إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:- مثلث الشر:- ابن عوف، قوش وحميدتي أتو بالجديد البرهان، الرقص على جثث الضحايا، ولعبة تبادل الكراسي مع البشير. مجزرة الجنينة، الفاشر، نيالا، عطبرة تؤكد أن النظام ما زال كما هو:
الشارع بس عنوان المرحلة لإنتزاع الحقوق
البرهان
يموت ملك و يحي آخر و تتواتر الأحداث بصورة تجعل من العسير متابعها. ابن عوف يفسح المجال لعبدالفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري – مساء ١٢ أبريل ٢٠١٩. كان عبدالفتاح البرهان قد رقي من رتبة فريق الى فريق اول بواسطة البشير وكان مسؤولاً بصورة مباشرة عن ملف اليمن مع حميدتي (مرجع رقم *) حيث تورط في إرسال جنود من، ضمنهم أطفال، للزج بهم في حرب اليمن (مرجع رقم ٤) التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مخلفين ارتالا من القتلى محمولين من سفوح جبال اليمن ليدفنوا في ضواحي البقيع بالمدينة المنورة دون حتى وجود مسؤولين. وان كتب لأحد هؤلاء القُصّر النجاة من اهوال اليمن، فلن يعود ليلقى حظه من التعليم، بل سينضم لاخرين سبقوه يستخدمون الآن في نقاط التفتيش بالخرطوم. لذلك، لارجاء من هذا البرهان وما هو الا دمية بيد إبن عوف والنظام القديم. لكن الاهم من ذلك، هنالك اسئلة عاجلة عن شخص البرهان تحتاج لإجابات واضحة: ماذا كانت طبيعة مهامه في جبال النوبة ودارفور أثناء تواجده هناك؟ ما الذي قام به دارفور في يناير ٢٠٠٢، ستة أشهر قُبيل مباشرة محكمة الجنايات الدولية لمهامها (ما يعرف بعمليات المسح الأولى تمهيداً لإستلام لقائده إبن عوف آنذاك)؟ وما مدى تنسيقه على الارض مع حميدتي، خصوصاً في ملف الجنينة وزالنجي وتشريد الآلاف حين كانت قيادة الدعم السريع في غرب ووسط دارفور؟ الأيام القادمة ستكون حبلى بالكثير من التفاصيل عن عبد الفتاح البرهان.
إبن عوف
بعد أقل من ٥٠ يوم من التعيين-البشير في كنف عوض إبن عوف. Revolution recycle, عوض إبن عوف مصيره من البشير:
صعد ابن عوف في ٢٠٠٥ ليصبح المنسق الأول لملف الجنجويد، اذ تم استيعابهم كقوات نظامية تحت مُسمى حرس الحدود بعد ان ذاع صيت المجموعة السيئ نتيجة إرتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية (مرجع ١) تحت أوامر البشير وعلى عثمان، ومدير الملف، رئيس المجلس العسكري (السابق)، عوض ابن عوف (مرجع رقم ٢). الجدير بالذكر ان اسم عوض بن عوف لم يدرج بعد رسميا ضمن قائمة أسماء المتهمين المعلنة بواسطة محكمة الجنايات الدولية. لكن وحسب موقع ويكيليكس فان أسم عوض ابن عوف يوجد في القائمة السوداء وعليه عقوبات بواسطة الولايات المتحدة الامريكية بسبب ضلوعه في جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بإقليم دارفور (مرجع رقم ٣). عليه، لا يمكن ان يكون ضمن أي حلول مستقبلية ولا مناص من تقديمه للعدالة التي حرم منها ملايين من أهل السودان. ايضاً يجب أن يُذكر أن في أول يوم توليه للمجلس العسكر في ١١ أبريل ٢٠١٩، قُتِل العديد من الأبرياء في عدة مدن، منهم 8 في زالنحي وحدها، وفِي ذلك مواصلة لسياسة الدولة القامعة، فما أشبه الليلة بالبارحة.
