الزراعة في ولاية البحر الأحمر
تبلغ المساحة الصالحة للزراعة في ولاية البحر الأحمر (الموسوعة) 000،750 فدان تنقسم مناصفة تقريباً بين دلتا توكر والوديان. ويبلغ المزروع من الوديان حالياً 080،112 فدان بنسبة 33%، من اجمالي المساحة الصالحة للزراعة في الوديان وهي 325،338 فدان. وتشكل الأودية بكل محافظات الولاية أكثر من 63% من جملة المساحة القابلة للزراعة بالمحافظة. عليه فإن الاستغلال الأمثل لأراضي الأودية يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تحقيق الأمن الغذائي، أحد أكبر المشكلات الرئيسية في الولاية، خاصة بين قبائل البجه، في المناطق الريفية. وعلى سبيل المثال فإن محافظة حلايب التي تعاني باستمرار من نقص الغذاء، يوجد بها (79200) فدان صالحة للزراعة في الأودية، ولكن المستغل منها هو فقط (20400) فدان. وتنتج الولاية من الذرة 30 ألف جوال وتستهلك 840،756 جوال وتبلغ نسبة العجز 97% تسد من القضارف. وتنتج من الدخن 18 ألف جوال وتستهلك 636،102 جوال، والعجز بنسبة 83%. وبالنسبة للقمح فلا تنتج منه الولاية شيء وتستهلك 880،636 جوال وتستورده كله من حلفا وسوريا وكرواتيا. ويمكن تغطية احتياجات الولاية من الذرة والدخن إذا تمت زراعة كل المساحات القابلة للزراعة في الأودية.
دلـتــا تـوكــر
تكونت دلتا توكر (كر، هو اسم علم لجارية من البني عامر، والتاء المضمومة والواو علامة تأنيث اسم العلم) من رواسب فيضانات كل من وادي لنقيب من أورّبا وخلافه ونهر عنسبة (عين سبأ)،الذي ينبع من مرتفعات إريتريا، ونهر بركة (يقول مؤرخ البجه الأكبر إنه الوادي الفاصل بين الهدندوة والبني عامر إذ ينبع من جبالهما) الذي ينبع من جبال أغردت. وتتكون الدلتا من مثلث متوازي الأضلاع يبلغ طول ضلعه الواحد 70 كيلو متراً، ويصب النهر في البحر الأحمر.
وتقدر مساحة الدلتا بحوالى 406 ألف فدان يصلح منها للزراعة حوالى 250 ألف فدان والمساحة الباقية تغطيها الكثبان الرملية والغابات.
وكانت توكر تزرع ذرة ودخناً وفي عام 1865 م قام أحمد باشا ممتاز حاكم مدينة سواكن من قبل محمد على باشا خديوى مصر - بإدخال زراعة القطن الأشموني في دلتا توكر، وكان في البداية يتم توزيع عينات مختلفة من القطن حتى عام 1920 عندما أدخلت زراعة القطن (الساكل) والذي استمرت زراعته حتى استبدل بالقطن قصير التيلة من نوع (الأكالا) عام 1960م.
وتقوم المؤسسة الزراعية في توكر بكل الأعمال الزراعية بصفة عامة. كما تقوم سنويا بتوزيع الأراضي. للزراعة وتحضيرها للري ووقاية المحصول وتسويقه ثم تقسيم العائد بعد خصم تكاليف التأمين على الحريق على النسب الآتية:
15% نصيب المؤسسة
10%حصة مال تمويل المزارع لصرف المنح اللآزمة لعمليات الزراعة.
5،2% نصيب الحكومة المحلية
1% نصيب مال الخدمات الاجتماعية.
59% نصيب المزارع يخصم منه مبالغ تحدد فئاتها الإدارة عن كل قنطار من القطن.
وينقسم المستفيدون من المشروع إلى أصحاب (ضمن) وهم أصحاب الأرض المعتمدون لدى المؤسسة. ويقومون بدور الوسطاء بين المؤسسة والمزارعين الحقيقيين والمستأجرين وهم فئة من أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة تقوم باستئجار أراضي أصحاب (الضمن) خلال كل موسم وتستخدم العمال الزراعيين أو صغار المزارعين ممن تركوا أراضيهم لزراعة هذه الأراضي المستأجرة.
أما فئة صغار المزارعين الذين يمتلكون حيازات صغيرة لا تتعدى في الغالب أفدنة (ضمن) وليست لديهم القدرة على تمويل عمليات الزراعة فيضطرون إلى الدخول في شراكات مع الممولين، أو الذين يتخلف الفيضان عن ري أراضيهم فيعملون كعمال زراعيين، أما فئة العمال الزراعيين فتقوم بالعمليات الزراعية الفعلىة على أساس الشراكة أو الأجر اليومي حسب ما تقتضيه شروط الإتفاق.
جاء في كتاب (كفاح البجه) للمناضل الأستاذ محمد دين اسماعيل البجاوي عن مشاكل مزارعي دلتا توكر ما يلي: (إن المشكلة التي أريد أن أتعرض لها في حديثي هذا، هي مشكلة الأراضي الزراعية بدلتا توكر من حيث وضعها من ناحية الملكية، وكيفية تقسيم أراضي القبائل السنوية مع الذكر الهام لأولئك الذين يشقون ويتعذبون مع كثرة الأراضي، وسعة المساحات مع أنهم أغلبية ساحقة من الأهالي والسكان الأصليين لهذه المنطقة.
ومن الأشياء الغريبة، والحوادث التي تلفت الإنتباه أنك تجد كثيراً من النظم الرجعية والأفكار التي تشمئز منها النفوس ولا ترضاها أفكار القرن العشرين، ولا سيما أنك تجد كثيراً من ملاك المساحات الواسعة يتمتعون بحياة الرفاهية وهم قلة تعد على أصابع اليد، بينما أغلبية سكان المنطقة لا يجدون ما يسد حاجتهم، وهم يمثلون طبقة العمال الزراعيين المأجورين المؤقتين الذين يرتزقون من وراء هذه الأرستقراطية التي تضج دواعيها ويبرق حليها، وهم في هذا الحال كسادة وعبيد.
إنك إن تجولت في أراضي دلتا توكر، ستجد أن أكثر المساحات بالمعنى الصحيح ملكاً لعدة رجال رأسماليين، وما تبقى من أراضي قليلة ملكاً لصغار المزارعين، ومتوسط ما يمتلكه أي من كبار الملاك، يبلغ آلاف الأفدنة. ومن الأشياء العادية أنك ترى عدداً هائلاً من طلاب الأراضي الزراعية من الأهالي لا يجدون ولو فداناً واحداً للفرد منهم، مهما بحثوا وكدوا وبذلوا الجهد الجهيدلأجل الحصول على قدر ولو يسير من الأراضي لكي يعتمدوا عليها في حياتهم اليومية طوال العام، وليس لهم صوت مسموع، ولا يستجاب لطلبهم هذا، مع سهولته الظاهرة الواضحة بل يمنعونهم منعاً باتاً بكل فظاظة وغلظة.
ونجد في أيام موسم الزراعة كثيراً من طلاب الأراضي وهم يحملون طلباتهم في أيديهم، ويتسابقون بها نحو مفتش الزراعة وأعوانه، باحثين عن حل مهما كان نوعه، ولكن عبثاًيحاولون ذلك ما دام الوضع الحالي مستمر وقائم في أراضي دلتا توكر، لأن هناك انسجام تام وتجاوب كلي بين الملاك ومفتش الزراعة وأعوانه من الخبراء الزراعيين أي أذناب الأرستقراطية بالدلتا.
وسمعنا أن الحكومة حاولت نزع جزءاً من الأراضي من بعض الملاك الكبار لكي تقسمها لهذه الجيوش الجرارة من العراة الحفاة والبؤساء الأشقياء، لكي تحل مشكلتهم ولو مؤقتاً حتى يكون مستوى الحياة بينهم قائماً على أحسن الأسس التي تسعد أكثر عدد ممكن من السكان الأصليين. ولا زلنا نذكر تلك المعارضات التي قام بها نفر بل جميع الملاك الكبار لمحاربة هذا النظام الجديد الذي يهدف لإصلاح المجتمع، ولسد حاجة الناس، وذلك عندما زار السكرتير الإداري وبصحبته مدير مديرية كسلا، في ذلك الحين، ليهيئا الأجواء المناسبة لوضع حل لهذه المشكلة الاجتماعية الحساسة فيما يختص بنظام الأراضي وتقسيمها، بدلاً عن هذا النظام القديم الظالم.
