أزمة الدولة السودانية في بنيتها المشوهة
بقلم: كاروكى إسماعيل
[email protected]
الدولة هي نتائج لحراك المجتمع في مرحلة معينة من مراحل تطوره, نتيجة عوامل سياسية وظروف بيئية أدت الي هذه النتيجة (الدولة). هذه العوامل تتمثل في حركة المجتمع, بكل جوانبه الإجتماعية والإقتصادية, والثقافية, . التفاعل الإجتماعي لهذه العوامل تفرز تناقضات إجتماعية حادة خاصة عند المجتمعات المتباينة ثقافيا ودينيا, وعرقيا كمجتمع السودان. و هذه التناقضات أيضا ناتج عن تباين وإختلاف و نزوع وتطلعات المجتمعات بهدف تحقيق ذاتها ولإشباع رغباتها.
لذلك فإن الاختلافات الاثنية والثقافية والدينية تضع المجتمع في صراع مرير بين تحقيقه لتطلعاته, ورغباته, وبين رغبات وتطلعات الآخر. فهذه التطلعات والرغبات تخلق تناقضات وصراعات تحمل صفة الديمومة, فتجعل المجتمعات عاجزه عن حل صراعاتها . ولكي لا ينتهي الصراع بفناء المتصارعون تبرز أهمية دور الدولة أي السلطة المركزية التي تضع نفسها فوق المجتمع لتضبط وتخفف حدة الصراع وتضع المجتع في حالة توازن واستقرار .
وهذه السلطة نفسها نشأت نتيجة لتراضي كل أطراف الصراع علي ضوء حفظ مصالح كل طرف. وهذا الإتفاق بين هذه المكونات حول المصالح المشتركة في رقعة جغرافية محددة هو ما يسمي بلغة السياسة اليوم ( العقد الإجتماعي السياسي), وبمقتضاها تكون الدولة … السلطة محايدة لحفظ التوزانات المصلحية والاستقرار في المجتع المعني . هذا البناء بشكله المتسلسل و المحايد وبرؤي ثابة, لم تتوفر في التركيبة السياسية, والإقتصادية, والإجتماعية للدولة السودانية منذ البداية.
ولمعرفة الهياكل لبنية الدولة السودانية والتي نحن بصدد التعامل معها ، يجدر بنا تلمس أربعة محاور أساسية في هذا البناءالمشوهة للدولة السودانية. والتي تتمثل في : السلطة المركزية، المجتمع،الاقتصاد والجانب الفكرى للدولة.
و شرح العلاقة بينهما وميدان الممارسة لكل منهما. إذا أخذنا المستوي الإجتماعي لتركيبة الدولة السودانية نجد أنه لم يكتمل بناؤها كمجتمع وصلت مرحلة الدولة الحديثة . فالتنوع الثقافي والإثنى والدينى والتفاوت التاريخي لهذه الكيانات المتباينة كانت في حاجة ماسة للفرصة والبيئة الملائمتان للإندماج والإنصهار بينهما ككيانات سودانية متعددة ومتباينة. ولكن تدخل العامل الخارخي المتمثل في المستعمر ادى الي اعاقة التطور الطبيعي لهذه الكيانات وخلق شكل من أشكال علاقة إجتماعية وسياسية واقتصادية متفاوتة ومختلة تربط بين هذه الكيانات السودانية في وضعية دولة حديثة . بعد خروج المستعر الخارجي أورث الطبقة الحاكمة من أبناء الشمال النيلي مؤسسة الدولة بشكلها المختل والمتفاوت .