حميدتي وجنجويده – مجزرة الجنينة، والفاشر ونيالا
دخول حميدتي تارة وخروجه تارة اخرى من المجلس العسكري يؤكد ان هناك عملية جس نبض يقوم بها في السودان عموماً واروقة مدينة الخرطوم خصوصا، لتحسين صورته برفضه المشاركة فب المجلس العسكري، و ادعاءه الوقوف بعيداً عن رفقاء الامس يضع ملفاته الملطخة بالدماء (اليد المنفذة للتهجير القسري، جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية) في متناول الجميع. كل ذلك في الخرطوم فقط، اما بعيداً عنها وخصوصاً في إقليم دارفور فانه يعرض صورته بطريقة مخالفة تماماً، اَي بنفس الوصفة التى اتخذها خلال اكثر من عقد من الزمان. ما حدث في زالنجي في يوم الخميس ١١ أبريل ٢٠١٩ (قتل ٨ أشخاص بينهم الشفيع عبدالله إبن ١٢ عام وجندي جيش كان ضمن المجموعة التي تدافع عن المدنيين ضد قوات الجنجويد/الدعم السريع)، وايضاً بالفاشر تم مقتل بهاء الدين (لم نتمكن من معرفة الاسم بالكامل)، ١٧ عام، وغيره من الجرحى يؤكد أن عملية جرائم الحرب التي تمرّس عليها في دارفور مستمرة لفرض هيبته بالقوة رغم تغيير رأس النظام بالعاصمة (من البشير الى البرهان مروراً بإبن عوف). ماضيه وحاضره لا يسمحان له أن يكون جزء من الحل، خصوصاً عند أهل الدم. ايضاً لا ننسى أن إحكام قبضته في الإقليم مهم بالنسبة له من الناحية المالية، فمناطق تنقيب الذهب بجبل عامر (تم احكام القبضة على الجبل بعد معارك ضروس مع قوات جنجويد اخرى، موسى هلال، وكان انتصار حميدتي مكلوماً) وايضا مناطق اخرى بالإقليم تدر عليه المال الذي يضمن من خلاله الإبقاء على الجنجويد وغيرهم تحت مظلة قوات الدعم السريع. اخيراً الزج بالاطفال في حرب اليمن مقابل دراهم تدفع مقدما لكل جندي، كل جريح و كل قتيل (مرجع رقم ٤).
قوش
هو المُكمّل مثلت الشر. اتي به البشير للمرة الثانية ليرأس “جهاز الأمن والمخابرات الوطني”، هذا الجهاز الذي كرس كل وقته ومابه لمهمة واحدة: حماية البشير ودولته الأمنية. ظل جهاز أمن البشير العقبة الرئيسية لكل حل سياسي في البلاد، واختار القمع والقهر والتبشيع والقتل داخل بيوت الاشباح لتكون تلك هي السياسية المتبعة وديدنها إسكات وإخفاء كل صاحب فكر او صوت منتقد للنظام. قواته موازية للجيش خلال الحقبة الفائتة. يصعب وجوده كأحد أوجه الحل في الفترة القادمة، حيث ما زالت يداه ملتخطان بدماء الأبرياء في الخرطوم، الجنينة، الفاشر، عطبرة، سنار، بورتسودان وغيرها من المدن والقرى.
ملف المعتقلين
الحلقة الفقودة، أين معتقلي دارفور ؟ وأين الأسرى و سجناء الرأي ؟
اكتفى المجلس بفك أسر عدد قليل من من كانوا في السجون، وأبقى على العدد الأكبر خلف الزنازين، تأكيدا لمواصلة النهج القديم. لذلك، على الثائرين، والحقوقيين والناشطين في مجال حقوق الانسان ان لا ينسوا أولئك الذين ضحوا بقدر ليس باليسير من أعمارهم و صحتهم في تلك الأوضاع المهينة في سجون الأمن. وعملية فرق تسد هي الآلة التي ارتكز عليها النظام طيلة العقود الماضية في شتى المجالات و يجب ان لا تجد موقعاً بعد اليوم. فالثورة لفظت من يقومون بهذا فلنقف معاً لنزع الحرية للمعتقلين فبوجودهم وسطنا تكمل الفرحة ويبدا الوطن في التعافي.