وعندما أراد ممثلو الحكومة حل هذه المشكلة الاجتماعية، لم يقف ملاك الأراضي مكتوفي الأيدي، فجمع أصحاب النفوذ في توكر عدداً لا يستهان به من المرتزقة، واتفقوا معهم بشروط ومعاهدات تشبع مطالبهم البسيطة، وجزاءً وتنفيذاً لهذه المكيدة التي دبرها ملاك الأراضي، هتف هؤلاء الأفراد المأجورين بمعارضتهم لنظام التقسيم وبموافقتهم على النظام القائم بكل ما أوتوا من قوة، وهتفوا أمام السكرتير الإداري ومدير المديرية وهتفوا في أماكن أخرى، لا لشيء إلا لأن الملاك لا يريدون أن يسمع الناس في ذلك الحين بتوكر شيئاً غير هتاف المأجورين الذي ضد مصالحهم قبل أن يكون ضد مصالح الشعب (السوداني) عامة وقبائل البجه خاصة.
وكشفت الدوائر الحكومية القناع عن المكيدة، ولكنها تريد أن تتصرف بناءً على رغبة الجماهير في مثل هذا الموقف، ومن سياستها مناصرة القوي على الضعيف، فعندما وجدت أن الملاك لا زالوا مسيطرين على الموقف، ولم تجد لدى المنظمات الشعبية قوة كافية لتعارض طبقة الملاك، فضلت ترك المشكلة لوقت آخر تقوى فيه حركة جماهير الشعب وتثور على هذا النظام الغاشم، حتى تؤيده. ولم يقف الملاك عند هذا الحد بل سافروا وجاهدوا جهاد الأبطال، فكونوا الوفود وسافروا واتصلول بكل جهات الاختصاص الرسمية وغير الرسمية وجهات أخرى لها أثرها على حياة الناس في هذه البلاد، فطلبوا منها جميعاً التأييد سواء عاطفياً أو عملياً بالدعاية إذا كان ولا بد. وكانت تسبقهم البرقيات التي يصدرها المأجورون. ولم يقف الملاك عند هذا الحد، بل تطاولوا ليفرضوا أنفسهم كزعماء سياسيين وغير سياسيين، وكونوا الهيئات الشرعية وغيرها ليسيطروا على الموقف وليصونوا مصالحهم بأراضي الدلتا، وليضربوا الحركات الشعبية التي تعارضهم بحكم حرصها على البقاء.
أرادت الحكومة البريطانية أن تصلح المجتمع بمنطقة البجه بتقسيم الأراضي بصورة تأميم، ولكنها لم تنجح، واحتفظت بمشروعها لوقت آخر تثور فيه جماهير الشعب ضد النظام القائم. إننا نؤيد مشروع التقسيم وسندافع عنه حتى يطبق لحل مشاكل البؤساء الذين لا يملكون شيئاً وبعد أن كانوا رعاة في هذه الأرض وأصحاب ملك تحولوا إلى عمال زراعيين ُاُجراء مؤقتين مُستَغلين، ا. هـ.)
مشاكل الزراعة والعمال الزراعيين
ولا توجد قوانين أو لوائح تحدد نظام الأجور أو الإتفاقيات الزراعية التي تعتبر إتفاقيات فردية لا تتدخل المؤسسة أو إتحاد المزارعين في إبرامها وبالتالي فإن تكاليف الزراعة يتحكم فيها مدى توفر العمال الزراعيين وندرتهم إلى حد كبير وأجور ترحيل القطن بالجمال.
ذكر مؤرخ البجه الأكبر ما يعانيه العمال الزراعيين من ظلم ومطالبته بتملك الأرض لمن يفلحها، ثم يروي قولهم الآتي قائلين (نحن العمال الزراعيين الذين نغرس ثم نحصد ونلتقط القطن من شجيراته، ثم ننظف الأرض للعام المقبل وهي غابات، فلولا سواعدنا وجهدنا لما جنى أصحاب الأراضي قنطاراً واحداً). ويستطرد منادياً برفض التبعية الاقتصادية في الزراعة وموضحاً مخاطرها قائلاً (نحن نطلب من الحكومة الوطنية أن تسن لنا القوانين المفيدة لمزارعي توكر. وعدم حصرنا في زراعة القطن الذي ربما استغني عنه بالاصطناعي، إذ ليس لدينا ضمان من مصانع لانكشير في بريطانيا على شراء أقطاننا. ويجب على أهل القاش وتوكر أن يتنبهوا ويحتاطوا للمستقبل الحالك الظلام ويتركوا الاعتماد على الدول التي بيدها تحديد رفع وخفض أسعار الميزان الاقتصادي والزراعي).
وبالرغم من كبر المساحة المزروعة قطنا بدلتا توكر فالقيمة الكلية للقطن بلغت (800) ألف جنيه سوداني للعام 81/1982وهو مبلغ ضئيل بالنسبة للمساحة المزروعة.
توكر ومشاكل الزراعة
كتب الأستاذ التاج عثمان في صحيفة الرأي العام في شهر سبتمبر 2001م عن مدينة توكر ومشاكلها ما نورده بتصرف. الرحلة من بورتسودان إلى طوكر، قاسية فالطريق وعر وشائك ورغم أن المسافة بينها وبورتسودان لا تزيد عن (165) كيلو متراً، إلا أننا قطعناها بالسيارة اللاندكروزر في حوالى أربع ساعات، والشاحنات تقطعها في أكثر من سبع ساعات على الأقل.
من أطلال سواكن اتجهنا جنوب شرق على طريق توكر الوعر .. مررنا أولاً بقرية (إيرم)، ومنها سلكنا الطريق الساحلي تجاه سلسلة جبال البحر الأحمر .. وبعد ساعتين وصلنا قرية (أشت)، التي تحيط بها مظاهر الفقر والبؤس .. أطفال صغار في السن، حفاة شبه عراة، لم يجدوا شيئاً يبيعونه للمسافرين سوى أخشاب (مساويك الأراك).
والكبار منهم يبيعون زجاجة الماء المالح بمائة جنيه. على طول الطريق من سواكن وحتى توكر، لاحظت أثاراً لخط هاتفي يمتد على جانب الطريق، علمت أنه أول خط هاتفي سلكي في السودان، حيث ز توكر هي أول مدينة سودانية يدخلها الهاتف، وكانت تتحدث مع لندن مباشرة قبل العاصمة الخرطوم!! .. كما لاحظت بقايا شارع من الاسفلت كان يربط توكر بمدينة سواكن، وهو أيضاً أول شارع اسفلت في السودان، إلا أن الأتربة دفنت جزءاً كبيراً منه واختفى بسبب الاهمال.
دخلنا مدينة توكر عاصمة محافظة توكر، وساءني ما رأيت!! توكر التي كانت تعد أغنى مدينة في السودان وفي المنطقة العربية والأفريقية، لامتلاكها أخصب أرض في العالم (دلتا توكر) التي كانت تنتج أجود أنواع القطن طويل التيلة في العالم قاطبة، وجدتها للأسف تعج بشاحنات الإغاثة التي سارع بها المجتمع الدولي عبر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، لإنقاذ أهلها من المجاعة التي حاقت بهم نتيجة لتدمير البيئة واهمال الدولة.
نسبة لقلة المنطقة التي ارتوت، بلغ محصول دلتا توكر في العام الماضي (2000م) من الذرة (15) ألف جوال ومن الدخن أيضاً (15) ألف جوال، وحتى هذا الكم القليل وبسبب اهمال الدولة هاجمته الآفات والطيور. وفي الظروف العادية يبلغ الانتاج (60) ألف جوال من الذرة، و(30) ألف جوال من الدخن، وهكذا فإن الفجوة الغذائية (المصطلح الدبلوماسي للمجاعة لدى حكومة الإنقاذ) تقدر بأكثر من (60) ألف جوال ذرة ودخن.
