التعريف بالسودان
الموقع:-
يقع السودان بين خطي طول 14 و 38 شرقا, وخطي عرض 4 و 22 شمال خط الاستواء بمساحة تقدر بنحو 968 الف ميل مربع. ويخترقه في الوسط نهر النيل. ويجاور السودان تسع دول هي تشاد و افريقيا الوسطي والكنغو الديمقراطية ويوغندا وكينيا واثيوبيا واريتيريا ومصر وليبيا ويطل علي البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله 309 كيلومترا وبه عدة أقاليم مناخية متميزة. فشمال خط العرض 16صحراء قاحلة لا زراعة فيها الا في حوض النيل. وجنوب خط العرض 10 ذو مناخ استوائي رطب ويشمل الولايات الجنوبية, وما بين الخطين امتداد لحزام السافنا تتدرج من الفقيرة شمالا الي الغنية جنوبا.
هذا الواقع الجغرافي المتميز أثر علي التركيبة السكانية للسودان وجعل منه بوتقة انصهار تمازجت فيه كافة العناصر الاثنية في المنطقة, مما أفرز مزجا سكانيا متفردا أعطي للسودان ذاتيته الدالة عليه.
يبلغ تعداد السكان (24,940,703) نسمة وفقا للاحصاء السكاني الرابع اعام 1993م ونسبة نمو بلغت 2,6% وتوزع السكان علي النحو التالي:-
1- الاقليم الشرقي (كسلا – القضارف – البحر الأحمر) 3,051,958 نسمة, بنسبة 12,2% من سكان السودان.
2- الاقليم الشمالي (الشمالية, نهر النيل) 1,291,620 نسمة وبنسبة 5,3%
3- الأوسط (الجزيرة – سنار – النيل الأبيض – النيل الأزرق – الخرطوم) 8,829,367 نسمة وبنسبة 35,4%
4- 4 - الإقليم الغربي (كردفان ودارفور) 7,912,285 نسمة وبنسبة 31,7%
5- الاقليم الجنوبي (أعالي النيل – بحر الغزال – الإستوائية) 2,845,480 نسمة وبنسبة 11,4%
والجدير بالذكر أن تعداد سكان ولاية الخرطوم – والتي ذكرت ضمن الاقليم الاوسط – يبلغ 3,413,034, ويشكل القادمون اليها من ولايات الجنوب والغرب أكثر من نصف سكانها الحاليين, وهم يسكنون الاطراف منها, لأنهم نازحون اليها بكثافة, هربا من جحيم الحرب في الجنوب, وفرارا من تغول الجفاف والتصحر وانعدام التنمية الكامل في الغرب.
هذا البعد المساحي الكبير, والذي يحوي عدة مناخات وسهل فيضي خصيب, وجيوب متنوعة تبلغ في جملتها نحو 120 مليون فدانا صالحة للرعي والغابات. ولم تستغل للزراعة من هذه المساحة سوي 16 مليون فدان فقط, يزرع معظمها بالأمطار رغم توفر المياه الجوفية والسطحية. ويعتمد اقتصاد الصادر علي مناطق الزراعة المطرية لأن منها الفول السوداني والكركدي والسمسم وحب البطيخ والصمغ العربي, ومنها تأتي الماشية أيضا والإبل والضأن. كما تم أخيرا اكتشاف واستغلال الذهب والبترول, وبقية المعادن التي تنتظر الأستغلال مثل الغاز الطبيعي والنحاس ومعها ثروات البحر الأحمر والموارد السياحية الكامنة.
قسم السودان وفقا للمرسوم الدستوري الثاني عشر عام 1994م الي ست وعشرين ولاية منها ثلاث ولايات في الشرق وولايتين في الشمال, وخمس ولايات في الأوسط بما فيهن الخرطوم وست ولايات في الغرب وعشر ولايات في الجنوب ولكل ولاية حكومتها ومجلسها التشريعي. الا أن السمة الغالبة علي هذا التقسيم هي التفاوت الشديد في حظوظ التنمية. فاذا استثنينا الجنوب لظروفه فإننا نجد أن التنمية انحصرت في الشمال والخرطوم وجزء من الأوسط, وجزء من ساحل البحر الأحمر(للضرورة). فالإقليم الغربي بأكمله ليس به مشروع واحد يمكن أن يسند محافظة لمدة أسبوع, حتي مصفاة الأبيض تبيع ناتجها في موقعه بسعر السودان كله, أما المجلد وأبوجابرة فيكفي أن نصيب أهلها هو العمل في حفر خط أنابيب النفط فقط كتمرين لهم ليدفنوا آمالهم وأحلامهم المرتبطة بالاستكشافات النفطية في مواقعهم, إذ أنهم حرموا من العمل في منشأتها حتي كسائقين إذ تم استيرادهم من الخرطوم, مثلهم مثل رجال الأمن هناك, الذين تم اختيار ضباطهم ومعظم جنودهم من عنصر واحد معلوم. حفاظا علي عدم خروج دينار واحد الي أيد غير ما اعتادت عليه.