ولعله من نافلة القول أن نذكرفي سياق التباين الإجتماعى بين المكونات السودانية أن شمال السودان عاش قرابة 121عاما تحت وطأة المستعمر. هذه الفترة من الزمن كفيل أن تغير الكثير من القيم والثقافة السودانية الأصيلة عند الشماليين. وواضح جدا في ممارسات وسلوك أبناء الشمال النيلى. كما لن يسطيع أحدا أن يدحض مقولة أن المستعمر أنتج فئة الجلابة فى السودان . واورثهم مؤسسة الدولة . هذا الكيان اليوم أصبح محتكر للسلطة ومستعلي علي الكيانات السودانية الاخري و جزء أصيل من مصائبه وويلاته ، خمسين عاما من عمر الجلابا فى السلطة لم يستطيعوا أن يغيرو من سلوكهم الاستعلائي . ولا إستطاعو أن يجعلو من الدولة آلية صالحة للإندماج والإنصهار القومى بين كافة المكونات السودانية. بل فشلوا فى تكييف أنفسهم مع الكيانات السودانية الأخرى فتمادو فى طغيانهم فصارو يمارسون السلوك النازي . كيان كهذا لايمكن أن يصبح يوما منسجما مع الكيانات السودانية الآخرى إلا إذا أجبر بالقوة . وطالما هم فى قمة هرم المؤسسات السياسية والإقتصادية والإجتماعية, وفى يدهم الأيديولوجية الدينية التى تبرر ممارساتهم فى مواجهة الجماهير المهمشة ‘. يتم استخدامها لتبرير استمرارهم كطبقة حاكمة منذ عام1956 وحرمان الاخرين من حقوقه السياسية والأقتصادية والثقافية . وهذه الأيديولوجيا هى آليتهم القديمة كما إستخدمها من قبل عبدالرحمن المهدى فى بناء سلطته الإقتصادية بإستخدامه لإبناء الغرب ( أهل اللوح والدوايا) فى مشاريع إقتصادية كبيرة بأسم الدين.هكذا يتم إستغلال المهمشين والمحرومين وإقناعهم على أن نظام الحياة هكذا مقدر من الآزل وبالتالى … واجب عليك ان ترضى بما قسم اللة لك من بؤس وشقاء فى وطنك…
ولايختلف ابناء الطبقة الحاكمة فى حقيقة هذا البلد كثيرا خاصة فى تصورهم للتركيبة الأجتماعية و الثقافية والسياسية للدولة السودانية. وان كان هناك اختلاف طفيف حول الممارسة السياسية . فكلهم متقفقين فى ثوابتهم,- وهو الهوية العربية الاسلامية للدولة السودانية- والعرق العربى ذات سيادة اجتماعية وسياسية والإقتصادية فى الدولة السودانية -. وقد كشف عن ثوابتهم هذا ماحدث عندما صدرت مذكرة توقيف المجرم الهارب من العدالة الدولية عمر حسن أحمد البشير. رئيس نظام المؤتمر الوطنى . فقد اظهر هذا الحدث مواقف قادة التنظيمات السياسية تعبر عن ايديولوجيا واحدة في التفكير. فهولاء يوهمون الجماهير فى الهامش أنهم مختلفين فيما بينهم إختلافا جذرى فى الأهداف والممارسة السياسية فى السلطة, ولكن فى حقيقة الأمر مجرد حلقة من حلقات المسلسل المكسيكى تدور حول مصالح أبناء الشمال.
و أظن أن هذه العلاقة التى تربط الكيانات السودانية بكيان الجلابه هي علاقة غير سوية. حيث ان العيش فى دولة واحدة مجموعة مسيطرة على كل شىء فى الدولة ومستمتعة بثروات البلاد كافة, ووصلت مرحلة الإ شباع لرغباتها المختلفة ،وأخرى فى الهامش, محرومون من الاحد أدنى لحقوقهم الأساسية كحق الحياة, وحق العمل, والتملك, والمشاركة فى إتخاذ القرارات فى المسائل التي تخص مصيرهم . هذه العلاقة غير سليمة ولاتساعد حتى فى عملية بناء الثقة, والتعايش السلمى بين كيانات الهامش وكيان السلطة.والسبب أن ابناء الشمال على مر التاريخ لم يعرفوا شيئا عن الهامش السودانى ثقافيا وإجتماعيا ولا تاريخ الكيانات السودانية . فمائة واحد وعشرين عاما من عمر المستعمر فى شمال السودان كفيل أن تحول مجتمع الشمال إلى صرب من طيور شواطى أنقرا وإنجلترا.فعلاقتهم مع مجتمع الهامش كانت تحتاج إلي فرصة و البيئة المتكافئتان لتنموا وتتشكل طبيعيا.