تبلغ مساحة دلتا توكر الكلية (406) ألف فدان، مقسمة إلى ثلاث مناطق، هي الدلتا الشرقية، والدلتا الغربية، والدلتا الوسطى. ويبلغ عدد الأسر المستفيدة من المشروع (40) ألف أسرة بمناطق توكر وسواكن وسنكات وكسلا وبورتسودان. والمحصول الرئيسي هو القطن طويل التيلة نوع بركات، وهو مرغوب لمصنعي الغزل والنسيج لخلوه من الأسمدة والمبيدات. وأصبح المشروع موبوء الآن بشجر بل بغابات المسكيت التي يبلغ طول بعضها 30 متراً، والتي أصبحت تغطي حالياً مساحة تربو على (70%) من مساحة المشروع، أي (250) ألف فدان من مساحة الدلتا البالغة (406) ألف فدان. وانتشرت بذور المسكيت مع الرعي الجائر حيث تنقلها الحيوانات معها. وسيزرع هذا الموسم 2001م، (30) ألف فدان قطن، و(9) آلاف فدان ذرة، و(14) ألف فدان خضروات.
شركة دلتا توكر الزراعية
جاء في صحيفة الرأي العام في يناير العام 2000 الآتي (أوضح المهندس عبد الله شنقراي رئيس اللجنة الخاصة بدراسة الأوضاع بمشروع دلتا توكر الزراعي، أن المشروع حقق انتاجية من القطن بلغت (36) ألف قنطار وتمثل أكثر من ضعف انتاج العام الماضي الذي لم يتعدى (17) ألف قنطار وعزا الطفرة الانتاجية بتوكر إلى توفر التمويل اللازم للزراعة بعد التعاقد مع شركة باعشر للملاحة والتجارة لشراء انتاج توكر من القطن هذا العام. وبلغ انتاج الفدان هذا العام 4،7 قنطار مقارنة بـ 6،2 قنطار للعام الماضي وتقدر عائدات هذا الانتاج بـ 225 مليون دينار. وقال إن الإقتراح بتكوين شركة بدلتا توكر قد وضع موضع التنفيذ، وبدأت اجراءات إنشاء شركة دلتا توكر الزراعية مساهمة بين المزارعين بنسبة 65% و10% من الأسهم لحكومة الولاية و25% تطرح للجمهور. وذكر أن قيام الشركة يهدف لوقف التدهور المريع الذي يشهده مشروع دلتا توكر الذي تقلصت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة فيه إلى 25 ألف فدان بسبب الغابات والحشائش بالرغم من أن المساحة الصالحة للزراعة تقدر بـ 250 ألف فدان. (أين موقع العمال الزراعيين في المشروع من هذه الشركة الجديدة وهل تم انصافم أم لا زالوا يستغلون ــ يرجى مراجعة كتاب من كفاح البجه للأستاذ محمد دين اسماعيل وكتاب تاريخ سواكن للمؤرخ محمد صالح ضرار لمعرفة ما يحيق بهذه الفئة من ظلم ــ المؤلف). كذلك ذكر السيد شنقراي أن الولاية قد تنازلت عن حقها من الأصول الثابتة والمنقولة التي تقدر بـ 64 مليون دينار للمؤسسة لتكون نواة الشركة الجديدة تسدد على أقساط لمدة عشر سنوات. وستتولى الشركة القيام بكافة الخدمات الزراعية بالمشروع إلى جانب دخولها في المجالات الاستثمارية ذات الصلة بالمشروع إضافة إلى دورها الأساسي في شراء وتسويق انتاج المشروع).
إن منطقة توكر وبالرغم من أنها من أقدم المناطق الزراعية فإنه لا توجد وسيلة للتحكم في تذبذب منسوب مياه الفيضان وفي كثير من الحالات تتدفق كميات كبيرة من المياه في البحر الأحمر، وبذلك تتوقف المساحة المزروعة على الفيضانات والمساحات التى تغطيها، وتتفاوت مساحة زراعة القطن من منطقة لأخرى وكثيراً ما تتعرض المحاصيل إلى الإنجراف بالسيول نسبة لعدم وجود موعد محدد لتوقف الفيضان. ويتعرض نبات القطن إلى الإصابة بالآفات الزراعية مما يضعف الانتاج علما بأن إدارة مكافحة الآفات بالدلتا لا ترقى للمستوى المطلوب، كذلك فإن تخطيط زراعة القطن داخل الدلتا تكتنفه الكثير من المعوقات، إذ تتم زراعة الدخن والذرة في مساحات كبيرة تطغى على مساحة القطن في كثير من الحالات وذلك لحماية نبات القطن من الغبار والعواصف وهذا هو غاية المؤسسة، أما المزارع فإن دافعه هو إرتفاع أسعار الذرة والدخن على أسعار القطن، بالإضافة إلى أنها الغذاء الأساسي لسكان المنطقة. ومن المشاكل الزراعية أيضاًbأن العمليات الزراعية تؤدي بطريقة غير منتظمة وغير صحية بالإضافة إلى رداءة الأحوال الجوية وكل هذه العوامل تعوق عمليات الرش. وتتم النظافة عادة بصورة غير فعّالة مما يؤدي إلى تكاثر الآفات بدرجة هائلة. وبالإضافة إلى هذا فإن ساحل البحر الأحمر بما فيه دلتا توكر يتعرض سنويا لغزو الجراد الصحراوي والذي يعد من أخطر الآفات الزراعية حيث يقضى على كل المساحة الخضراء.
أســعـار المحاصيل
القـضــارف
جاء في صحيفة الرأي العام في يونيو 1999 الآتي (سجل قنطار السمسم ببورصة سوق محصولات القضارف ما بين 6 آلاف و730 ديناراً كأعلى سعر و6 آلاف و600 دينار كأدنى سعر، فيما سجل أردب الدبر ما بين 4 آلاف و200 دينار كأعلى سعر و4 آلاف و100 دينار كأدنى سعر. وبلغ سعر أردب الفتريتة ما بين ألفين و600 دينار كأعلى سعر وألفين و500 دينار كأدني سعر، وبلغ أردب الصفراء ما بين ألفين و700 دينار كأعلى سعر وألفين و600 دينار كأدنى سعر، وأردب المقد ما بين ألفين و500 دينار كأعلى سعر وألفين و400 دينار كأدنى سعر. وأردب التترون ما بين 4 آلاف و800 دينار كأعلى سعر و4 آلاف و700 دينار كأدنى سعر وجملة الوارد منه 12 ألف جوال.
كـسـلا
سجل سعر جوال الفول السوداني الخام ببورصة سوق محصولات حلفا الجديدة ألفاً و500 دينار وجوال الفول السوداني النظيف ألفين و200 دينار، وجوال الفول السوداني المقشور 6 آلاف و500 دينار وجوال اللوبيا العدسية 6 آلاف و500 دينار وجوال الشطة 4 آلاف دينار وجوال الويكة ألف دينار وجوال الكركدي ألف دينار.
لقد ثبت بالبرهان العملي أن الزراعة في جميع أجزاء البلاد فاشلة، لأسباب عديدة أولها تسيب الإدارة، وفشلها في تطوير الزراعة بالإضافة إلى تدني أسعار المحاصيل عالمياً. وللنهوض بالزراعة في بلاد البجه يجب تسليم الأرض لمن يفلحها في شكل مزارع جماعية، وجمعيات تعاونية ترعاها الدولة بادارة نزيهة وجادة.
(18) ويجب الاهتمام بالخدمات الأساسية التي تساعد على تحقيق:
الدفع اللآزم لعملية التطوير وذلك بإنشاء مراكز للأبحاث المائية والزراعية وزيادة فعالية الانتاج الزراعي بالرصد الجوي وتوفير وتخزين المواد البترولية، وإنشاء مراكز للتدريب على صيانة وتشغيل الآلات الزراعية لإعداد العاملين الذين تمكنهم المعرفة التي يكتسبونها من تشغيل الآلات والمحافظة علىها. كذلك يجب زيادة عدد المستودعات لمحاصيل التصدير وإنشائها بالطرق العلمية الصحيحة وتوفير آلات الرش اليدوي والمبيدات الحشرية من قبل جهات الائتمان الزراعي وبيعها للمزارعين بسعر التكلفة على أقساط مع ضمان التدريب تحت إشراف المتخصصين. ونسبة لإنتشار الآفات الزراعية يعمل على تطبيق سبل الوقاية العلمية الحديثة، وتشجيع تربية الحيوان إلى جانب الزراعة وتزال أشجار الغابات غير المفيدة لتزرع بدلها أشجار ذات فائدة إقتصادية.
