متعطشون للسلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية والبشرية في السودان عموما ودارفور خاصة.
في السياق قال إن اتفاق الدوحة شكل نقطة تحول كبيرة للحياة الجديدة، ونأمل هنا أن تعمل كل الأطراف المعنية بدارفور على الالتزام التام بالاتفاق وتطبيقه على نحو صحيح من خلال وقف العنف والقتال والخطف وتفعيل الحياة الاجتماعية وتقديم التعويضات لمن عانوا في الإقليم وعودة المهجرين واللاجئين وإيجاد وظائف عبر إقامة مشاريع تنموية واستثمارية من أجل مكافحة البطالة والارتقاء بالمجتمع وتأمين مستقبل أفضل لأبناء دارفور والسير عبر الانتخابات والاستفتاء الشعبي العام إلى نظام حكم مستقبلي يكفل إشراك الجميع فيه من منظمات المجتمع المدني والأحزاب المختلفة في السودان .
وأكد هنا أن الإدارة الأمريكية تعمل في هذا الاتجاه من أجل سكان دارفور والارتقاء بالحياة العامة لجميع السودانيين، ونتطلع كذلك إلى أن يتمكن السودانيون من التعبير عن ذاتهم وتجسيد الحياة السياسية الفعلية وتأطير النظم الديمقراطية . وقال إن جهود تشاد والسودان هي جهود مقدرة ومهمة من أجل توسيع رقعة السلام بالمنطقة وتطويرها وتحقيق واقع أمني حقيقي ليس للسودان فحسب بل للمنطقة ككل.
وحول رؤية واشنطن لإحلال السلام وحسم المشكلة قال مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للسودان: نحن نتطلع لتطبيق اتفاق الدوحة بشكل عملي وأن نشهد وقفا تاما لإطلاق النار بين مختلف الأطراف المعنية وتعويض المتضررين من سكان الإقليم وتعضيد واقع الانتخابات الشعبية “.
وردا على سؤال حول كيفية تشجيع عبد الواحد نور الذي لم يشارك في اتفاق الدوحة للانضمام لهذا الاتفاق.. قال الجنرال غرايشين إن عبد الواحد نور عزل نفسه ونراه لا يريد شيئا أو لا يعرف ما يريد وقد منحناه فرصة تاريخية ووجهنا له الدعوات لكنه فقد الفرصة .
وعن الواقع العسكري بين تشاد والسودان، قال : نحن مسرورون لما تم تحقيقه من خطوات جيدة بين البلدين لتأمين الاستقرار الحدودي بينهما عبر هذا التصالح البناء والذي يعود بالنفع على شعبي البلدين وعلى أمن المنطقة ككل ونأمل استمرار هذا الأمر من أجل استمرار الأمن والاستقرار الإقليمي ومن أجل تعزيز السلام في دارفور”.
وأعرب في هذا الإطار عن ارتياح الإدارة الأمريكية للتصالح السوداني التشادي.. قائلا: إن هذا يشكل تحولا كبيرا في المنطقة وأمنها لأنه تحرك من شأنه أن يعمل على وقف عمليات العنف والعداءات العسكرية وما قد ينجم عنها من زعزعة الاستقرار الاقليمي، كما أنها خطوة جبارة على طريق تحقيق السلام في دارفور.
وعن مدى تفاؤله بإمكانية تحقيق السلام في دارفور وفقا للاتفاق الإطاري الموقع في الدوحة، قال: الأمل يحدوني بتحقيق ذلك في القريب العاجل، ونحن نعمل على دفع الأمور بهذا الاتجاه، ونتطلع إلى سلام دائم وعادل في دارفور على نحو متكامل وليس جزئيا مع بعض الأطراف لأن السلام الجزئي لا يؤدي لسلام إقليمي .
ووصف المبعوث الأمريكي لقاءاته مع سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية ومختلف الأطراف السودانية في الدوحة بأنها كانت “لقاءات مثمرة” جرى خلالها تبادل الأفكار على مستوى استراتيجي . وأعرب عن تفاؤله بوجود فرصة لتجاوز الصعاب ونحن ننظر للمستقبل بنظرة أفضل .
إلى ذلك، قال : “نحن كأمريكان لا نعيش في السودان ولن نعمل نيابة عن هذا الطرف أو ذاك، ولكن نتطلع لتحقيق السلام من أجل أمن واستقرار وتنمية شعوب المنطقة، وبخاصة سكان اقليم دارفور، وتجاوز الصعاب التي يعاني منها السكان هناك.”
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك عقبات رئيسية تعترض طريق اتفاق الدوحة الاطاري، قال المبعوث الأمريكي إنه لا يرى “عقبات تذكر” أمام هذا الاتفاق، كون الأطراف الرئيسية لديها رغبة أكيدة في تحقيق السلام والأمن والتنمية. فاتفاق الدوحة يشكل عملية كاملة للسلام الشامل في دارفور والمنطقة . والمهم هنا كيف سيتم تطبيق هذا الاتفاق بكل بنوده، وهذا أمر مرتبط بعامل الوقت والعمل الجاد والمخلص .
وفيما يتعلق بالتعويضات، قال :نحن نتطلع لضم المجتمع المدني واللاجئين الى أي اتفاق سياسي واشراك المجتمع المدني واللاجئين في أية انتخابات مستقبلية، وتعويض المشردين ممن فقدوا ممتلكاتهم جراء الحرب في دارفور عبر إقامة مشاريع ناجعة لضمان حياة أفضل، معربا عن قناعته بأن نجاح عملية السلام في دارفور سيخلق حقيقة قوية لتحقيق العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحالة من تعزيز الترابط الاجتماعي والنمو الانساني، وقد بدأنا نرى ثمار هذا الاتفاق الاطاري الموقع في الدوحة من خلال التنافس في الانتخابات الرئاسية على نحو لم نشهده منذ سنين، وهذه تشكل فرصة جيدة لجميع السودانيين للمشاركة في الانتخابات التي تقدم رسالة مؤداها وجود توجه حقيقي نحو الاستفتاء الشعبي الديمقراطي، وهذا أمر بطبيعة الحال سيمكن الناس من تمثيل أفضل في الحكم المستقبلي في السودان.