أما الجانب الإقتصادى لدولة الجلابه فى ظلم الهامش فحدث ولا حرج . رغم موارده الطبيعة وثرواته الزراعية بشقيه النباتي والحيوانى فإن أقاليم السودان تعتبر من أشد المناطق تخلفا وفقرا, وهذا نتيجة لسوء توزيع الخدمات والتنمية غير المتوانة بإستثناء شمال السودان ومنطقة مثلث حمدي. وهى المنطقة التى عبر عنها عبدرحيم حمدى عن برناج الجلابه العنصري بحصر ثروات مليون ميل مربع فى هذا المثلث الصغير. ونحن إذ نتكلم عن هذه المنطقة . أبدا لم نرفض لأهل هذه المنطقة بنعمة التنمية والإزدهار ولكن ألا يكون على حساب إخوتهم فى مناطق أخرى. وقد ظلت هذه المنطقة ولسنوات عديدة تنعم بنصيب الأسد من ثروات الدولة و مصادر الإستثمار العام والخاص على حساب بقية أرجاء البلاد كافة. ولا يغيب عن ذاكرة الهامش السودانى تاريخ نضال رواد الوعى فى الإقليم الجنوبى ضد سلوك إبناء هذه المنطقة المتغطرس, متمثلة فى الطبقة الحاكمة, من أبناء الشمال النيلى, التى إحتكرت سودنة الوظايف الهامة وأخذت 788, وظيفة هامة من أصل 800, وظيفة وهذا يعنى أن بقية الأقاليم شرق السودان بأكمله,وجنوب السودان, ودارفور مجمل نصيبهم فى وظايف دولة الجلابه 12وظيفة مقابل 788,وظيفة لشمال السودان.
هذه هى العلاقة السياسية والإقتصادية التى تربط أبناء الشمال الطبقة الحاكمة فى السودان بأهل الأقاليم المهمشة. لا يمكن لعاقل أن يتصور أن هؤلاء مر عليهم تاريخ الإنسانية بكل قيمه ومبادئه السمحة, سلوك بهذا الشكل تستحى منه كل المجتمعات الإنسانية ولا يتمسك به إلا الذى يعيش حالة مرضية من تاريخ الإنسانية , يصر الضمير الإنسانى في السودان أن يظل فى حالة غيبوبة حتى فى الألفية الثالثة. ولكن التاريخ خير شاهد . ولكيلا يكون إجحاف علينا أن نحمل أحفاد بنى أمية أكثر من طاقة ضميرهم , فقد قال عمر إبن عبد العزيز عندما رأى رمز القيم والضمير لبني أمية, الحجاج إبن يوسف: قال(والله لووضع زنوب العالم أجمع فى كفة ونحن بني أمية بزنوب الحجاج فى كفة لرجحت ذنوب بنى أمية على كفة العالم أجمع). ترى كم حجاج مرعلى السودان منذ 1956, سأترك الإجابة للقارى العزيز لمراجعة الأحداث فى ذاكرة التاريخ.