وبدلا عن انتاج محاصيل زراعية وتصديرها دون تصنيع يجب إجراء دراسات تهدف للاستفادة القصوى من مشاريع تصنيع المنتجات والاهتمام بالتصنيع الزراعي.
لقد تعرضت الموارد الطبيعية المتجددة في بلاد البجه للتدهور المريع الذي تبدى في اضطراب الدورات المائية وتدهور الغطاء النباتي وإنخفاض انتاجية الأرض وموت الكثير من الحيوانات الأليفة واختفاء الحيوانات الوحشية من العديد من المناطق، وقد نتج التدهور عن عوامل إدارية متمثلة في عدم اهتمام السلطات بما تتعرض له البلاد من ظروف طبيعية قاسية مثل الجفاف والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية المتجددة.
لقد أوضحت الدراسات أن في البلاد وديانا تحمل كميات من المياه المنحدرة نحو البحر أو صوب النيل وتُكوّن هذه الوديان على جانبيها ودلتاها أراضي طينية تصلح للاستثمار عن طريق مشاريع لنثر المياه. وعلىه فمن المفيد تعميم إنشاء السدود في الوديان وسفوح الجبال خاصة في المناطق التي سبق أن أُجريت حولها الدراسات لزيادة رقعة الأرض الزراعية، وتغذية الأرض بالمياه الجوفية والمحافظة على التربة.
إن الزحف الصحراوي قد أصبح يشكل خطورة في مناطق متعددة من البلاد ويجب مكافحته بتقنين وترشيد استغلال الموارد الطبيعية وإقامة مصدات للرياح وأحزمة واقية، وإقامة أسوار لحجز المناطق المتدهورة من المراعي الطبيعية ونثر بذور نباتات المرعى المحسنة وفتح خطوط النار. ولمعالجة نقص البروتين بالبلاد تشجيع تربية الدواجن في القطاعات العامة والتعاونية والخاصة بكل الوسائل الحديثة حتى تشكل مع الأسماك مصدر الغذاء البروتيني اللآزم للسكان.
إن الاهتمام بزراعة محاصيل التصدير لجلب العملات الأجنبية لحكومات الخرطوم قد أضر بالتربة نتيجة للزراعة التجارية كما شرّد الرعاة البجه أصحاب الأرض وأهلك مواشيهم ومنعهم من زراعة المحاصيل الغذائية وآلت أراضيهم عن طريق الفساد والمحسوبية إلى طبقة المستوطنين ا لذين استولوا على أراضي قبائل البجه في الرهد والقضارف وكسلا وتوكر وخشم القربة وحلفا الجديدة. إن هاتين الأخيرتين تسلم أصحابهما التعويضات عن أراضيهم في حلفا القديمة ثم تم تمليكهم لأراضي البجه حيث أنتزعت الأراضي من الرعاة البجه وأصبحوا مطاردين ودخلاء على أرضهم حسب قوانين الاستثمار الجديد في خشم القربة وحلفا الجديدة كالمثل الذي يقول (دجاجة الخلاء طردت دجاجة البيت). وهذا بالضبط ما حدث للراعي البجاوي الذي قتله سكان إحدى قرى حلفا الجديدة بعد أن طاردوه كأنه لص بينما هو صاحب الأرض (1985). لقد قتل خزان خشم القربة وشرّد آلاف البجه الذين كانوا يعتمدون على نهر أتبره في الزراعة والرعي خلف موقع الخزان الحالي.
مشروع حلفا الجديدة الزراعي (مؤسسة حلفا الزراعية)
يقع مشروع حلفا الجديدة الزراعي كله في بلاد البجه في سهل البطانة المنبسط على الجزء الغربي من نهر أتبره ومساحته الكلية 500 ألف فدان انحسرت إلى 240 ألف فدان (2003م) نتيجة الأطماء ببحيرة خزان خشم القربة، ويبعد حوالى 260 كلم شرق الخرطوم، ويحده خطا العرض 51 و71 درجة شمالاً. بدأت فيه تجارب زراعة المحاصيل في موسم 60/1961 و61/1962 بمزارع تجريبية، حددت بعدها زراعة المشروع في دورة ثلاثية تتكون من فول سوداني وقطن وقمح. ومر المشروع بخمس مراحل للزراعة.
المرحلة الأولى: مساحتها 175 ألف فدان خصص معظمها لتوطين النوبيين وخمسة للسكن ــ جهزت 32 ألف فدان في موسم 63/1964.
المرحلة الثانية: مساحتها 100 ألف فدان، خصص الجزء الأكبر منها لتوطين باقي النوبيين كما خصص ألف فدان منها لتكملة أرض السكن. وجهزت المساحة للزراعة في موسم 65/1966.
المرحلة الثالثة: مساحتها 45 ألف فدان خصصت لتوطين البدو وجهزت للزراعة في موسم 66/1967.
المرحلة الرابعة: مساحتها 45 ألف فدان خصصت لتوطين البدو وجهزت للزراعة في موسم 67/1968.
المرحلة الخامسة: مساحتها 42 ألف فدان خصصت لتوطين البدو وجهزت للزراعة في موسم 66/67/1968.
وفي عام 1999 بلغ انتاج المشروع 75 ألف طن من السكر قيمتها 80 مليار جنيه، وبلغت المساحة المزروعة 500، 21 فدان، وبلغ انتاج القصب 100 ألف طن قام بها 850 عامل. وينتج المصنع يومياً حوالى 4900 جوال زنة 100 كلغ. وتشمل الخطة الزراعية للموسم 99/2000 زراعة 45 ألف فدان قطن، و55 ألف فدان قمح و65 ألف فدان ذرة و45 ألف فدان فول. والتمويل المطلوب للموسم حوالى 18 مليار جنيه. وبيعت بذرة القطن والذرة بحوالى 750،23 مليار جنيه، بعجز في التمويل يبلغ 350،4 مليار جنيه.
إن هذا المشروع هو حلقة من مسلسل تشريد الرعاة البجه والقضاء على حيواناتهم ثم عليهم، وهو يجسد أبشع صور الاستغلال والاستعمار الاستيطاني في بلاد البجه. فقد قامت الحكومة بتهجير النوبيين من موطنهم، وقبضت تعويضاً مقابل ذلك، وأموالاً خفية لتسهيل إنجاز المهمة. وعندما طالب النوبيون بتوطينهم جنوب الخرطوم، رفض سكان المنطقة، ولم تجد الحكومة أمامها إلا أرضنا السائبة فشردت الرعاة البجه ووطنت مكانهم النوبيين بعد أن قبضوا تعويضات أراضيهم. فلماذا لم يتم تعويض الرعاة البجه عن أراضيهم? ولماذا التفرقة في المعاملة? إضافة إلى هذا فقد تم تشريد المزارعين والرعاة البجه الذين كانوا يعيشون على ضفاف نهر أتبره حيث شحت مياه النهر بسبب إنشاء خزان خشم القربة وزالت مدن كانت عامرة من الوجود مثل قوز رجب، وسدت المزارع مسارات الرعاة البجه الموسمية.
وحول مشاكل المشروع فقد أكد وزير زراعة الإنقاذ (1999) أن المشاكل والمعوقات في مشروع حلفا الجديدة،تتمثل في مشكلة الري وتعطل المضخات جميعها والبالغ عددها ثلاث، أرسلت إثنتان منها إلى ايطاليا للصيانة، أما الثالثة فقد اكتشفت مؤخراً. وحاجة المشروع من مياه الري تقدر بسبعة ملايين متر مكعب والمتاح منها حالياً يبلغ مليونان و(900) متر مكعب حسب تقديرات وزارة الري. إضافة إلى إنتشار المسكيت في الأراضي الزراعية، وقنوات الري والمصارف، وتحتاج مكافحته إلى 3 مليار جنيه بجانب التأهيل المطلوب للقناطر، والمحالج، والجسر الواقي والترع بالنمر. وتبلغ الديون الواجبة السداد 195،8 مليار جنيه.