محكمة الجنايات الدولية وقضية البشير
المحكمة كانت وما زالت احد أدوات الضغط على البشير. البعض تحدث أن قضية البشير في محكمة الجنايات عرقلت خروجه من السلطة ذلك ان لا مفر له اذا كانت المحكمة تلاحقه مما أطال بقاءه بالسلطة. الإجابة على ذلك هي أن المحكمة كانت مهمة جداً لذياع صيت جرائم البشير بدارفور خصوصاً جريمة الابادة الجماعية (مرجع رقم ١) وما تبعها من مطارده له محليا وإقليميا. صحيح أن تفتقر المحكمة للآليات خصوصاً عندما كان البشير في سؤدد الحكم، ولا سيما سفره (وإن كان محدوداً، وبضمانات مسبقة من بعض الدول المؤثرة) الى كينيا، والأردن وجنوب أفريقيا وتبعاته (مرجع رقم ٥). ولكن أسباب استطالة امد البشير في السلطة عديدة منها وجود الحاضنة الاجتماعية التي وفرت له المناخ المناسب للاستمرارية. ثانياً الخغرافيا السياسية لمنطقة السودان، ووجوده كمعبر للمهاجرين من القرن الأفريقي جعل السودان لاعب مهم واستخدم من قبل الأوربيين كصمام أمان للهجرة رغم التلاعب بالملف وعمليات الاتجار بالبشر (دعم الاتحاد الأوروبي للجنجويد بقيادة حميدتي بزعم مكافحة الهجرة غير الشرعية مرجع رقم *) . ثالثاً علاقات السودان الإقليمية ودخول حكومة البشير في تحالفات عدة – عاصفة الحزم على سبيل المثال – وفرت غطاء إقليمي ولو مؤقت للحيلولة دون زحزحة البشير من من على سؤدد الحكم. رابعاً ضعف المعارضة وتشظيها في السابق. خامساً ملف الاٍرهاب وتعاون الحكومة عن طريق قوش في تبادل المعلومات مع اجهزة مخابرات عدة على رأسها الCIA (رغم ضلوع حكومة البشير في نفس الوقت في استضافة قوات يوسف كوني – جيش الرب وايضا مسألة فتح الحدود والسكوت عن الإلتحاق بداعش )
القادم
مطالب اهل السودان واضحة: إسقاط النظام بكل رموزه وتسليم السلطة للشعب. تغيير الوجوه بالطريقة التي تتم منذ يوم ١١ ابريل ٢٠١٩، لا تعدوا ان تكون سوى لعبة كراسي للإبقاء على رموز النظام خارج دائرة المُساءلة. قبل كل شيء، أين البشير؟ وكيف تم “اعتقاله”؟ وأين باقي معتقلي يوم ١١ ابريل، علي عثمان، نافع على نافع، عوض الجاز واحمد هارون؟ ولماذا رفض عمر زين العابدين، مسؤول الدائرة السياسية بالمجلس العسكري إعطاء اجابة تفصيلية عن مصير البشير وذكر فقط انه موجود لدي الجيش؟
الإجابة الوحيدة التي إسترسل فيها عمر زين العابدين مسألة محكمة الجنايات الدولية، حيث قال أن المجلس لن يسلم البشير او اَي سوداني “ولو كان متمرداً” على حد تعبيره، “لان ذلك لا يمت الى طباع اهل السودان ولا الى اخلاقيات المنظومة العسكرية”. السؤال هو ماذا عن جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، وقتل المتظاهرين، والاغتصابات الجماعية، والتعذيب، والتهجير، والاعتقالات التعسفية والمعاملة السيئة والفساد بكل جوانبه التي لم يحاكم أحد بسببها حتى اللحظة، هل هي من الاخلاقيات التي ينتمي لها ولماذا لم يذكرها؟
الحل في السلمية وفِي الشارع و على جميع قطاعات الشعب التدفق الى مناطق الاعتصامات في كل الأقاليم والوقوف إلى جانب المعتصمين بالكلمة الطيبة، والعينيات والنفس، فالعمل جماعي والهدف واحد.
عاشت نضالات الشعب السوداني. وتستمر الاعتصامات حتى تتحقق الآمال وتُنتزع المطالَب.
أسامة محمود
شُعبة الإتصال
إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
الموقع : http://darfurunionuk.wordpress.com
إيميل: [email protected]
تويتر: darfurunionuk@
مرجع رقم *:
http://fj-p.net/%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D9%87%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D9%87%D9%86%D8%A7%D9%83-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D9%85%D8%B5%D8%B1/
مرجع رقم ١:
https://www.icc-cpi.int/CaseInformationSheets/albashirEng.pdf
مرجع رقم ٢:
https://darfurunionuk.wordpress.com/2019/02/24/darfur-union-in-the-uk-the-return-of-genocidaire-ahmed-awad-ibn-auf/
مرجع رقم ٣:
https://wikileaks.org/plusd/cables/08STATE61842_a.html
مرجع رقم ٤:
https://www.nytimes.com/2018/12/28/world/africa/saudi-sudan-yemen-child-fighters.html
مرجع رقم ٥:
https://www.nytimes.com/2017/07/06/world/africa/icc-south-africa-sudan-bashir.html