لندن: مصطفى سري
تأثرت أكثر من ألف أسرة في ولايات السودان المختلفة بكارثة الفيضانات، وما لا يقل عن 14 ألف في دارفور غرب البلاد تأثروا بها، ولم تعلن الخرطوم حالة الطوارئ أو توجه نداء لإدخال المنظمات الدولية التي كانت قد طردت معظمها خاصة في غرب وشرق السودان، وقد أعادت الأمطار الغزيرة فوق المعدل والفيضانات إلى الأذهان ما شهده السودان قبل 24 عاما، حيث هطلت الأمطار بغزارة في أغسطس (آب) عام 1988.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن أكثر من ألف أسرة تأثرت بالفيضانات في شرق السودان، وأصبحت الكثير من المناطق معزولة نتيجة ارتفاع منسوب المياه، خاصة في نهري القاش وعطبرة شرق البلاد، وقد تأثر 14 ألف شخص جراء الفيضانات في دارفور.
وأوضح فليكس روس، أحد مسؤولي المفوضية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن خمسمائة أسرة فقدت منازلها في منطقة واحدة بولاية كسلا، كما وصلت خمسمائة أسرة أخرى لمخيم (كيلو 26) لإيواء اللاجئين الإريتريين هربا من الفيضانات، وقال إن الكثير من الأسر تعيش في العراء لأيام، ولم تتمكن المنظمة الدولية من الوصول إلى المتضررين في القريتين (1 و2) وقد تأثر فيهما السكان بسبب الفيضانات، مشيرا إلى أن التقارير الواردة كانت قبل أسبوع مكنت وكالات الأمم المتحدة والحكومة من توفير الخدمات من خيام بلاستيكية للإيواء ومعدات صنع الطعام.
ومن جهته، قال المسؤول المحلي عن محلية (خشم القربة) يحيى محمد أحمد للصحافة الفرنسية: «إنها كارثة حقيقة الآلاف فقدوا منازلهم ومصادرهم لمياه الشرب، وآخرون تقطعت بهم السبل نتيجة لتدفق المياه التي منعت من الوصول إليهم». وأضاف: «نتوقع المزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، مما سيجعل الوضع أكثر سوءا».
وكانت الحكومة السودانية قد أمرت منظمات الإغاثة في مايو (أيار) الماضي بمغادرة ولايات شرق السودان، وهي (البحر الأحمر، القضارف وكسلا)، بحجة أن المشاريع التي تديرها المنظمات سيئة ومكلفة، وقالت المنظمات إنها قدمت خدمة الصحة للنساء والأطفال وخدمات مياه الشرب والتغذية لنحو 600 ألف شخص في شرق السودان.
من جانبه، قال رئيس مجلس تنسيق المنظمات والعون الخارجي بولاية كسلا مبارك مالك أبو بكر، في تصريحات صحافية، إن الأمطار الكثيفة التي شهدتها أنحاء مختلفة بولاية كسلا وفيضان نهر (سيتيت) أحدثت دمارا كبيرا في القرى، وقال إن المفوضية الحكومية للعون الإنساني وفريقا من وكالات الأمم المتحدة يقومان بإجراء مسح ميداني لتحديد الخسائر المادية والبشرية، نافيا وجود خسائر في الأرواح.
إلى ذلك، حذر زعيم حزب الأمة القومي المعارض؛ الصادق المهدي، من مغبة محاولات إسقاط النظام بالقوة وتفشي الصراعات المسلحة في السودان، وقال إن أي مسعى لمحاولة إسقاط النظام بالقوة والصراعات المسلحة سيؤدي إلى مزيد من التمزيق والتدويل لقضايا، رغم أن كريمته مريم الصادق القيادية في الحزب قد وقعت اتفاقا قبل أيام في العاصمة الأوغندية كمبالا مع حركة تحرير السودان – وهي فصيل معارض بزعامة مني أركو مناوي وتحمل السلاح ضد الحكومة.
ونفى المهدي الذي كان يتحدث في حفل إفطار سنوي يقيمه في رمضان نية حزبه قيادة عمل مسلح ضد الحكومة، وقال إن حزبه يسعى إلى إلحاق الحركات المسلحة بالعمل المدني، مشيرا إلى أن الحركات المسلحة قبلت بمقترحه، وقال إن استمرار النزاعات الحالية سيقود إلى مواجهات وتمزيق البلاد وتدويلها، وأضاف أن محاولة الإطاحة بالنظام ستقود إلى تفتيت البلاد وفتحها للتدخل الدولي وما له من مفاجآت خطيرة.