مصـنع سـكر حـلـفـا
جاء في جريدة البيان الإماراتية عدد 28/4/98 ما يلي:- أنهى مصنع سكر حلفا الجديدة الموسم الانتاجي 97/98 بتحقيق أرقام قياسية حيث بلغت جملة الانتاج 62 ألف طن سكر بزيادة خمسة آلاف طن عن الموسم الماضي، وذلك قبل أكثر من شهر من الموعد المحدد لاختتام الموسم. ويتوقع أن تكون انتاجية الموسم القادم 220 ألف طن. بلغت إنتاجية موسم مايو العام 2002 (87) ألف طن سكر. ومن المعوقات عدم كفاءة النقل وصغر حجم المستودعات. ومساحة المشروع 40 ألف فدان.
الـثــروة الحيـوانيـة
تزخر بلاد البجه بالثروة الحيوانية، وقد اشتهرت بأنواع معينة مثل الخروف السواكني والجمل البشاري اللذان تعدت شهرتهما حدود (السودان). وقد ذكر الهجن البجاوية الشاعر أبو الطيب المتنبي في قصيدته (ضحك كالبكاء) التي يقول في مطلعها:
ألا كل ماشية الخيزلى فدى كل ماشية الهيذبى
وكل نجاة بجاوية خنوف وما بي حسن المشى
جاء في كتاب (الثروة الحيوانية والانتاج الحيواني في السودان) وهو المرجع الرئيسي لمعظم هذه المعلومات ــ لمؤلفه العالم الفقيه الدكتور محمد أبو العزائم مدني ــ حفيد مؤسس الطريقة العازمية ووكيل أول الثروة الحيوانية سابقاً (كان جده الشيخ ماضي أبو العزائم أستاذاً في مدرسة سواكن الابتدائية، وعند إلقاء القبض على الأمير عثمان دقنه، ألقى خطبة نارية ضد الاستعمار) ما سنورده في هذا الباب في أماكن مختلفة عن الثروة الحيوانية للبجه.
تـربـيـة المـواشـي
إن تربية المواشي هي جزء مكمل لنشاطات كل انسان بجاوي في هذه المنطقة تقريباً وتستخدم القطعان للعيش منها، وهي حسابات ادخار، وللبعض فإنها استثمار. ومربي المواشي المحترفين هم البدو أو مجموعات الرحل سابقاً في النصف الشمالي من الولاية، خاصة بالنسبة للجمال والأبقار. وفي الماضي، كان هؤلاء الناس يعيشون فقط على انتاج قطعانهم. وفي وجبتهم كان اللبن مهماً جداً وتباع الحيوانات عند الحاجة إلى النقود. إن أبقار زيبو البطانة هي نوع مشهور من قطعان البدو. ويتواجد الآن فقط في أعداد صغيرة وأصحاب المراعي الزراعية في الجنوب هم تقليدياً أصحاب أبقار الزيبو الكبيرة الطويلة القرون منذ عهد الفراعنة حيث توجد رسوم لها في نقوش المعابد الفرعونية.
وخلال فترة الجفاف والمجاعة 1984/1985 فقد هلك من مواشي البجه ما يزيد على 5،1 مليون رأس. وبالرغم من هذا فإن الرقم الآن ضعف ما كان عليه في الخمسينات وربما ثلاثة أو أربعة أضعاف ما كان عليه في حوالى 1900، ويدل هذا على الأهمية التقليدية لتربية المواشي. والقطعان ضعيفة التغذية، وهذا هو السبب الرئيسي لتدني الأداء الانتاجي والرضاع والنمو ولمعدلات الموت المرتفعة. وقد ينسب هذا جزئياً إلى العامل الوراثي الضعيف للقطعان وللأمراض المعدية. ويقوم نظام الانتاج الحيواني بتوفر العلف والمياه الجيدين.
الحيـوانـات والتـكيـف
تماماً كما هو حال النباتات، تمتلك ماشية المناطق القاحلة، ما يمكن تسميته بالخصائص التكيفيه. تستطيع حيوانات مثل الجمال والأغنام والأبقار والحمير الحياة في مثل تلك المنطقة، مع اختلاف في القدرة على تحمل القسوة. هكذا تسود حيوانات مثل الماعز والجمال، في أكثر المناطق قحولة أي منطقة تلال البحر الأحمر. تسود الماعز بمعدلات تناسلها العالية في المنطقة، بينما تتواجد الجمال بمعدلات تناسل منخفضة بأعداد أقل كثيراً. وإلى الجنوب تسود أنواع أخرى بالتوافق مع البيئة الأكثر رطوبة. ولكل حيوان متطلبات مختلفة، فالجمال من الحيوانات الجالحة، بينما الأغنام والأبقار كالئة. وبعض الحيوانات كالحمير الماعز تجمع بين النمطين. والجمال تحصل في آخر فصل الجفاف على أغذية أكثر تنوعاً من غصون الأشجار نسبة لإرتفاعها.
الثروة الحيوانية في ولاية البحر الأحمر
جاء في موسوعة ولاية البحر الأحمر بأن تعداد الثروة الحيوانية في الولاية كالآتي:- الأبقار 663،97، والضأن 738،496، والماعز 709،130،1، والجمال 980،117. تعتمد الحيوانات في معظم الشهور على المراعي الطبيعية التي تقدر بحوالى 4 مليون فدان، وتسجل الشهور أبريل، ومايو، ويونيو فجوة في الأعلاف المتوفرة. ويتم سد الفجوة بالترحال وبشراء الأعلاف وبتغيير نوع الحيوان وبمجموعة من هذه الممارسات. وبالنسبة للقوى البشرية العاملة في النشاطات ذات الصلة بالصحة والانتاج الحيواني، والمراعي والعلف، والأسماك والحياة البرية، فهي محدودة، وتتمركز في رئاسة الولاية. وتعتبر الكوادر ضعيفة من ناحية العدد والتوزيع، خاصة بالنسبة للمراعي والعلف، والأسماك والحياة البرية، هذا إذا وضعنا في اعتبارنا الإنتشار الواسع لهذه الموارد التنموية وإمكاناتها القابلة للتطور.
يظهر من ميزانية الولاية ضآلة النسبة المنفذة من المبالغ المقترحة والمصدقة بصورة عامة، مع انتفائها بالنسبة لبندين هامين هما الخدمات العلاجية ودعم الخدمة البيطرية. وإذا شملنا مع هذين، مشروع مكافحة الأمراض، حيث أن المصدق له بدوره ضئيل، نجد أن المبالغ المخصصة لصحة الحيوان تبدو بوضوح غير كافية مقارنة بأعداد الحيوان بالولاية.
ومن كبار مربي الإبل المشهورين في بورتسودان كان الشيخ عثمان عيسى هلال.
الأبـقــار
يوجد في محافظة كسلا من أبقار الكنانة 264،262 رأس ومن أبقار البطانة 886،681 رأس، ويوجد في محافظة البحر الأحمر من أبقار الكنانة 311،2 رأس، ومن أبقار البطانة 671، 34 رأس (80/1981). ويبلغ عددها الكلي حسب تقديرات ديوان الزكاة للعام 1996، 000،023،1 رأس من الأبقار. وفي ولاية كسلا تقدر الثروة الحيوانية بحوالى (269،661،5) رأس، منها (241،999) أبقار، و(625،256،1) ضأن، و(518،859،2) ماعز، و(885،545) إبل.
