سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
أزمنة الأزمة والجوع الكاسر!!
*هذه الحكاية نرفعها للسيد/ وزير المالية بدرالدين محمود الذى يرفل في نعيم الدنيا ، ولايكترث لمعاناة اهل السودان ، فقد حكى لنا صديقنا بصدق حقيقة مايكابد ، فقد كان الرجل ميسور الحال ، وانجب من الأطفال ثلاثة اولاد وبنتين ، فجأة اصيبت زوجته بسرطان الثدي وبدأ الحال في التبدل ، كافح كفاحاً كبيراً حتى تمت عملية استئصال الثدي ، شفيت الام وبقيت بعض الأدوية ملازمة لمسيرتها مدى الحياة ، وسارت الأمور من عسر لعسر ، زادت الإمتحانات فقد اصيب بداء الضغط ثم لحق به ارتفاع في السكر فاضيفت فاتورة جديدة للمرتب الثابت في مكانه مع الإلتزامات المتصاعدة.
* ماتت زوجته لرحمة مولاها ، وبقيت دوامة التزامات العلاج والمدارس وقفة الملاح ، وفى الاسبوع الثانى لقرارات بدرالدين محمود اكتشف انه من المستحيل عليه ان يستطيع توفير التزامات المدارس وحاجات المعدة وعلاج الضغط والسكري ، وعندما تضاعفت فاتورة الادوية ، فقد بلغ عنده القلب الحنجرة ، فلم يجد من سبيل سوى ان تتوقف البنات عن الدراسة ليقرأ الاولاد ، وبما أنهم ثلاثة اولاد فان المرجح عنده اذا ضاقت اكثر فانه سيوقف من المدرسة الأضعف مستوى ، وعندما ذهب لشراء ادويته اكتشف ان نصف مرتبه سينتهى في علاجات الشهر ، ليظل هو في سريره اسير المرض ، ويظل اطفاله ينظرون لضعفه وضعفهم وحياة باطن الارض خير من ظاهرها ، وبدرالدين يهددنا بالمقابر ونحن فيها.
*هذا الواقع الموجع هو عبارة عن صورة قلمية لواقع سودانى في بيت سودانى ونمط تفكير سودانى ، عجز الساسة في بلادنا عن الحفاظ على حق الحياة للمواطن السودانى العادي البسيط ، فتركوه فى فضاءات الذل والمهانة ، يعانى شظف العيش وانكسار الحاجة ومذلة السؤال ، هل يريدون منه ان يثور؟ ربما هذا هو المراد ، لكن الثورة على من ؟ فان اية ثورة لاتعمل على إجتثاث كل النظام السياسي السودانى من جذوره ستكون ثورة محكوم عليها بالسرقة وتكون للمرة الثالثة في تاريخنا المعاصر ، واية ثورة لاتجتث الهوس الديني والاسلام السياسي والطائفية والمثقفين الكذبة ستبقى مجرد اعادة للتجارب المكرورة في بلادنا وهذه التجارب هى التى اوصلتنا الى هذا الدرك السحيق من المعاناة والألم والعجز عن العلاج والعجز عن ابسط مقومات الحياة التى كتبت في صحائفنا (أزمنة الأزمة والجوع الكاسر) وسلام ياااااااوطن..
سلام يا
(نفذ عدد من أساتذة جامعة الخرطوم وقفة سلمية احتجاجاً على قرار فصل د. عصمت محمود من الجامعة، ورفع المحتجون شعاراً مكتوباً نص على (عودة دكتور عصمت حق أصيل).وكشف مصدر مطلع ان الوقفة تمت تنفيذا لتوجيهات مجلس اساتذة كلية الآداب الذي انعقد في سبتمبر الماضي، ولفت الى ان المجلس في اجتماعه أدان قرار فصل د. عصمت محمود من الجامعة، وحدد عدداً من الخطوات لمناهضة قرار الفصل. ) نرفع القبعة تحية لأساتذة كلية الآداب ، وكل التحايا لدكتور / عصمت محمود ، الرجل محمود السيرة واسد المسيرة وفى انتظار التصعيد وسلام يا
الجريدة الثلاثاء 22/11/2016