أما الدولة وهى مستوى مهم من مستويات التركيبة السياسية, وميدان شغلها تمثل النقطة الإستراتيجية التى تندمج وتنصهر فيها كل التناقضات التى تعكس الترابط بين مختلف المستويات السياسية, والإجتماعية, والإقتصادية ، فالعمل السياسى هو الذى يحدث تحولا فى المجتمع, وهو نشاط يمارس ضمن البنية الفوقية للمجتمع … سلطة الدولة… وفيها تكمن جذور الصراع. أن بنية جهاز الدولة السودانية أى الهياكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية المشوهة هى الأزمة الحقيقية فى الدولة السودانية. وما يهمنا أن نذكرهنا أن السودان كدولة إبتداء ليس هنالك مايؤكد أن السودانين جميعا اتفقوا على صيغة من صيغ التوافق حول وحدة الكيانات المتباينة وحول مصالحها الإقتصادية والثقافية . هذه الكيانات المتعددة والمتباينة وجدت نفسها فى وحدة إجبارية … أستعمارية … حاولت ان تتعايش وتنصهر فى وطن موحد يتمتع فيه الجميع بالمساواة فى الحقوق والواجبات. وظل ابناء الهامش يراقبون تصرفات أخوتهم ابناء الشمالى النيلى. خمسين عاما من عمر مايسمى بالاستقلال.
لقد عملت الأنظمة فى الخرطوم من دون إستثناء إلى تكريس نمط التنمية الإقتصادية, والإجتماعية, غير المتوازنة منذ مايسمى إستقلال السودان, وإستغلت الدولة لجعل السلطة السياسية والإقتصادية بالمركز على حساب الأطراف . وإنتشار النشاطات الإقتصادية الطفيلية للدولة والطبقة الحاكمة على حساب الإنتاج. مما أضرأيضا بالتوازن البيئى ودمرت الإقتصاد المعيشى للملايين بالمناطق الريفية مما دفع بأعداد كبيرة إلى الهجرة الي المركز لتعيش تحت ظروف إنسانية صعبة. فكل هذاالمصائب سببها هو هذا السلوك الغريب الذى يمارسه أبناء الشمال ربما إنعكاسات الوضع الذى عاشته المنطقة زهاء مائة وواحد وعشيرين عاما تحت وطأة المستعمر ، لها تاْثيراتها وتداعياتها السالبة فى سلوك أبناء البلد كما يسمون أنفسهم ، منطقة مرت بمستعمرات تركية ، بريطانية ‘ مائة وواحد وعشيرين عاما كفيل أن تحول مجتمع المنطقة الى مجمتع مشوهة قاطع الصلة باْصلها الحقيقى وفاقد الثقة بنفسه مجتمع بهذا الشكل لايمكن أن يكون مؤهل لحمل مسؤلية بناء الدولة اجتماعيا وتقافيا و إقتصاديا. او فى الانصهار الوطنى بين كل المكونات الوطنية فى وحدة متنوعة ومصالح مشتركة وسلام دائم بين الجميع
فالشمال الذى نصب نفسه الوصى على كل السودان فهو للحقيقة التاريخية يحتقر مكونات التركبية الاجتماعية السودانية ، فادارتهم لايمكن أن تكون صالحة لآبناء السودان ولايمكن ان يتعايشوا في مجتمع السلام والمحبة. لأنه هو نفسه عدوانى ومشوهة ومناهجه مشوهة وأ فكاره مشوهة. لانه نتاج لافكار مختلطة بين أفكار إلاتراك تجار البشر وغطرسة الانجليز واستعلاء العروبة. فمن غير منطقى مجتمع بهذا الشكل أن يصبح القاسم المشترك لجميع المكونات السودانية المتنوعة في ظل سودان وطن للجميع كل ينعم بالحرية والسلام والديمقراطية.
ونود ان نؤكد هنا أن ابناء الغرب مع إخوتهم فى الجنوب والشرق هم الاكثر تاهيلا لإدارة هذا البلد, وتاريخهم شاهد على ذلك. وسيأتى الوقت الذى تصتف صفوف الهامش جميعا للقيام بمسؤلياته التاريخية تجاه الوطن ، ونحن إذ نتحدث نقر تماما أنه لولا أبناء الغرب لما إستطاع الجلابه فى إطالة معانات أهلنا فى جنوب السودان, ولولاهم لما طالت معانات أهلنا فى دارفور. كل هذه الطاقات الجبارة سوف تعى قضاياها ومسؤلياتها وتغير من علاقتها مع المركز الدكتاتورى.