وأبقار الكنانة هي نوع من أبقار الزيبو بين النيلين الأبيض والأزرق، وتنقسم إلى نوعين، أبقار الكنانة الشمالية وأبقار الكنانة الجنوبية. تعتبر أبقار الكنانة عموماً ذات حجم كبير نسبياً. ولونها عموماً رمادي فضي غامق عند الأطراف حيث يميل الذيل إلى السواد خاصة في الذكور، ويغلب اللون البني الفاتح على العجول عند الولادة ثم تتحول إلى رمادي فضي. يصل وزن الثور إلى 529 كلغم والبقرة 402 كلغم، والإرتفاع عند الغارب 140 سم للثور و130 سم للبقرة ــ طول الأذن حوالى 15 ــ 20 سم والقرون 15 ــ 35 سم. تعتبر أبقار الكنانة عموماً أبقار حليب، كما أنها تعتبر ثنائية الغرض للحليب واللحم. وتنتج البقرة من الحليب 5،4621 كلغم بمعدل 28 رطلاً في اليوم، وموسم انتاجها للحليب من 189 إلى 240 يوماً (أطول فترة 365 يوماً). أما أبقار البطانة فهي تنتسب إلى أبقار الزيبو الشمالية.
وتعد من أحسن أبقار السودان من حيث إدرار الحليب حيث يصل الانتاج إلى 1900 كلغم في الموسم. وبعد تحسين تغذيتها أنتجت 2700 كلغم في فترة 300 يوم هي موسم الحلب. وهي عموماً كبيرة الحجم، ولونها أحمر غامق وأحياناً فاتح والأجزاء الأمامية والخلفية أحياناً تميل للسواد ... توجد بعض العلامات السوداء حول العنق والكتف والسنام والأرجل الأمامية والخلفية. والقرون صغيرة ورقيقة وبعضها بدون قرون، العنق قصير جيد الاتصال بالجسم، والسنام ضخم ولكنه صغير في الإناث، عادة فوق الصدر وأحياناً فوق العنق، والصدر .. اللبب متوسط قليل الحجم، والذيل طويل، الرجلين الخلفيتين طويلتين ضعيفتي التكوين قليلتي الامتلاء. الضرع جيد وممتليء.
الـضـأن
يبلغ عدد الضأن في بلاد البجه 000،648،2 رأس، وفق تقديرات ديوان الزكاة للعام 1996. وتسمى ضأن بركه، وهي ذات شعر طويل وذيل طويل كالضأن الصحراوي التي يقال أنها أيضاً من الضأن المصري القديم. يرعى هذا النوع من الضأن شمالاً عند سواحل البحر الأحمر شتاءً، وترحل جنوباً إلى المناطق الجنوبية الغربية صيفاً. تشتهر ضأن البجه باللون الأبيض وبقع سوداء أو بنية على الرأس، وأرجل بيضاء، وليس لها قرون، والذيل طويل وينتهي بزاوية حادة. إرتفاع النعجة 53 سم والذكر 64 سم، وطول النعجة 58 سم والذكر 69 سم. وصف بنيت (1940) هذا النوع من الضأن بأنه أصغر حجماً وشعره طويل (وعند البني عامر سماها مارشي (1941) ضأن خور بركه البجاوية. الأذن متوسطة، إرتفاع الجسم 75 سم، يصل وزنه 34 ــ 60 كلغم. الذكور ليس لها قرون، الشعر طويل (جوولدا العام 1951)). ويوجد في بلاد البجه أيضاً الضأن الأشقر. ويتصف بأن الشعر يغطي جسمه والذيل طويل، الأذنان طويلتان متدليتان، اللون أشقر، إرتفاع النعجة 78 سم والذكر 89 سم وطول النعجة 84 سم، والذكر 94 سم. أما الضأن الأبرق (الدباسي) والمسلمي، ومن صفاته الذيل الطويل، اللون أبيض مع بقع سوداء على الظهر، الرأس أبيض وأسود والأرجل سوداء ــ إرتفاع النعجة 75 سم والذكر 91 سم، وطول النعجة 83 سم والذكر 94 سم.
المــاعـــز
يبلغ عدد الماعز في بلاد البحه 000،330،2 رأس. والمعزة تعتبر من أكثر المجترات الصغيرة في البلاد. ومن أنواعها في البلاد الماعز النوبي، وتوجد الأغلبية لدى البني عامر، وهو يشبه الماعز السوري. ومن صفاته الشكلية أنه كبير الحجم طويل الأرجل وإرتفاعه بين 71 ــ 76 سم ووزنه 27 كلغم ولونه أسود غامق وشعره طويل. واللحية أساسية في هذا النوع من الماعز، والأنثى والذكر لهما قرون متوسطة صغيرة في الأنثى وملتوية في الذكر. والأذنان طويلتان على شكل البندول. والذكر له أنف روماني محدودب. ويتميز الضرع بالطول ويصل الأرض أحياناً. ويستعمل شعره الطويل في صناعة السجاد. يصل وزن الأنثى 35 كلغم والذكر 40 كلغم وقد يصل 60 كلغم. اللحية المذكورة أعلاه طويلة ويمتد منها خط من الشعر الطويل أسفل العنق. ويوجد في البلاد أيضاً الماعز الصحراوي، وهو أكبر من النوبي. ولونه أبيض فضي مع علامات بنية أو سوداء. الذكر له لحية جيدة وعرف. وللذكور والإناث قرون. غير أن قرون الذكر أكبر، وأفقية ملتوية. والأرجل طويلة. ويتراوح وزن الذكر بين 40 ــ 45 كلغم والأنثى بين 30 ــ 40 كلغم وإرتفاع الذكر عند الغارب 60 سم والأنثى 50 ــ 55 سم. كذلك يوجد بالبلاد ماعز جنوب (السودان) (النيلي) لدى البشاريين في منطقة حلايب ونهر أتبره. توجد أنواع أخرى من الماعز مثل الدمشقي والحبشي والسعانين والتوق أنبرج والماعز المهجن.
الإبـــل
تحتل الصومال المرتبة الأولى في كثرة الإبل في العالم إذ يوجد بها 2،6 مليون رأس، ويأتي بعدها (السودان) بــ 9،2 مليون رأس. يبلغ تعداد الإبل في بلاد البجه 300،678 رأس. وجاء في صحيفة الخليج الإماراتية عدد يوم 10/1/2001م ما يلي (ذكر االدكتور عبد الله سيد أحمد وزير الثروة الحيوانية أن السودان يمتلك أكثر من 3 ملايين رأس من الإبل). وقد وصلت الإبل العربية إلى هنا خلال الفترة 2500 ــ 1500 عام قبل الميلاد. وذكر الإداري البريطاني أندرو بول في كتابه (تاريخ قبائل البجه) ترجمة الدكتور أوشيك آدم، بأن البجه إضافة إلى امتلاكهم لعدد كبير من الجمال، فقد استطاعوا وبجدارة أن يعتنوا بها ويتفننوا في ركوبها، فهم لا زالوا محافظين على هذه المهارة، ويجيدون استعماله في الحرب كما يجيد غيرهم استعمال الخيل. وأنا شخصياً شاهدت في بعض الاحتفالات القبلية المقدرة الفائقة للبجاوي في ركوب الجمل، حيث يقف الواحد منهم برجل واحدة على ظهر الجمل ويمسك بيد واحدة عنان الجمل ويده الأخرى ممسكة بسيف مشهور يلوح به في الفضاء. كذلك شاهدت أيضاً بعضاً منهم يمتطي الواحد منهم الجمل ويعدو به وفي يده وعاء مليء بالحليب ولا تنسكب منه قطرة واحدة. وتوجد السلالات الجيدة للجمال وسط البشاريين والأمارأر، وأشهر هذه السلالات هما بانقير وكلايواو اللذين اشتهر بهما الحمد أوراب وعلياب البشاريين على التوالي. ويقوم البشاريون حالياً بتهجين سلالة جديدة من كلايواو والعنافي، وهي نفس السلالة التي يتم تهجينها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكلايواو الذي فاقت شهرته الآفاق ما هو إلا هجين من سلالتين هما بانقير وعبيدية، والقبيلة التي ترعى هذه السلالة وتعتني بها هي العلياب. ولعل الجمل البشاري في عيتباي هو من أجود سلالات الجمال في (السودان) (أصله من المسلمية حيث جلب منها) وهو يمتاز بالقوة والرشاقة والسرعة وتقوم بتربيته قبائل البشاريين والهدندوة والأمرأر. وقد تمكن كرباب الأمارأر من تطوير سلالة جميلة من الجمال تصلح لكل الأغراض، غير أن جمالهم صغيرة وبطيئة ولا تصلح لحمل الأثقال. وعلى الجانب الآخر نجد أن النابتاب هم أول من أدخل الجمل إلى المناطق الجبلية جنوب خور بركة في عام 350 ميلادية. وفرع واحد منهم هم البرهماي استطاعوا أن يطوروا سلالة جبلية من الجمال. وهذه السلالة طويلة الأرجل غير مريحة في الركوب، لكنها تصلح للأراضي الجبلية أكثر من الساحلية، وفي وقت لاحق بدأت قبائل أخرى مثل الأفلنده واللبت وغيرها تملك أعداداً بسيطة من الجمال. لا تستطيع الجمال الصحراوية أن تتأقلم على المناطق الزراعية والعكس صحيح. عموماً فإن الجمال تجد مشقة كبرى في التأقلم على الظروف الرعوية المختلفة. هذه الخصلة أكثر مشاهدة في توكر بين قبيلتي الشعاياب والنوراب، حيث ترعى الجمال هناك الحشائش المالحة التي تنمو على ساحل البحر وخور بركة، لذا فإن الجمال التي تربى في منطقة توكر ليست لها قيمة تجارية خارج هذه المنطقة.
