ان القسمة الضيزى للسلطة والتكالب الشديد على الاحتفاظ بها وباستخدام كافة الاساليب راينا ان دوافعها تمكن فى الاتى :-
١- الزغبة الكامنة لدى هؤلاء الناس بالتسلط على العباد وهذا الدوافع الغريزى الذى فلت من عقاله بعد ان تجرد المعنيون من اهم كابح له وهو رد الامر كله لله واستصحاب معيته سبحان وتعالى فى كل لحظة ، بحيث يتذكر الانسان قدرة الله اذا دعته قدرته لظلم اخيه الانسان كما الحال الان .
الولوغ فى المكاسب السياسية من تلك الجهة واستغلال امكانات الحكم والسلطة بصورة جعلت هؤلاء القائمين على الامر يظنون انهم اتو الى هذه المواقع بقدراتهم وامكانتهم الجهةية والقبلية بحيث انتهى الامر ان يعضوا عليها بالنواجز ويصروا على عدم تسليمها الا لنبى الله عيسى عليه السلام ناسين ان الله مالك الملك يوتى الملك لمن يشاء وينزع الملك من يشاء وان الايام دول ، ولو دامت لغيرهم لما الات اليهم .
٢- ضلوع الكثير من هذه القيادات فى الفساد الذى استشرى وتتطورت صورة واساليبه مع تنامى فترة الحكم هذه واصبحت للفساد فقهيه خلاصتها ( التمكين ) . فمن ولى من البلاد شيئا ولم تكن له دابه ، وان لم تكن له دارا اتخذ قصرا وضيعة . ومن كان فقيرا صار غنيا صار متحصنا . كان موحدا صارت له المثنى والثلاث والرباع .
لقد اصبح الفساد دولة فلابد من التستر عليه .
وتم تسخير اجهزة العدالة كلها لمعاقبة الضعفاء من السارقين ومنهم من دفعته الحاجة الماسة للسرقة او الاعتداء على المال العام ناسين ما حدث فى عام الرمادة . وقد كانت العشرة الاخيرة من سنين القرن العشرين بالسودان كلها رماده . الا ان الشريف فيها اعتدى على المال العام وهو امن من سلطان هو قريبة ومن عشيرته فاكل حتى التخمة وشرب الثماله من هذا المال العام فظهر هذا الاكل عمارات تناطح السماء ، وسيارات ضاقت بها الطرق ومؤسسات عامة اقفرت وافلست ، واقصى ما قامت به الجهات المعنية ان اعلنت التسوية بين الحكومة والسرقة ( زيتهم فى بيتهم )
السيطرة على منابع المال ، طالما ان المال هو عصب الحياة ولا تستقيم الحياة بدونه فقسمت المؤسسات المالية على المحاسيب بميثاق عرفى غير مكتوب
٣- شل الآلية الاقتصادية للغير ( للعدو è بحيث لاتقوم للاخيرين قائمة . فضيقوا الخناق عليهم وحاربوهم فى ارزاقهم تحقيقا لمبدأ جوع كلبك يتبعك ، ناسين ان الرزق من عند الله ، وان الله قادر على تبديل الأمور من حال . بل دهبوا اكثر منلك باعلانهم الحرب على رجال المال والاعمال المنتمين لغير الاقليم الشمالى ( حلال على بلابله الدوح حرام على الطير من كل جنس ) .
وفيما يلى نسوق بعض النمازج للتدليل على ما تقدم ، اذ يستحيل تعداد صور هذا الفساد وحصره فى مثل هذا الحيز الضيق
١- لقد ابتدع حكامنا الجدد سياسة تشبه سياسة فرق تسد الاستعمارية ، الا انها بلباس جديد اذ جعلت من اساليب التغريب والترهيب تارة والتقريب والابعاد تارة اخرى وسيلة من وسائل ضرب العلاقات الداخلية والبينية لمنسوبى باقى الاقاليم ، فى دهاء ومكر هو من فعل يهود . ففى شرق البلاد يضربون البنى عامر بالهدندوة والامرار بالبشارين والحلنقة بالرشايدة حتى لا تستقر للمنطقة قرار . اما فى الجنوب فحدث ولا حرج فزرع الشقاق بين الدنيكا والنوير وبين النوير والشلك والفراتيت والدنيكا وبين الزاندى والدنيكا وبين المنارى والزاندى الى اخر ذلك المسلسل القذر فى فى عملية خبيثة يمزقون بها علاقات الاشقاء ودفعهم لقتل بعضهم البعض ، وما يجرى فى ولايات الوحدة وبحرالجبل وغرب الاستوائية وغرب بحرالغزال خير دليل على ذلك باستقلال عمليات تعيين الولاة والوزراء واعضاء المجالس النيابية . والاقليم الغربى مسرح خصب للممارسات هذه الفئه . فالخلافات المفتعلة بين العرب والنوبة وبين المسيرية والحمر وبين السلامات والصليحاب واشعال نيران الاقتتال بين الزغاوة والرزيقات وبين بعض القائل العربية والمساليت ومثلهم مع الفور. ثم المهزلة الكبيرة التى تدار بذكاء شديد هذه الايام فيما يسمى بالخلاف بين العرب والزرقه . تخرج المنشورات باسم قريش واحد وقريش اثنين ، تدبجها الاجهزة الامنية برعاية النائب الاول وتحت سمعه وبصره ولانه المعنى بملف القبائل . وهكذا تسيي مخططاتهم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، ولا يحيق المكر السئ الا باهله.
٢- الرائد معاش مارتن ملوال عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى الذى اغتيل سياسيا بتلفيق تهمة ضده وابعاده من المجلس فى عملية مخططة لاخراجه من المسرح السياسى
٣- اللواء معاش بكرى المك حاكم الشرقى الاسبق الذى عين فى بداية عمر الانقاذ حاكما على الاقليم الشرقى واقصى منها اثر تهمة مفبركة ضعيفة الحيثيات سخيفة الاخراج وما ذلك الا لانه من الاقليم الاوسط
٤- والى ولاية الخرطوم السابق السيد بدرالدين طه وهو من ابناء الولاية ، والولاية احدى محميات واقطاعيات الاقليم الشمالى فكان لابد من الترصد له وحصاء اخفاقاته وتضخيمها واخراجها فى صورة تنتهى باعفائه وتعيين د. مجذوب الخليفة واليا بديلا عنه وهو الذى تولى كبر صياغة المسرحية واخراجها فهو جعلتى متعصب للجعلية اكثر من الجعلين انفسهم