لذلك وجب علينا ان نشير , أن قوى التحرر المسلحة فى الغرب أو الجنوب أو الشرق إستشعرت بالظلم وأخذت تناضل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة . يقاتلون لإنهم محرومون فى عملية توزيع السلطة والتنمية والحق فى موارد الدولة الإقتصادية, والطبيعية منها, بينما يقاتل أبناء الشمال الطبقة الحاكمة للحفاظ على سلطتهم السياسية التى ورثوها من المستعمر.وهى الآلية الوحيدة التى بقيت لهم لحماية منظومتهم الإقتصادية والإجتماعية ولتوسيع منافعهم المادية والإجتماعية. هذا الطرفان من أطراف الصراع عرفنا هدف كل واحد منهم وكل له منطقه ومبرراته .
ولكن هناك قوى أخرى مغيبة ، تظهر فى السطح دائما عندما تشتد الصراع بين قوى المركز والهامش وتقف دائما حاجزا بين إنتصار قوة الحق والعدل وبين المركز الظالم شعبه , وتمثل المدافع والحارس لمنافع طبقة حاكمة من أبناء الشال النيلى ، رغم أنهم من أكثر خلق الله تهميشا فى السودان. وفى كل مرة تتمظهر بإسم جديد. مرة أمباقا,ومرة فرسان ,ومرة جنجويد, ومرة حرس الحدود ومجاهدين,إلى مالا نهايا .وما ظهر نظام من أنظمة الخرطوم فى السلطة إلا وكان له نصيب في استغلالهم. فى هذه النقطة الكثير من قوة الهامش لا تستطيع أن تفهم مغزى هذه العلاقة. فالكل يتساءل عن شكل العلاقة هذه ، فالبعض يؤكد أن هؤلاء هم مرتزقة أينما وجد شيء يسد فراغ بطونهم فهم لا يلتفتون إلى القيم الإنسانية. فيرتكبون المجازر أينما تم توجيههم فى الجنوب أو الغرب أو الشرق.ولكن واأسفاه !!! انهم يقاتلون مع النظام , وأنت فى مناطقهم لا تجد مدرسة ولا مستشفى والغريب لايعرفون حتى إسم المستشفى بالعربى الفصيح لإنهم لم يسمعوا بهذه المؤسسة الصحية إلا من عهد المستعر التركى , (إزبطالية). ولاطرق مسفلتة ولاكهرباء. لا أدرى من أجل ماذا يقاتلونا هؤلاء القوم؟ كنت أتمنى أن يجدو عند الحكومات فى الخرطوم ولو 2% فى المائة من عائدات البترول القومى لتنمية مناطقهم. طالما أنهم حماة للانظمة فى الخرطوم ولا يعرفون أين وكيف يتم توزيع عائدات البترول بين الشماليين فيما بينهم.
وقبل ختام كلماتى فى هذا المقال أود أن أقدم نداء خا لص من قلب لقادة وزعماء القبائل العربية فى دارفور وكردفان. ليفكرو فى مواقفهم هذا ويفكروا مليا مع الجميع فى إصلاح هذا الوطن . عليكم إخوتى مسؤلية توجيه شعبكم وسيوفكم وجام غضبكم إلى هذا الشيطان الظالم فى الخرطوم. لتطهيره من دنس الظلم وأرجاس الإستعباد. وجميعنا أفارقة وعربا, مسلمين, ومسيحيين, جنوبيين وشمالين, اهل الشرق واهل الغرب، نساهم جميعا فى بناء هياكل متينة وسليمه للدولة السودانية. تكون مرآءة لكل أهل السودان, معافاة من كل التحيزات, ونعيش كلنا سواسية فى بلد مليون ميل مربع تسع الجميع فى تنوعنا العرقى والثقافى والدينى فى دولة الحرية والسلام والديمقراطية. ونوجه مسار تاريخ بلادنا للإتجاه السليم وبذلك نكون قد فعلنا خيرا راضين عنه ويرضى الأجيال القادمة