وتنقسم الإبل إلى ثلاثة أنواع، الأول: إبل الركوب، وهي خفيفة الوزن كبيرة الصدر وصغيرة السنام. (ووصفها د/ فلاح العاني بالآتي: يمتاز هذا النوع من الإبل برشاقة الأطراف وخفة الحركة وحدة البصر وسرعة الاستجابة للمؤثرات الخارجية، لذلك فهي تستعمل لأغراض الحرب وحراسة المنافذ الصحراوية، وتستطيع أن تسير هذه الإبل بسرعة 15 ــ 20 كلم في الساعة لمدة ثلاثة أيام متواصلة). والنوع الثاني: ابل الحمل، وهي كبيرة الحجم ذات أرجل قصيرة ورأس كبير، (ووصفها د/ فلاح العاني بالآتي: يكون هذا النوع ضخم الجثة، متين الفطام، قوي العظام، ضخم السنام، واسع الصدر، كبير الخف. يستطيع الجمل من هذا النوع من حمل حوالى 290 كلغم). والنوع الثالث هو ابل السباق، وهي رشيقة الجسم خفيفة الوزن سريعة الحركة وتسمى الهجين. وتتميز تحركات الإبل هنا بالقصر. حيث تتحرك الإبل بين نهر الدندر ونهر أتبره في مناطق أروما وخشم القربة، وجبيت وحلايب وسنكات. وجنوباً حتى نهر الدندر وجنوب القضارف حتى أبودليق. ونتيجة لإنتشار المشاريع الزراعية المروية أصبح مشروع الرهد مورداً مستديماً لمياه الشرب ومخلفات المحاصيل الزراعية. وتنقسم الإبل هنا إلى أنواع، هي النوع الرشايدي، وتقوم بتربيتها قبائل الرشايدة. ويتميز بأنه جمل حمل خفيف قوي قصير الأرجل. ولونه عادة أحمر قرنفلي. والنوع الثاني هو العنافي، ويتواجد أساساً بالقرب من كسلا. ويتميز بأنه طويل وأرجله طويلة ورأسه صغير وطويل كذلك عنقه طويل ويشبه الزرافة، ولونه أبيض أو أشقر وأذناه صغيرتان متجهتان إلى الأمام. وهو جمل ركوب جيد وسريع. لذا يستعمل في السباقات والمطاردة على الرغم من أنه لا يستطيع العدو أكثر من 5 إلى 6 أميال فقط. والنوع الثالث هو الجمل البشاري، وتقوم بتربيته قبائل البشاريين والهدندوة والأمارأر، والبني عامر وهو أقوى من العنافي، كذلك فهو أحسن جمال الركوب في العالم (د. أبو العزائم) . ويتميز بصغر الجسم والرأس وكبر العينين. وهو خفيف الحركة يتحمل العدو لمسافات طويلة، وهو جمل سباق، والعنق جيد التكوين قوي، والصدر كبير والأرجل طويلة والشعر ناعم، واللون السائد هو الرمادي الرملي أو الأبيض. إرتفاع الغارب 200 سم مترابط والضلوع بارزة. وتنقسم الإبل البشارية إلى: ابل الأميراب، وهي أجود وأسرع الإبل البشارية. والنوع الثاني هو البشاري الأبيض أو الهدندوي، وهو أصغر حجماً من الأميراب. والنوع الثالث هو البشاري البني، وجسمه غير متناسق رديء الركوب والحمل. والنوع الرابع هو ابل الجرايش، وهو صغير الحجم كبير العظام يصلح للركوب والحمل أيضاً.
جاء في كتاب تقديرات الزكاة والناتج القومي 1416هـ 1996م (مركز الدراسات الاستراتيجية ــ الخرطوم) ما يلي عن الثروة الحيوانية وزكاتها.
تشتهر بلاد البجه بأبقار البطانة والقاش، كما تشتهر بالإبل، حيث يوجد العنافي والبشاري، ومن الضأن توجد سلالات الأشقر والأبرق. وتقدر الثروة الحيوانية بحوالى 000،783،6 رأس، تنقسم إلى:- 000،648،2 رأس من الضأن، و000،023،1 رأس من الأبقار، و000،330،2 رأس من الماعز، و300،678 رأس من الإبل.
قيمة الثروة الحيوانية وزكاتها: تبلغ القيمة الإجمالية للثروة الحيوانية حوالى 000،760،350 دولار. وهي كالآتي:- القيمة الإجمالية للأبقار حوالى 600،204 ألف دولار وزكاتها 050،549،2 دولار. وتبلغ القيمة الإجمالية للابل 000،600،46 دولار وزكاتها 580،542،2 دولار. وتبلغ القيمة الإجمالية للضأن 000،960،52 دولار وزكاتها 290،511 دولار. وتبلغ القيمة الإجمالية للماعز 000،600،46 دولار وزكاتها 066،466 دولار. وهكذا تصبح جملة زكاة الأنعام المتوقعة 986،978،5 دولار.
جاء في جريدة البيان الإماراتية عدد يوم 19/10/ 1998 (بدأت عمليات تصدير اللحوم من مسلخ البحر الأحمر الذي قامت بإنشائه شركة الرضوان للتجارة والخدمات بميناء بورتسودان، حيث تبلغ الطاقة الانتاجية للمسلخ (300) رأس من الضأن و(30) رأساً من البقر في الساعة الواحدة. ويضم المسلخ وحدة لتجميد اللحوم ومدينة ومصنع لمعالجة المخلفات وتحويلها إلى مرتكزات أعلاف. واشتكى السكان من تلويثه للبيئة وجلبه للأمراض.
مركز أبحاث الإبل
تستوعب منطقة البطانة حوالى (000،750) (تقرير ولاية القضارف) رأس من الإبل وهي تمثل 20% من ثروة السودان من الإبل، هذا الفصيل الهام من الثروة الحيوانية. لهذا نبعت فكرة قيام مركز لأبحاث الإبل في هذه المنطقة، ليكون منطلقاً للباحثين في مختلف مجالات وضروب البحث العلمي وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تطوير هذا الحيوان المليء بالأسرار. وتم اختيار مدينة الشواك لموقعها الممتاز حيث تتوفر فيها الخدمات لمركز البحث العلمي ولتوسطها مناطق اللحويين الذين يعتبرون من القبائل التي تهتم بتربية الإبل بالإضافة إلى قبائل البجه التي اشتهر، الجمل البشاري، أفضل نوع من الإبل بإسمها. تم بناء المركز في العام 1990 بمساهمة كريمة من وزارة الخارجية الفرنسية ــ برنامج مراقبة الساحل وحكومة السودان ومعتمدية اللآجئين بالشواك. ويعتبر المركز الوحيد في (السودان) ومن المراكز القليلة في أفريقيا المتخصصة في أبحاث الإبل.
وتوجد بولاية كسلا مشاريع قائمة للإنتاج الحيواني تشمل مزرعة ألبان كسلا سعة 70 رأس، ومزارع دواجن، ومشروع إنتاج أعلاف الدواجن الدائري بسعة 20 طن في اليوم، ومشاريع تحسين نسل الحيوانات بكسلا وحلفا الجديدة، ومشروع تحسين الجلود، ومشروع مكعبات علف المولاس بحلفا الجديدة، ومشاريع شركة ايرشاي للمنتجات الحيوانية.
الصورة: خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود?? الصورة:صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الأمين
سباق الهجن الكبير في المملكة العربية السعودية
في العام 1976 اشتركت في سباق الهجن الكبير في المملكة العربية السعودية بهجن بجاوية تعود للشريف إمام الدين محمد عبد الله وكان بصحبته الريس أحمد أوشيك موسى ومرافقين آخرين. واستقبلنا المغفور له الملك خالد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز استقبالاً حاراً وأكرما وفادتنا، واستضاف الملك الوفد في قصره الخاص. ولمسنا فيهما معرفة تامة لقبائل البجه وتاريخها.
الشيخ زايد بن سلطان وتطوير الإبل صورة: صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة
صورة: صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة?
وبعد عودتي للسودان تلقيت رسالة من سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الخرطوم تفيد بأن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يطلب أربعة من هجن السباق البجاوية. وقد كان هذا تشريفاً من سموه وأرسلت الهجن التي جلبها الشيخ موسى بافوري على طائرة سي 130 هيركوليز يقودها الطيار المعروف محي الدين محمد علي. ولم أتمكن من السفر مع الهجن نسبة لحدوث إنتفاضة عرفت باسم (الغزو الليبي). وكانت تلك أول هجن بجاوية للسباق تصل لدولة الإمارات من خارجها، حيث فتح باب جديد للمهتمين بتجارة هجن السباق. ومنذ ذلك الوقت اهتم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان بالهجن (السودانية) وظل يرعي على نفقته الخاصة سباقات الهجن السنوية في كسلا. وامتد اهتمام سموه ليشمل إقامة مزرعة لتطوير الإبل في مدينة العين بدولة الإمارات العربية. وجاء في صحيفة الخليج الإماراتية عدد يوم الجمعة 29/5/1998 ما يلي عن مزرعة تطوير الإبل في العين (مع التطور الحضاري الذي يشهده العالم منذ عقود توقع بعض العلماء اندثار الإبل لكن دولة الإمارات أثبتت العكس. ويمثل اهتمام صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية برعاية الإبل وتشجيع المواطنين على تربيتها محوراً أساسياً في تلك الصحوة التي شملت هذا القطاع من الثروة الحيوانية. ويشير الدكتور جواد عبد الرحمن المصري مدير عام مركز أبحاث الهجن بالدائرة الخاصة بالعين إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث وجه بإنشاء مركز أبحاث الهجن بالعين مشيداً في هذا الصدد بمتابعة الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان لعملية تطوير وتحديث المركز الذي تم تزويده بالعديد من الأجهزة العلمية الحديثة، وهي تعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. وخاصة تحليل الأحماض النووية والتي تستخدم في تحديد الصفات الوراثية للابل وتشخيص الأمراض، وبيان نوع السلالة وانتماء الأبوة للهجن، وأجهزة تشخيص الأمراض البكتيرية وهي أجهزة متقدمة جداً. وجهاز التحليل الكيميائي (آ. إكس. إل) ويقوم بتحليل 120 عينة إلكترونياً بالإضافة إلى جهاز تحليل الدم ويمكن للجهاز القيام بتحليل 60 عينة في وقت واحد.
كما يضم المركز مختبراً للتلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة، وحفظ الأجنة مجمدة، ويهدف المركز إلى المحافظة على الثروة الحيوانية وخاصة الإبل، وتعزيز القدرة الانتاجية للسلالات المتميزة منها، ويتميز هذا الجهاز بقدرته على اختصار الوقت في عملية الحمل والولادة، لأن حمل الناقة يستغرق 13 شهراً، وتلد رأساً واحداً وتقوم على تربية صغيرها لمدة عام كامل ولكن بتكنولوجيا نقل الأجنة يمكن زيادة الانتاجية، وبذلك تختصر تقنية النقل أكثر من 7 سنوات من عمر الأم كانت تضيع في الحمل والولادة، كما تفيد هذه العملية في تحديد أفضل السلالات والحفاظ عليها بعد ثبوت كفاءة انتاجيتها.
وأشار إلى أن المركز يضم قاعدة بيانات إلكترونية حول هذه الأجنة تشمل الأم المانحة للبويضة، والأم المستقبلية أو الأم البديلة التي تم الحمل بها، والأم المرضعة وكذلك الأب صاحب الجينة الوراثية. وأكد على أن المركز يحقق نتائج قياسية في هذا الصدد).
إننا نتمنى أن يهدي إلينا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ببعض الأنواع المحسنة من الهجن لتطوير الإبل في بلادنا، ليس لأننا أول من أدخل هجن السباق البجاوية هنا، ولكن إكمالاً لجهود سموه في الاهتمام بالهجن التي حملت رسالة الإسلام الخالدة إلى أرجاء المعمورة. إن اهتمام سموه بالهجن جعل الدول الغربية مثل ألمانيا وأستراليا تهتم بها أيضاً وتقيم لها السباقات، وهذه أول مرة يقلد فيها الغرب العرب، إذ أن الشائع هو العكس، فبارك الله في سموه على هذا الإنجاز الرائع فقد قال عن الهجن (وفاء منا للإبل لما أسدته لأسلافنا ولنا من بعدهم من خدمات وقت أن كنا نعتمد عليها في كل حياتنا وتنقلاتنا ورحلاتنا فإننا نهتم بها ونكرمها لسابق أفضالها علينا وعلى أجدادنا).
صورة: الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وزير الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة??
منذ ثلاثين عاماً كنت في بريطانيا لتلقي العلم، وكنت أذهب أحياناً إلى مضمار سباق الخيل لأعيش بوجداني بين ماضي فرسان العرب الذين كانوا يجوبون ميادين القتال وهم على صهوات جيادهم، ورأيت كيف رفعت خيولنا من مكانتنا آنذاك أكثر مما فعلنا. والحمد لله فقد قيض الله للعروبة من أبنائها من يظهر حضارتها ومدنيتها في شخص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم، ولي عهد إمارة دبي، وزير دفاع دولة الإمارات العربية المتحدة ،الذي تجلى حدبه على ذلك التراث الأشم في الاهتمام بالهجن العربية، والحيوانات العربية النادرة، حيث استنبط حيوان الكاما وهو هجين من الجمل واللاما. وإضافة لإسهاماته في مسابقات تحفيظ القرآن الكريم، والأعمال الخيرية والإنسانية ونصرة شعب فلسطين، فقد كرس وقتاً وجهداً لتربية الخيل التي في ظهورها عز وفي بطونها كنز. وقد جدد مجد العرب في مجال الخيول الكريمة في أهم ميادين السباقات في أوروبا وأستراليا، وتناقلت أخبار انتصاراته وانتصارات خيوله العربية الأصيلة، قنوات التلفزة الفضائية، لتدخل أمجاد العروبة كل بيت في أوروبا وأستراليا والغرب. وشارك سمو الشيخ محمد بن راشد في سباقات الفروسية لمنافسات القدرة وأحرز قصب السبق في العديد منها، حتى أصبح فارس العرب بلا منازع. فحمداً لله الذي جعل منا من يحفظ من شأن الأمة العربية وتراثها. فهو كما قال الشاعر:
كـالبــدر من أيـن اتجهـت رأيتــه ـــ يهـدي إلى عيـنيـك نـوراً ثاقـبــاً
كالشمس في الفلك البعيد وضؤها ـــ يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً
وفي شهر سبتمبر العام 2002، حقق سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد قصب السبق في سباق القدرة العالمي في أسبانيا ورفع رآية الإسلام والعروبة في أوروبا، ولا غرو فهذا الشبل من ذاك الأسد.صورة: سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان رئيس مكتب صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مجلس نادي أبوظبي للفروسية صورة: سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي رئيس ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، رئيس اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، اهتمام كامل بسباقات الخيول ـ صورة: سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم